نشوء البيان

دراسات قرآنية لغوية تاريخية آثارية

Untitled 1

سفه

 

النقوش

 

النقش الأول

 Ja 643 MaMB 275; Sh 14; ZI 67 /

العبارة الأولى بالنقش

سفهو بعوهمُ كربال بين ومصرهُ

(سافهوا بعوهم فلان ومصيره)

السياق: وملك حضرمت ومصرهو فبم هوت يومن سبأو عدى خلف هجرن يثل ك سفهو بعوهمو كربال بين ومصرهو بن هجرن مريب عدى خلف حنن ومظاو عدى خلف هجرن يثل

= وملك حضرموت ومصيره (=وجيشه الصائر معه)، فبما هو اليوم (= بما هذا اليوم)، سبأوا (= تقدموا) نحو  مخلاف الهجر كذا، كي (=لأنهم أي ملك سبأ وجيشه) سافهوا (= عاجلوا، سرّعوا، أعجلوا، أخفّوا، ..) بعوهم (= هجومهم/ المحكم والمحيط الأعظم : بعوت عليهم شرا سقته واجترمته) ملك سبأ ومصيره من الهجر كذا نحو مخلاف كذا، ومضأوا (= مضوا= ملك حضرموت وجيشه) نحو مخلاف الهجر كذا ...

المعنى : اضطر ملك حضرموت وجيشه أن يتركوا القرية الأولى ويسيروا نحو القرية الأخرى (لأن الملك السبئي وجيشه القادم من مارب نحو القرية الأولى) استعجلوا أو أعجلوا ملك حضرموت وجيشه (=سافههم=استخفهم فجعلهم يتحركون بسرعة)، فجعلوهم ينطلقون بسرعة نحو القرية الأخرى

ولعل السبب أن الملك السبئي (سافه= أعجل) الملك الحضرمي، هو عدم إعطاء الأخير فرصة للتخطيط وإحكام موقعه وترتيبه وتحصين نفسه، وإلا صعب على الملك السبئي إذا تأخر في المجيء أن يتخلص من ملك حضرموت إذا تمكن من الموقع وتعزز فيه.

 

 

العبارة الثانية بالنقش

وسفه ملك حضرموت أتم ۨ

(وسافه ملك حضرموت الأتم)

السياق: وسفه ملك حضرموت أتمن بعلوهو مصرنهن بهجرن يثل وخدج هجرن يثل وأتو عدى خلف هجرن حنن

= وسافه ملك حضرموت الأتم بِ عليه؟ المصيران (= الجيشان السبئيان اللذان صارا عليه = اتجها نحوه) بالهجر كذا، وخدج الهجر كذا وأتى (=أي ملك حضرموت وجيشه) نحو مخلاف الهجر كذا

المعنى: ملك حضرموت سافه الأتم (= الاجتماع أو الاتصال أو الإتحاد الذي سيحدث من قبل الجيشين المعاديين المتجهين عليه/تاج العروس : أَتَمَ يَأْتِمُ. إِذا جَمَع بَين شَيْئَيْن) وهذا الأتم (=الاندماج بين جيشي سبأ سيحدث عما قريب في قرية يثيل التي فيها ملك حضرموت)، لذلك سافه (= خف السير أو أعجل، ..) فخدج ؟ (= لعله بمعنى أن ملك حضرموت لم يتم أمره في قرية يثيل ولم يستطع أن يواصله ويكمله وينجحه، ذلك لأن زحف الجيشين السبأيين نحوه أرغمه على ترك موقعه بالقرية، فكأن ملك حضرموت خدج أمره أي نقصه/أتهذيب اللغة : أَخْدَجَ فلانٌ أَمرَه _ إِذا لم يُحْكِمْه) القرية يثيل، وذهب لقرية أخرى

 

فهنا كلمة (سفه) ولعل نطقها (سافه بهذه المعاني التالية:

أساس البلاغة : والناقة تسافه الطريق إذا أقبلت عليه بسير شديد.

تاج العروس : سافَهَتِ النَّاقَةُ الطَّريقَ إِذا لازَمَتْهُ بسَيْرٍ شَدِيدٍ . وَفِي الأساسِ: إِذا أَقْبَلَتْ على الطريقِ بشِدَّةِ سَيْرٍ. وقالَ غيرُه: إِذا خَفَّتْ فِي سيرِها؛ ... ناقَةٌ سَفِيهَةُ الزِّمامِ : إِذا كانتْ خَفِيفَةَ السَّيْرِ.

