نشوء البيان

دراسات قرآنية لغوية تاريخية آثارية

Untitled 1

شواهد لغوية على لفظ جميل

شواهد لغوية على لفظ الجميل الذي معناه (الشحم الذائب والصهارة والإهالة)، والذي يشبه معنى الحمم البركانية المنصهرة التي يقذفها البركان وتسيل على وجه الأرض:

 

 العين للخليل (ت: 170هـ):  الجميل: الاهالة المذابة، واسم ذلك الذائب: الجمالة. (والاجتمال: الادهان بالجميل) والاجتمال أيضا: أن تشوي لحما، فكلما وكفت إهالته استودقته على خبز، ثم أعدته ثانية /قال الهذلي يصف حمار الوحش : فظل يراعي الشمس حتى كأنها * فويق البضيع في الشعاع  جميل، الجميل ههنا: الشحم المذاب، شبه شعاع الشمس في البحر بدسم الشحم المذاب/ والاهالة: الالية ونحوها، يؤخذ فيقطع، ثم يذاب، وهي:  الجميل أيضا.

 

 

اصلاح المنطق لابن السكيت ( ت: 244هـ) : وكذلك رعبت الحوض إذا ملأته، وهو مرعوب قال الهذلي : نقاتل جوعهم بمكللات *** من الفرني يرعبها  الجميل، ويروى نقابل جوعهم، أي تملؤها الإهالة ويقال جملت الشحم إذا أذبته، وكذلك اجتملت/ وقد   جمل الشحم يجمله جملاً، إذا أذابه وقد أجمل الرجل، إذا أذاب الشحم والألية ويقال لما أذيب منه الجميل/ وجملت الشحم والالية واجتملت، إذا أذبتها.

 

 

 

المعاني الكبير - ابن قتيبة الدينوري  ( ت:276 هـ) : وقال أبو خراش : يقاتل جوعهم بمكللات  *** من الفرني يرعبها الجميل، مكللات جفان قد كللن باللحم، يرعبها يملؤها، يقال رعبت الأودية أي ملئت، والجميل الشحم المذاب / ومثله للبيد : وغلام أرسلته أمه *** بألوك فبذلنا ما سأل، أو نهته فأتاه رزقه *** فاشتوى ليلة ريح واجتمل، أي لم ترسله فأرسلنا إليه، واجتمل من   الجميل وهو الودك.

أدب الكاتب لابن قتيبة : رجل " جميل " قالوا: أصله من الوَدَكِ، يقال " اجْتَمَلَ الرَّجلُ " إذا أذاب الشحم وأكله، والجميل: الوَدَك بعينه، ووَصْفُ الرجل به يُراد أن ماء السِّمَن يجري في وجهه.

 

 

مجالس ثعلب ( ت: 291 هـ) : وأنشد: تجيل دلاء القوم فيها غثاءة *** إجالة حم المستذيبة جامله، قال: الجميل: الشحم الذائب. قال: أي تضطرب الدلاء فوق الماء فتنحى الطحلب كذا وكذا، كما يدير المستذيب الشحم في القدر.

 

 

 

جمهرة اللغة - ابن دريد ( ت:321 هـ) : الجَميل: الشحم المذاب. وفي حديث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: " لعن الله اليهودَ حُرِّمت عليهم الشحومُ   فجَمَلوها وباعوها " ، أي أذابوها. قال الشاعر: فإنّا وَجَدْنا النِّيبَ إذ تَنْحَرونها *** يعيش بَنينا شحْمُها وجَميلها، .. وقالت امرأة من العرب لابنتها: "  تجمَّلي .. " ، أي كُلي   الجميلَ /

 

الاشتقاق لابن دريد : .. أو يكون من الشَّحم المُذَابِ، وهو   الجَميل. .. قال الشاعر:فإِنَّا وجَدْنا النِّيب إذ يَعقِرونَها *** يُعشّى بِنينَا شَحمُها وجميُلها، وتقول العرب: نزلتُ بفلانٍ فما عَفَّفَني ولا جَمَلني، أي لم يَسْقِني المعُفافة، وهي باقي اللَّبَن في الضَّرع،  ولم يُذِبْ لي الشَّحم.

 

 

 

  العقد الفريد - ابن عبد ربه الأندلسي ( ت: 328 هـ) : وقال بعضهم: السمينة   الجميلة، من   الجميل، وهو الشحم.

 

 

 

صفة جزيرة العرب للهمداني ( ت:334 هـ) : أسماء تمران الفلج : ..  ثم البرني وله إهالة وجميل مثل جميل الكبش السمين .

