نشوء البيان

دراسات قرآنية لغوية تاريخية آثارية

 

الأشعري


قد يكون أصل تسمية أبي موسى (بالأشعري): أنه إذا قرأ القرآن، (شعر) الناس به وبقراءته (قبل أن يعلموا مكانه أو يروه وهو يقرأ).


فمثلاً نجد في رواية، أن منازل الأشعريين (قبل أن تُرى)، كانت (تُعْرَف) أي يُشْعَرُ بها، من خلال (أصواتهم بالقرآن). وهذا يكشف عن أصل تسميته بالأشعري، وهو أن صوته الحسن العذب الطيب (أشْعَرَ) الناسَ به، أي جعلهم يشعرون (يدرون ويفطنون ويعلمون ويحسّون) بمكانه وبشخصه أثناء تلاوته القرآن.


وفي تعريف الشعار (العلامة) في المعاجم، جاءت عبارة (لِيَعْرِفَ الرَّجُلُ بِهَا رُفْقَتَه)، وهي تشبه عبارة جاءت بحديث متعلق بأبي موسى (إِنِّي لَأَعْرِفُ أَصْوَاتَ رُفْقَةِ الْأَشْعَرِيِّينَ ..). ونلاحظ أن عبارة معاجم اللغة فيها (شعار، ليعرف، رفقته)، وعبارة الحديث فيها (الأشعريين، لأعرف، رفقة). فوصف الأشعريين بالحديث، هو نفس وصف الشعار بمعاجم اللغة.


ويتضح الأمر أكثر في قول ابن حزم (فكانت أصوات الأشعريين بالقرآن علامة لموضع نزولهم). فحسن تلاوة أبي موسى للقرآن أشعرته في الناس أي أشهرته كما تقول المعاجم (أَشْعَرْتَ ابْنِي فِي النَّاسِ أَي جَعَلْتَهُ عَلَامَةً فِيهِمْ وشَهَّرْتَهُ). ومرة أخرى، نجد عبارة ابن حزم فيها (الأشعريين، علامة)، وعبارة اللغة فيها (أشعرت، علامة).

 

حامد العولقي

 

نسخة pdf أكثر تفصيلاً عن معنى الأشعري