ملاحظة لغوية : (سفه) و(سفا) و(سفي) بنفس المعنى: جمهرة اللغة : سفا يسفو سَفْواً، إِذا مَشى مشياً سَرِيعا، ... وَبغلة سَفْواء: خَفِيفَة سريعة/ جمهرة اللغة : سَفِيَ يسفَى سَفاءً شَدِيدا، مثل سَفِهَ يسفَه سَفاهاً، فِي مَعْنَاهُ. والسَّفيّ: مثل السّفيه)/تهذيب اللغة : وأَسْفَى: إِذا صَار سَفِيّاً، أَي: سَفِيهاً. وَقَالَ اللحياني: يُقَال للسَّفِيه سَفِيٌّ بَيّن السَّفاءَ مَمْدُود. والسفا: الخِفَّة فِي كلّ شَيْء، وَهُوَ الجَهْل/كتاب الأفعال :و"سَفا" الرجل سَفْوا مشى مشيا سريعا

 

النقش الثاني

كأل يسفهن  لهُ

(كي ألاّ يسفه له)

السياق: وبذت شفتهو رمن بمقمتم بكن أبهو ذنم يظفر وسط ضر حميرم كأل يسفهن  لهو ويرتأين لهو شوفتم  لأب ذنم

= وبذات شافته "الإله" بمقامة أو مقائمة، بِ كي أن أباه "فلان" وسط ضر حِمْيَر، كي ألاّ يسفه له، ويرتأي (= يرى) له شوفة لِ "فلان"

المعنى: يطلب صاحب النقش السبأي من الإله "واسمه رمن" في مقامه "معبده؟" – حيث أن أبا صاحب النقش في وسط ضر قوم حِمْيَر (=لعله في وسط المعركة يتقاتل معهم)- فيطلب من الإله أن لا يسفه أباه (= يتجاهله، يستخف شخصه أو شأنه، يهمله، يتركه، يضيعه، ينساه، يهلكه، ..)  ويرى الإله له (= لأبيه) شوفة (= نظر/حفظ/ رعاية/ تاج العروس : الشَّوْفُ: البَصَرُ، عامِّيَّةٌ. ورَجُلٌ شَوَّافٌ، كشَدَّاد: حَدِيدُ البَصَرِ)

كما قد يكون معنى (ألا يسفه أباه) هو أن لا يستعجل الإله أمر أبيه ففيضطرب حاله ويطيش ... ربما يطلب من الإله أن يلهم أباه التريث والأناة والرزانة خوفاً عليه من الهلاك إذا استعجل وتسرع وغامر واندفع، وأن يدبر أمره بحكمة وصبر وحذر حتى يعود سالماً

 

المعاجم

المحكم والمحيط الأعظم : وسَفِهَ نَفسه: خسرها جهلا..وسَفَهْتُ وسَفِهتُ، كِلَاهُمَا: شُغلت أَو شَغلت. وسَفِهتُ نَصِيبي: نَسِيته

لسان العرب : وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: مَعْنَى سَفِهَ نفسَه أَهلك نفسَه وأَوْبَقَها

تاج العروس : : السَّفَهُ، محرّكةً وكسَحابٍ وسَحابَةٍ: خِفَّةُ الحِلْمِ أَو نَقِيضُه، وأَصْلُه الخِفَّة والحرَكَةُ، أَو الجَهْلُ ، وَهُوَ قَرِيبٌ بعضُه من بعضٍ.

تاج العروس : السافهُ: الأحْمقُ؛ ...وسَفَّه الجهلُ حِلْمَهُ: أَطاشَهُ وأَخَفَّه، ...وسَفِهَ نَفْسَه: خَسِرَها جَهْلاً....وتَسَفَّهَتِ الرِّياحُ: اضْطَرَبَتْ.

 

  

 

النقش الثالث

ذكر سمع فسفه حيسع بمقبرة

( ذكر فلان فسفه فلان بمقبرة)

RES 5094 / النقش يتكلم عن مقبرة بنتها عائلة سمع (هو وزوجه وولدههما حيسع/هيسع)، وبآخر النقش تلك العبارة. والمعنى غير واضح، لكن كأن الفعلين بالنقش : (ذكر) و(سفه)، يضادان بعضهما.

النقش الرابع

ذيسفهنن وذأل يسفهنن

(ذي يسفهنّ وذي ألا يسفهنّ/ ذي يسفه وذي ألا يسفه)

يسفهنن

CIAS 39.11/o 3 n° 8 Ja 2109 /

السياق: ولهعننهمو وخرينهمو ألمقه بعل أوم بن بأستم ونكيتم وبن كل منجت وأأرخ سوءم ذيسفهنن وذأل يسفهنن بألمقه بعل أوم

المعنى: ولِ أعانهم وخريهم "الإله" من بئيسة ونكاية ومن كل منجات وآرخ سوء: ذي يسفه وذي ألاّ يسفه بِ "الإله"

خري= أخرج/ منجات: قد تكون مفرد أو جمع، والمعنى المحدد غير معروف ولكن قد تتعلق بمعنى السير أو الحدث

أرخ= طريق، سبيل

سفه: لعل المعنى هنا : استخف، استصغر، جهل، نسي، ....

فلعل المعنى العام: يطلب صاحب النقش من الإله أن يعينه ويخرجه من كل بأس ونكي ومن كل أحداث وأمور سيئة، سواء التافهة أو غير التافهة

 

 

 

حامد العولقي