اللسان: البَرْنيُّ: ضرْبٌ من التمر أَصْفَرُ مُدَوّر، وهو أَجود التمر، واحدتُه بَرْنِيّةٌ؛ قال أَبو حنيفة: أَصله فارسي، قال: إنما هو بارِنيّ، فالبار الحَمْلُ، ونِيّ تعظيمُ ومبالغة؛ ..  (التهذيب): البَرْنِيُّ ضربٌ من التمر أَحمرُ مُشْرَب بصُفْرة كثير اللِّحاء عَذْب الحَلاوة.

 

 

تهذيب اللغة – الأزهري ( ت: 370 هـ) :  الجَمِيلُ : الإهالة المُذابة، واسم ذلك الذائب:  الجُمالة، والاجتمال: الادِّهان به، والاجتمالُ أيضا: أن تشوي لحما، فكلما وكَفَتْ إهالته استودقته على خبز، ثم أعدته. والجمَال: مصدر   الجَمِيل، والفعل منه:  جَمُلَ   يَجْمُلُ. .. وقال شمر، أقرأني ابن الأعرابي: فانا وَجَدْنا النِّيبَ إذْ يَفْصدونها *** يُعيشُ بَنِينَا وجَمُّها وجَميلُها ، قال:  الجميل المرق، وما أُذيب من شحم أو إهالة فهو جميل. وأنشد: ومَكنونةٍ عند الأمير عظيمةٍ *** إذا قَحطَ السُّيّامُ فار جَميلُها، قال: المكنونة القِدرُ، والسيَّام الرُّعاه، والجِمالة:  الصُّهارة. أبو عبيد عن الفراء:  جَمَلْتُ الشحم  أجْمُلُه   جَمْلا، ويقال:  أجملته، وجملت أجود، واجتمل الرجل. وقال لبيد: فاشْتوى لَيْلَةَ رِيحٍ واجْتَمَل.

 

 

 

المحيط في اللغة - الصاحب بن عباد ( ت: 385 هـ) : وجمَلْتُ الشَّحْمَ وأجْمَلْتُه بمعنىً : أي أذَبْته.

 

 

 

الصحاح في اللغة للجوهري ( ت: 393 هـ) : ويقال للشحم المذاب:  جَميلٌ. ..  وجَمَلْتُ الشحمَ   أَجْمُلُهُ   جَمْلاً واجْتَمَلْتُهُ، إذا أَذَبْتُهُ. وربَّما قالوا:  أَجْمَلْتُ الشحمَ. ..  وتَجَمَّلَ، أي أكل الجَمِيلَ، وهو الشجمُ المذابُ.

 

 

 

الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري ( ت: نحو 395 هـ) : ويجوز أن يكون معنى قولهم وجه  جميل أنه يجري فيه السمن ويكون إشتقاقه من الجميل وهو الشحم المذاب.

 

 

 

فقه اللغة، لأبي منصور الثعالبي ( ت: 429 هـ) : كلُّ ما أذِيبَ مِنَ الشّحْمِ فهو صُهارة وجَميل/ الصهارة الشحم المذاب، وكذلك الجميل.

 

 

 

المخصص - ابن سيده ( ت: 458 هـ) : أبو عبيد،   الصُّهَارَة - ما أُذِيب من الشَّحْم، صاحب العين، صَهَرْته أَصْهره صَهراً واصْطَهرته - أذبتُه وأكَلْته، أبو زيد، كُلُّ قِطْعة من الشِّحْم صَغُرت أو عَظُمت - صُهَارَة، .. أبو عبيد،   الجَمِيل كالصُّهَارة وقد   جَمَلْت الشحمَ   أَجْمُله   جَمْلاً هذا أجود ويقال   أجْملْت واجْتملْت، ابن الأعرابي، اسم الذائِب   الجُمالة

المحكم والمحيط الأعظم - ابن سيده :  الجَمِيل: الشحم يذاب ثم يجمل، أي يجمع. وقيل:  الجميل: الشحم يذاب فكلما قطر وكف على الخبز ثم أعيد. وقد   جَمَلَه يَجْمُله جَمْلا، وأَجْمله: أذابه. واجْتَمله: كاشتواه. وقالت امرأة من العرب لابنتها: "  تجمَّلي وتعفي " أي كلي   الجميل .. والجمُول: المرأة التي تذيب الشحم، وقالت امرأة لرجل تدعو عليه: "  جملك الله " : أي اذابك كما يذاب الشحم، فأما ما انشده ابن الأعرابي من قول الشاعر:إذ قالت النَثول  للجَمولِ يا ابنة شحم في المريء بولي، فإنه فسر الجَمُول بأنها الشحمة المذابة: أي قالت هذه المرأة لأختها: أبشري بهذه الشحمة المجمولة التي تذوب في حلقك، وهذا التفسير ليس بقوي، وإذا تؤمل كان مستحيلا. وقال مرة:  الجَمُول: المرأة السمينة، والنثول: المرأة المهزولة.

