نشوء البيان

دراسات قرآنية لغوية تاريخية آثارية

Untitled 1

هل منسأة سليمان من معنى الرفع والحمل؟

الموضوع باختصار...

 فعل نسأ في المعاجم العربية يأتي بمعنى (طرد، ساق، دفع، زجر، ..)، ولذلك ذكرت التفاسير أن منسأة سليمان، هي عصاه التي بها يدفع ويطرد ويسوق ويزجر الجن.
ولكن قد تكون منسأة سليمان من فعل نسأ القديم الذي بمعنى (رفع، حمل، ...)، كما هو لفظه ومعناه باللغة العبرية. فإن صح هذا، فمنسأة سليمان هي العصا أو العكاز الذي يرفع سليمان أو يحمله أو يستند عليه (لذلك خرّ سليمان عند تآكلت المنسأة، لأنها كانت تسنده وترفعه وتحمله).
فعل نسأ (بمعنى رفع) لم يعد موجوداً بشكل واضح في المعاجم، لكن تقابله ألفاظ عربية تختلف عنه قليلاً مثل: (نصأ، نشأ، ...). فالسين في نسأ كأنها تحولت إلى صاد في نصأ أو شين في نشأ.
فإما أن كلمة منسأة كانت تستعملها العرب بمعنى ما يرفع الإنسان ويسنده (ثم أميتت قبل زمن المعاجم)، أو أن العرب استعاروها كما هي بلفظها ومعناها من غيرهم (كما استعاروا مثلاً كلمة ناطور ولم يقولوا : ناظور).


فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14) سبأ

(منسأته) فيها قراءات[1]: مِنْسَأْته، مَنْسَأَتَه (كلاهما همزة مفتوحة)، مِنْسَأْته (همزة ساكنة)، مِنْسَاته، مَنساته، مِنْسَاْءَتَه، (مِنْ سَأَتِه)، مِنْسَيَتَه.

وفسّر الجمهور المِنْسَأة بأنها العصا[2]. وكذلك معاجم اللغة[3]، واشتقته من معنى الدفع والسوق والطرد والزجر والتأخير. ونسبوا كلمة منسأة لبعض اليمن[4]. وقال ابو عمرو أنه لا يعرف لكلمة منسأة اشتقاقا[5]، وفي رواية أنه لا يعرفها[6]. وقيل المنسأة، بلسان الحبشة[7]. وشذّ تفسير فذكر أن المنسأة بالآية هي (عتبة الباب)[8]، وقيل قرأها ابن جبير كلمتين (مِن سأته)[9] بمعنى (مِن عصاه)[10].

 

احتمال معنى الرفع والحمل لكلمة منسأة بالآية

استعارت اللغة العربية العديد من الكلمات من لغات الشعوب المجاورة سواء في الجاهلية أو في الإسلام. وكلمة (منسأة) قد تكون في أصلها من اللغات القديمة (كالكنعانية العبرانية لغة بني إسرائيل). وذلك لأن الجذر الكنعاني هو (نسأ)[11] بالسين، وهو بمعنى (رفع، حمل، ...). وأما بالعربية فلا يوجد هذا الجذر (نسأ) بهذا اللفظ والمعنى، أو على الأقل لا يوجد بشكل واضح. ولكن توجد بالعربية أفعال بمعنى (نسأ العبري) وتشبهه في اللفظ مثل : (نشأ)[12]، (نصأ)[13]، (نصّ)[14] ، (نصع)[15]، (نتأ)[16]، وهي أيضاً بمعنى (رفع، حمل) مثل معنى (نسأ العبري). وكلمة منسأة لو تخيلنا لفظها بالشين أو بالصاد (من جذر : نشأ، نصأ، نصص)، فلن يبدو اللفظ مختلفاً كثيراً. فلعل العرب منذ القدم استعاروا كلمة منسأة (التي من فعل نسأ الأرامي أو الكنعاني)، أو أنهم كانوا فيما مضى يستخدمون فعل نسأ (بالسين) الذي بمعنى (رفع، حمل) واشتقوا منه كلمة منسأة، ثم اُميت فعل نسأ (الذي بمعنى رفع)، وبقي استعمال كلمة منسأة.

فأظن أن منسأة (وهي عصا بلا شك)، تعني ما يرفع به سليمان جسمه (يتكأ على المنسأة أو يستند عليها أو يعتمد عليها) إن أراد أن يقف أو يقوم أو يمشي عندما كان حياً، أو ما كان يرفع جسده ويقيمه بعد أن مات (لأن المنسأة هي التي رفعت وحملت وسندت جسده ومنعته من السقوط). أي كأن المنسأة (إن عبرنا عما يشبه فعلها بالعربية): أنشأت جسده أو نصأته أو نصّته. ونلاحظ قرب لفظ الفعل العربي ومعناه من الفعل الكنعاني نسأ.

فالمنسأة بالآية قد لا يكون لها علاقة بما اشتقه المفسرون أنها من فعل نسأ العربي الذي بمعنى (دفع وطرد وساق وأخّر وزجر)[17]، فقالوا أن سليمان كان يزجر بها الجن[18]. وإنما قد تكون من فعل نسأ الكنعاني العبري الذي يشبه الفعل العربي (نشأ، نصأ، نصّ، نصع، ..)، لأن هذه المنسأة كانت ترفع جسم سليمان وتحمله وتسنده عن أن يسقط. فمعنى كلمة منسأة (حسب فعل نسأ الكنعاني) أقرب لوظيفتها (رفع جسد سليمان) من معنى منسأة (حسب فعل نسأ العربي الذي يعني الدفع والطرد والزجر، ..).

 

آثار بالعربية تؤيد معنى الرفع والحمل لمعنى منسأة أو لجذر نسأ

تفسير أن المنسأة هي عتبة الباب (وإن كان خطأ)، يتضمن معنى الارتفاع (لأن عتبة الباب سُمّيت كذلك من ارتفاعها)[19]. كما جاء ذكر المنسأة في شعر يدل على الرفع والحمل والإسناد: (الشيوخ... دبوا على المنساة)، (كقومة الشَّيْخ الى منسأته)، (دببت على المنسأة من كبر)[20]. فالمنسأة كما في الأبيات الشعرية، يُفهم أن صاحبها العجوز لضعفه، يعتمد عليها ويتكأ (لأنها تحمله وترفعه وتقيمه وتسنده)، ولا يفُهم أن العجوز الهرم يستخدم المنسأة للدفع والطرد والزجر.  كذلك تتحدث التفاسير أن سليمان بعد موته كان متوكئاً على منسأته لمدة سنة (وهذا فيه معنى الرفع والحمل والإسناد)[21]. كما يستعمل جذر (نسأ) بمعنى المرأة الحامل[22]. وقد يُعرّف فعل نسأ في المعاجم بعض الأحيان بكلمات (رفع، نهض)[23].

 

كلمات استعملها العرب بلفظها الأرامي الكنعاني القديم

قد يقول أحدنا لماذا يحتاج العرب أن يستعملوا كلمة مشتقة من فعل (نسأ الكنعاني أو الأرامي) ولديهم فعل (نشأ، نصأ، ..) العربي. ولكن هذا قد يحدث. فرغم وجود الكلمة العربية بلفظها العربي، إلا أن العرب في بعض الأمور استعملوا الكلمة بلفظها الأرامي الكنعاني. وأفضل مثال هو كلمة (ناطور)[24] من فعل (نطر الكنعاني الأرامي) بالطاء وليس من فعل (نظر) العربي بالظاء. واستعملوا كلمة (برخ) التي تبدو من أصل عبري وهي بالخاء، مع وجود كلمة (بركة)[25] العربية بالكاف. واستعملوا كلمة (برطلة) الأرامية وهي بالراء (بر) وبالطاء (طلة)، وهي نفس تعبير (ابن الظلة)[26]. وكلمة (عَروبة)[27] أي الجمعة وتبدو من جذر (عرب) العبري الذي بمعنى غرب العربي (غروب الشمس)[28]. كما اُستعملتْ كلمة (دهل) بلفظها النبطي بمعنى الخوف[29]، والتي قد تكون هي نفسها العربية (ذهل) المتعلقة بمعنى الذعر[30]. وقد تكون كلمة (عصا)[31] بالصاد، من الأصل القديم قبل كلمة (عض، عضاه، ..) بالضاد.