 

 

 

المفردات في غريب القران ، للراغب الاصفهانى ( ت: 502 هـ) :  جملت الشحم أذبته والجميل الشحم المذاب ..  تجملي .. أي كلى الجميل .

 

 

 

  مجمع الأمثال – الميداني ( ت: 518 هـ) : فقالت براقش:  جملنا واجتمل. فأرسلتها مثلاً. والجميل، الشحم المذاب. ومعنى   جملنا، أي أطعمنا الجميل. واجتمل، أي أطعم أنت نفسك منه.

 

 

 

أساس البلاغة – الزمخشري (ت: 538 هـ ) :  جمل الشحم: أذابه. واجتمل وتجمل: أكل الجميل وهو الودك. واجتمل إذا استوكف إهالة الشحم على الخبز وهو يعيده إلى النار. وقالت أعرابية لبنتها:  تجملي وتعففي أي كلي الجميل واشربي العفافة أي بقية اللبن في الضرع. وتقول: خذ  الجميل وأعطني الجمالة وهي الصهارة.

 

 

 

المغرب (للمطرزي ت: 610 هـ) :(وَالْجَمِيلُ) الْوَدَكُ وَهُوَ مَا أُذِيبَ مِنْ الشَّحْمِ (وَالْجُمَالَةُ) صُهَارَتُهُ يُقَالُ جَمَلَ الشَّحْمَ أَيْ أَذَابَهُ جَمْلًا

 

 

 

النهاية في غريب الحديث لابن الأثير ( ت: 630هـ) : جَمَلْتُ الشَّحْم وأجْملْته: إذا أذَبْتَه واسْتَخْرَجْت دُهْنه. وجَمَلْتُ أفْصح من أجْمَلْت.

 

 

 

اللسان لابن منظور ( ت: 711 هـ) : الأَصمعي: يقال لما أُذيب من الشَّحم:  الصُّهارة والجَمِيل/  اللسان: ‏ويقال للشحم المُذَاب: جَمِيل؛ .. والجَمِيل: الشَّحم يُذَاب ثم يُجْمَل أي: يُجْمَّع، وقيل: الجَمِيل الشحم يذاب فكُلما قَطَر وُكِّفَ على الخُبْزِ ثم أُعِيد؛ وقد جَمَله يَجْمُله جَمْلاً وأَجمله: أَذابه واستخرج دُهْنه؛ وجَمَل أَفصح من أَجْمَلَ. ..  وتَجَمَّل: أَكل الجَمِيل، وهو الشحم المُذاب. وقالت امرأَة من العرب لابنتها: تَجَمَّلي .. أي: كُلي  الجَمِيل .. والجَمُول: المرأَة التي تُذيب الشحم، وقالت امرأَة لرجل تدعو عليه: جَمَلك الله أي: أَذابك كما يُذاب الشحم؛ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قول الشاعر: إِذ قالت النَثُّول للجَمُولِ: * يا ابْنة شَحْمٍ؛ في المَرِيءِ بُولي ، فإِنه فسر الجَمُول بأَنه الشحمة المُذابة، أي: قالت هذه المرأَة لأُختها: أَبشري بهذه الشَّحمة المَجْمولة التي تذوب في حَلْقك؛ .. وقال مرَّة: الجَمُول المرأَة السمينة، .. والجَمِيل : الإِهالة المُذابة، واسم ذلك الذائب  الجُمَالة، والاجْتِمال : الادِّهَان به. ... الفراء : جَمَلْت الشحم أَجْمُله جَمْلاً واجْتَملته إِذا أَذَبْته.

 

 

 

القاموس للفيروزأبادي (ت: 817 هـ): ‏ الجَميلُ: الشَّحْمُ الذائِبُ. .. وتَجَمَّلَ: ..أكَلَ الشَّحْمَ المُذَابَ... وـ الشَّحْمَ: أذابَهُ، كأَجْمَلَهُ واجْتَمَلَهُ. .. وكأَميرٍ: الشَّحْمُ يُذَابُ فَيُجْمَعُ. ..وكصبورٍ: من يُذيبُه، والمرأةُ السمينةُ.