 

جذر نسأ (بمعنى : رفع) يبدو قديماً جداً

اللغة المصرية القديمة تعتبر من أقدم اللغات المكتوبة في العالم. وكان الملك المصري يُسمّى (نسو):

egyptian hieroglyphic dictionary,wallis budge,p 391

فقد يكون الملك المصري سُمّي كذلك من معنى العلو والارتفاع (السمو) مثل معنى جذر نسأ الكنعاني. وفي اللغة العبرية يسمى الرئيس باسم يشبه اللفظة المصرية القديمة (ناسي، نَسِي)[32]. وفي العربية نفس الألفاظ، ولكن بالصاد[33]. كما جاء بالمصرية القديمة لفظ يشبه كلمة منصة[34] العربية:

egyptian hieroglyphic dictionary,wallis budge,p 390

 


[1] الدر المصون في علوم الكتاب المكنون : [وقرأ «مِنْسَأْتَه» ، بهمزةٍ ساكنةٍ ابنُ ذكوان. وبألفٍ مَحْضةٍ نافعٌ وأبو عمرٍو، وبهمزة مفتوحةٍ الباقون/ وَقُرئ «مَنْسَأَتَه» بفتح الميم مع تحقيقِ الهمزةِ، وإبدالِها ألفاً، وحَذْفِها تخفيفاً، و «مِنْسَاْءَتَه» بزنة مِفْعَالَتَه]/ المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات: وفي حرف أبي"منَسَيَتَه"- ... وقرأ ابنُ جُبَيْر «مِنْ سَأَتِه» فَصَل «مِنْ» وجَعَلَها حَرفَ جَرٍّ، وجَعَل «سأَتِه» مجرورةً بها. والسَّأَةُ والسِّئَةُ هنا العصا./ تفسير ابن عطية : وقرأ حمزة «منساته» بفتح الميم وبغير همز/ البحر المحيط في التفسير : وعلى وزن مفعالة: منساءة.

[2] المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات: قال أبو الفتح: المشهور المجمع عليه في ذلك: "مِنْسَأتَهُ": بالهمز، وبالبدل من الهمز، وهي العصا/ تفسير يحيى بن سلام : وَالْمِنْسَأَةُ الْعَصَا، فِي تَفْسِيرِ مُجَاهِدٍ/تفسير ابن فورك : المنسأةُ: أصلها من (نسأتُ) بالهمز، أي: سقتُ./معاني القرآن وإعرابه للزجاج : المنسأة العصا، وإنما سُمِّيَتْ منسأة لأنها يُنْسَأُ بها ومعنى يُنْسَأُ بها يطرد بها ويؤخر بها/ فتح الباري لابن حجر : والمنساة العصا اسم آلة من أنسأ الشيء إذا أخره/

[3] المحيط في اللغة: وإلمنسَأَةُ: العَصَا؛ لأنَ صاحِبَها يَنْسَأُ بها عن نَفْسِه الأذى/العين : والمِنْسَأَةُ: العصا، لأنّ صاحِبَها ينسأ من نفسه وعن طريقه الأَذَى، وبها سميت عصا سليمان عليه السّلام: منسأة./ تاج العروس : المنسأة كمكنسة ومرتبة بالهمز وبترك الهمز فيهما: العصا العظيمة التي تكون مع الراعي، ...وإنما سمي بها لأن الدابة تنسأ بها أي تزجر ليزداد سيرها، أو تدفع أو تؤخر

[4] تفسير القرطبي : المنسأة (وهي العصا ... وقيل: هي بلغة اليمن، ذكره القشيري/ لغات القبائل الواردة في القرآن الكريم: (منسأته) عصاته بلغة حضرموت وأنمار وخثعم.

[5] البحر المحيط في التفسير : وقرأ نافع، وأبو عمرو، وجماعة: منساته بألف، وأصله منسأته، أبدلت الهمزة ألفا بدلا غير قياسي. وقال أبو عمرو: أنا لا أهمزها لأني لا أعرف لها اشتقاقا

[6] معاني القرآن للفراء : وقوله: تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ [14] ...وزعم لى أَبُو جَعْفَر الرؤاسي أَنَّهُ سأل عنها أبا عَمْرو فقال (مِنْساتَهُ) بغير همزٍ، فقال أَبُو عمرو: لأني لا أعرفها فتركتُ همزها.

[7] تفسير الطبري : عن السدي المنسأة: العصا بلسان الحبشة/ تفسير القرطبي : المنسأة (وهي العصا بلسان الحبشة، في قول السدي/ الهداية الى بلوغ النهاية : ووجدوا مِنْسَأَتَهُ - وهي العصا بلسان الحبش.

[8] غرائب التفسير وعجائب التأويل : العجيب: منسأته: عتبة بابه، والمفسرون عن آخرهم على أن سليمان اتكأ على عصاه فمات، إلا النقاش، فإنه ذكر في تفسيره عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس: أنه قال من زعم أنه قبض وهو متكأ على عصاه فقد كذب بل قبضه الله على فراشه، فبعث الله الأرضة على عتبة الباب، فأكلتها فخر الباب/ البحر المحيط في التفسير :  وقيل: إنه لم يمت إلى أن وجد في سفر مضطجعا، ولكنه كان في بيت مبني عليه، وأكلت الأرضة عتبة الباب حتى خر الباب، فعلم موته. وقال ابن عباس: مات في متعبده على فراشه، وقد أغلق الباب على نفسه فأكلت الأرضة المنسأة، أي عتبة الباب، فلما خر، أي الباب. انتهى، وهذا فيه ضعف، لأنه لو كانت المنسأة هي العتبة، وعاد الضمير عليها، لكان التركيب: فلما خرت، بتاء التأنيث، ولا يجيء حذف مثل هذه التاء

[9] المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات: ومن ذلك ما رواه عمرو بن ثابت عن سعيد بن جبير: "تَأْكُلُ مِنْ سَأَتِهِ"، قال من عصاه/تفسير البيضاوي : و«من سأته» أي طرف عصاه مستعار من سأت القوس/ الدر المصون في علوم الكتاب المكنون: وقرأ ابنُ جُبَيْر «مِنْ سَأَتِه» فَصَل «مِنْ» وجَعَلَها حَرفَ جَرٍّ، وجَعَل «سأَتِه» مجرورةً بها. والسَّأَةُ والسِّئَةُ هنا العصا. وأصلُها يَدُ القوسِ العليا والسفلى يقال: سَاةُ القوسِ مثلُ شاة، وسِئَتُها، فَسُمِّيَتِ العصا بذلك على وجهِ الاستعارة. والمعنى: تأكلُ مِنْ طَرَفِ عصاه./ معاني القرآن للفراء :  ولو جاء فِي القراءة: مِن سِاتِهِ فتجعل (سَاةً) حرفًا واحدًا فتخفضه بِمن. قال الفراء : ... عن ابن عبّاس أنه قال : تأكل من عصاه/ (من سأته) قال الفراء لو قرئ بالجر لكان صواباً، ص 122، مختصر في شواذ القرآن من كتاب البديع لابن خالويه

[10] البحر المحيط في التفسير :  وقرأت فرقة، منهم عمر بن ثابت، عن ابن جبير: مفصولة حرف جر وسأته بجر التاء، قيل: ومعناه من عصاه، يقال لها: ساة القوس وسيتها معا.

[11] سفر المزامير 28: 2 : بنسأي يدي أل-دبير قدشك (= وارفع يدي الى محراب قدسك)/ سفر المزامير 91: 12 عل-كفيم يسأونك (= على الايدي يحملونك)/ إشعيا 30: 6 : يسأو عل-كتف عيريم خيلهم (=  يحملون على اكتاف الحمير ثروتهم )/ إشعيا 46: 7 : يسأهو عل-كتف (= يرفعونه على الكتف )/ إشعيا 49: 22 :  أسأ أل-جويم يدي (=ارفع الى الامم يدي) .... وبنتيك عل-كتف تنسأنه (= و بناتك على الاكتاف يحملن)/ تكوين 45: 19   ونسأتم أت-أبيكم (= و احملوا اباكم)/ تكوين 45: 23 عشره خمريم نسأيم مطوب مصريم وعشر أتنت نسأت بر (= عشرة حمير حاملة من خيرات مصر و عشر اتن حاملة حنطة )/ خروج 28: 12 ونسأ أهرن أت-شموتم لفني يهوه عل-شتي كتفيو لزكرن (=فيحمل هرون اسماءهم امام الرب على كتفيه للتذكار)/ لاويين  11: 25 وكل-هنسأ منبلتم يكبس بجديو وطمأ عد-هعرب (= وكل من حمل من جثثها يغسل ثيابه ويكون نجسا الى المساء)

[12] تهذيب اللغة : وَنَشَأ اللَّيْل ارْتَفع، والنشأ: أَحْدَاث النَّاس، غُلَام ناشيء وَجَارِيَة ناشئة، والجميع نَشأ.

وَقَالَ شمِر: نشأَ: ارْتَفع، ونشأت السحابةُ، ارتفَعَت/ مقاييس اللغة : (نشأ) ... أصل صحيح يدل على ارتفاع في شيء ... وأنشأه الله: رفعه. ... والناشئ: الشاب الذي نشأ وارتفع وعلا./ المغرب في ترتيب المعرب :  (النشء) مصدر نشأ الغلام إذا شب وأيفع فهو ناشئ وحقيقته الذي ارتفع عن حد الصبا/ القاموس المحيط : والمنشأ والمستنشأ: المرفوع المحدد من الأعلام والصوى. و الجواري المنشآت: السفن المرفوعة القلوع.

[13] الصحاح : نصأت الشئ نصأ، رفعته./ مقاييس اللغة : (نصا) ...أصل صحيح يدل على تخير وخطر في الشيء وعلو./ المحكم والمحيط الأعظم: ونَصَأ الشيءَ نَصْأ رَفَعَه/

[14] تاج العروس : ونصأ الشيء بالهمز نصأ (رفعه) لغة في نصصت/ تهذيب اللغة : النَّصُّ: رَفْعُك الشيءَ./ الصحاح  :نصصت الشئ: رفعته./ المعجم الوسيط : (المنصة) كرْسِي مُرْتَفع

[15] شمس العلوم: نَصَأَ الشيءَ، مهموز: إِذا رفعه. وبعضهم يقول: نصع، بالعين.

[16] جمهرة اللغة : ونتأت فأنا أنتأ نتأ ونتوءا، إذا ارتفعت، وكل مرتفع ناتئ.

[17] العين: والمِنْسَأَةُ: العصا، لأنّ صاحِبَها ينسأ من نفسه وعن طريقه الأَذَى/ تهذيب اللغة: المنْسأة، أُخِذَت من نَسأْتُ الْبَعِير، أَي: زَجَرْتُه ليزدادَ سيرُه/ جمهرة اللغة: ونس فلان إبله ينسها نسا إذا ساقها. والمنساة غير مهموز مفعلة من هذا/ الصحاح: نَسَسْتُ الناقةَ أَنُسُّها نَسًّا، إذا زجرتها، ومنه المِنسَّة، وهي العصا، على مِفْعَلَةٍ بالكسر. فإن همزت كان من نَسَأْتُها / مجمل اللغة: ويقال: نسأتها، ضربتها بالمنسأة، وهي العصا/ أساس البلاغة: ونسأت ناقتي بالمنسأة: ضربتها.

[18] نظم الدرر: والمنسأة كمكنسة مرتبة، ويترك الهمز فيهما: العصا - لأن الدابة تنسأ بها أي تساق، والبدل فيها لازم، حكاه سيبويه - انتهى. فالمعنى أن الجن كانوا يزجرون ويساقون بها/

[19] [مقاييس اللغة :  العتبة، وهي أسكفة الباب، وإنما سميت بذلك لارتفاعها عن المكان المطمئن السهل/  الجيم : والعتبة: العقبة إذا صعدت فيها./ الصحاح : والعَتَبُ: الدَرَجُ، وكلُّ مِرْقاةٍ منها عَتَبَة/ المحكم والمحيط الأعظم : وعَتَبُ الْجبَال والحزون: مراقيها]. والتعثر بالعتبة يدل على ارتفاعها [أنساب الأشراف للبلاذري : عثر أسامة بعتبة الباب/ نشوار المحاضرة : فمضى مسرعا، فعثر بعتبة الباب، فسقط ميتا]

[20] البيان والتبيين : إذا دببت على المنسأة من كبر ... فقد تباعد عنك اللهو والغزل/ تفسير الطبري : إذا دَبَبْتَ على المِنساةِ من هَرَمٍ/ النشر في القراءات العشر : إن الشيوخ إذا تقارب خطوهم ... دبوا على المنساة في الأسواق/ التيسير في القراءات السبع : صريع خمر قَامَ من وكأته ... كقومة الشَّيْخ الى منسأته

[21] تفسير الطبري : فقام يصلي واتكأ على عصاه، قال: فدخل عليه ملك الموت فقبض روحه وهو متكئ على عصاه/ تفسير مقاتل بن سليمان : فلما حضره الموت وهو متكئ على عصاه/ تفسير الطبري :فقام يصلي متكئًا على عصاه، فمات/ معاني القرآن وإعرابه للزجاج : فلما توفي سليمان توفي وهو متكئ عليها - على عصاه -/ تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين : مكث سُلَيْمَان حولا وَهُوَ متوكئ عَلَى عَصَاهُ لَا يعلمُونَ أَنَّهُ مَاتَ./ الهداية الى بلوغ النهاية : فمات متكئاً على عصاه لا يعلم أحد بذلك/ التفسير الوسيط للواحدي : فلما مات سليمان مكث على عصاه حولا ميتا/ تفسير الرازي : وكان له عصا يتكئ عليها واقفا بين يدي ربه/ تفسير الماوردي : سليمان وقف في محرابه يصلي متوكئاً على عصاه فمات وبقي على حاله قائماً على عصاه سنة

[22] الصحاح : وقال الاصمعي: يقال للمرأة أوَّل ما تَحْمِلُ: قد نَسِئَتْ./ مجمل اللغة : وقال الأصمعي: يقال للمرأة أول ما تحمل: قد نسئت تنسأ نسأ./ الطبقات الكبرى : أُمِّ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَتْ: «رَأَيْتُ عَلَى الْكَعْبَةِ قَبْلَ أَنْ أَلِدَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَأَنَا بِهِ نَسُوءٌ تَعْنِي حَامِلٌ/ أخبار مكة للأزرقي : قَالَتْ: " رَأَيْتُ عَلَى الْكَعْبَةِ قَبْلَ أَنْ أَلِدَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَأَنَا بِهِ نَسْءٌ/ شمس العلوم : نُسئت المرأة إِذا حملت أول ما تحمل.

[23] المحيط في اللغة: ونسأت ناقتي: إذا رفعتها في السير. ... وجاءت الظبية تنسأ غزالها: أي ترشحه وتنهضه

[24] جمهرة اللغة : والناطور: حَافظ النّخل وَالشَّجر، وَقد تكلّمت بِهِ الْعَرَب وَإِن كَانَ أعجمياً. قَالَ أَبُو بكر: قَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ الناظور، والنَّبَط تجْعَل الظاءَ طاءَ، أَلا تراهم يَقُولُونَ: بَرْطُلّة، وَإِنَّمَا هُوَ ابْن الظل، وسمّوا الناظور ناطوراً أَي أَنه ينظر/ تاج العروس : والنبط يجعلون الظاء طاء، ... ألا تراهم يقولون: الناطور، وإنما هو الناظور/ لسان العرب : قال ابن جني: اعلم أن الظاء لا توجد في كلام النبط، فإذا وقعت فيه قلبوها طاء، ... وقالوا ناطور وإنما هو ناظور، فاعول من نظر ينظر./ المحكم والمحيط الأعظم : النَّاطِرُ والنَّاطُورُ: حافِظُ الزَّرْعِ والتَّمِر، والكرم. قَالَ بعضُهم: ولَستْ بعَربيَّة مَحْضَةٍ، وقَالَ أَبو حَنيفةَ: هي عَرِبيَّةٌ/المصباح المنير: النَّاطُورُ حَافِظُ الْكَرْمِ يُقَالُ بِالطَّاءِ وَالظَّاءِ عِنْدَ قَوْمٍ/تاج العروس : والناظور والناظر: الناطور، بالطاء، وهي نبطية.

[25] مجمل اللغة لابن فارس : البرخ: النماء والزيادة، ويقال: إنها: نبطية./ مقاييس اللغة : (برخ) ... إن كان عربيا فهو النماء والزيادة، ويقال: إنها من البركة وهي لغة نبطية.

[26] المحكم والمحيط الأعظم  :والبَرْطَلَّةُ: المِظَلَّةً الصَّيْفِيةَّ، نَبَطِيَّةٌ، وقد اسْتُعْمِلَتْ في لَفْظِ العَرَبِيَّةِ./ تهذيب اللغة :  البُرْطُلَة هِيَ المِظَلّة الصَّيْفيّة. وَقَالَ غيرُه: إِنَّمَا هُوَ ابنُ الظُّلَّة/ جمهرة اللغة : فأما البرطلة فكلام نبطي ليس من كلام العرب. قال أبو حاتم: قال الأصمعي: بر ابن، والنبط يجعلون الظاء طاء فكأنهم أرادوا ابن الظل

[27] العين : والعَروبةُ: يوم الجُمُعَة / جمهرة اللغة : وَيَوْم عرُوبَة: يَوْم الْجُمُعَة معرفَة لَا تدْخلهَا الْألف وَاللَّام فِي اللُّغَة الفصيحة/ المحكم والمحيط الأعظم : وعَرُوبَةُ والعَرُوبَةُ، كلتاهما: الْجُمُعَة/ النهاية في غريب الحديث : وفي حديث الجمعة «كانت تسمى عروبة» هو اسم قديم لها، وكأنه ليس بعربي. يقال: يوم عروبة، ويوم العروبة. والأفصح أن لا يدخلها الألف واللام/ تهذيب اللغة : والعَرُوبة: يَوْم الْجُمُعَة. وَكَانَ يُقَال لَهُ فِي الْجَاهِلِيَّة: يَوْم العَرُوبة/ الصحاح : ويوم العَروبةِ: يوم الجمعة، وهو من أسمائهم القديمة.

[28] كان ذلك اليوم (الذي يسبق يوم السبت)، عندما تغرب فيه الشمس، يكون غروبها غروباً خاصاً (لأن عطلة السبت تبدأ في تلك اللحظة). فكأن ذلك اليوم سمي يوم الغروب أو كما بلسان كنعان (بالعين)، ومنه يوم عروبه (الذي أصبح يوم الجمعة بالجاهلية).

[29] المخصص :  وَقَالَ: لَا دهْلَ - أَي لَا تخَف نبطيّة/ مقاييس اللغة : ويقولون لا دهل، أي لا بأس. وهذه نبطية لا معنى لها.

[30] مقاييس اللغة : (ذهل) ... يدل على شغل عن شيء بذعر أو غيره.

[31] كانت اللغات السامية القديمة تنطق مثل هذا الجذر بالصاد (عص). وظهر بالنقوش الحميرية بالضاد (عض) بمعنى الخشب عموماً. وبالفصحى قد تكون (عصا) بالصاد من آثار اللغات السامية القديمة. كما ظهرت بالفصحى كلمات بالضاد مثل عض وعضاض وعضاه [المحكم والمحيط الأعظم : العُضّ: ... الشّجر الغليظ الَّذِي يبْقى فِي الأَرْض. والعَضَاض كالعُضّ. والعَضَاض أَيْضا: مَا غلظ من النبت وعسا/ بيان المعاني : والعضاه الشجر العظيم ... أو ما عظم وطال من الأشجار/ تهذيب اللغة : العضاه وَاحِدهَا عِضَة، وَيُقَال عِضَهٌ، وَيُقَال عِضْهة. قَالَ: وَهِي كل شَجَرَة جَازَت الْبُقُول كَانَ لَهَا شوك أَو لم يكن/ المحكم والمحيط الأعظم : العِضَاهُ اعظم الشّجر. ... عِظَام الشّجر كلهَا عضاه].

[32]  سفر حزقيال/ 12: 10 هنسيأ همسأ هزه بيروشلم (= هو الرئيس في اورشليم)/ خروج   34: 31 / وكل-هنسأيم (=وجميع الرؤساء)/ عدد 7:10  ويقريبو هنسأيم ... ويقريبو هنسيأم (= وقرب الرؤساء... وقدّم الرؤساء..)

[33] لسان العرب : النص الإسناد إلى الرئيس الأكبر/ تهذيب اللغة : وَفِي الحَدِيث: أنّ وَفْدَ همْدانَ قَدِموا عَلَى النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا: نَحن نصيَّةٌ من هَمْدانَ. قَالَ الفرّاء: الأَنْصَاءُ: السَّابِقُونَ. قَالَ القتيبي: نصية قَومهمْ، أَي: خيارهم. والنصِّية: الخيارُ الأَشراف. ونواصِي القومِ: أشرافُهم/ الصحاح : ونواصى الناس: أشْرافُهُمْ. وقالت : ومَشْهَدٍ قد كَفَيْتُ الغائبين به * في مجمعٍ من نَواصي الناسِ مَشْهودِ والنَصِيَّةِ من القوم: الخيارُ/ مقاييس اللغة : ومنه الناصية: سميت لارتفاع منبتها.

[34] كتاب الأفعال : و "نصَّ" الحديث نصاً رفعه إلى المحدَّث عنه والعروسَ رفعها على المِنصّة وهو كرسيُّها/ لسان العرب :  المنصة، وهي بالكسر، سرير العروس


حامد العولقي