 

 

 

   خزانة الأدب - عبد القادر البغدادي ( ت: 1093 هـ) :  اجتمل: اتخذ   الجميل، بفتح الجيم، وهو الشحم المذاب. يقال:  اجتمل، أي: أذاب الشحم. وفي الحديث: " ..حرمت عليهم   الشحوم فجملوها .. " . وقال الطوسي: ويقال:  اجتمل اللحم، أي: طبخه بالشحم ليس معه ماء، وذلك إذا قلاه به.

 

 

 

تاج العروس للزبيدي ( ت:  1205هـ)   : .. جَمَلَ الشَّحْمَ يَجْمُلُه جَمْلاً : أَذابَهُ ومنه الحديث : " .. الشُّحُومُ   فجَمَلُوها .." أي أذابُوها . ..  الجَمُولُ كصَبُورٍ : مَن يُذِيبهُ أي الشَّحْمَ وفي المُحكَم : المَرأةُ التي تذِيبُ الشَّحْمَ . قال ابنُ الأعرابيّ :  الجَمُولُ : المرأةُ السَّمِينةُ والنَّثُولُ : المَهْزُولَةُ وأنشَد :  " إذْ قالَتِ النَّثُولُ   للجَمُولِ  " يا بْنَةَ شَحْمٍ في المَرِيءِ بُولِي .. مما يُسْتَدْرَك عليه :  الجُمالَةُ كثُمامَةٍ : الذائِبُ مِن الإهالَةِ ومنه قولُهم : خُذِ   الجَمِيلَ وأعطِني   الجُمالَةَ وهي الصُّهارَةُ  . ..  والاجتِمالُ : الادِّهانُ بالشَّحم .

 

 

 

‏ فتح القدير للشوكاني ( ت: 1250 هـ): وَقِيلَ كُلْ   الْجَمِيلَ الْمَجْمُولَ وَهُوَ الشَّحْمُ الْمُذَابُ .

 

 

 

وبالموطأ لمالك (ت:179هـ) : [قيل : يا رسول الله، لقد كان الناس ينتفعون في ضحاياهم،  يُجْمِلُوْن منها الوَدَك ويتَّخذون منها الأسْقِيَةَ ]، وبالبخاري (ت:256هـ) : [(لعن الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها). و(جملوها) بمعنى أذابوها]، وبعمدة القاري شرح صحيح البخاري ، لبدر الدين العيني ( ت: 855 هـ ) : قوله   فجملوها بالجيم أي   أذابوها يقال   جمل الشحم   يجمله من باب نصر ينصر إذا   أذابه ومنه   الجميل وهو   الشحم   المذاب وقال الداودي ومنه سمى الجمال لأنه يكون عن الشحم وليس هذا بين لأنه قد يكون بعد الهزال. وبمرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ، للملا على القاري : وعن عمر رضي الله عنه أن رسول الله قال قاتل الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها بالتخفيف أي أذابوها بالنار ليزول عنها اسم الشحم ويصير ودكا فباعوها. متفق عليه].

 

تصحيفات المحدثين للعسكري ( ت: 382 هـ) : [ ومما يصحف قوله صلى الله عليه وسلم لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها جملوها الجيم مفتوحة والميم غير مشددة معناه أذابوها وهذا هو الصحيح ومن رواه حملوها أو حملوها فهو خطأ وتصحيف وأما من رواه جمّلوها بالجيم وتشديد الميم فليس بخطأ ويحتمل أن يكون على التكثير من جملوها مخففة فتكون مثل قتلت قتلت وجميعا بمعنى أذابوها وهذا قريب وأما من رواه جملوها بالجيم وتشديد الميم من تجميل الشئ وتحسينه فلا معنى له ها هنا والصحيح  جملوها ويقال جملت الشحم إذا أذبته وحكى أبو عبيد عن الكوفيين فيه ثلاث لغات قال يقال جملت الشحم واجتملته وأجملته والجميل الشحم المذاب قال الشاعر وإنا وجدنا النيب لو تنحرنها *** يعيش وإن بنينا شحمها وجميلها ، كما وقالت امرأة لابنتها تعففي وتجملي أي كلي الجميل يعني الشحم المذاب .. عن ابن الأعرابي قال دعت امرأة عربية على رجل فقالت له جملك الله أي أذابك الله كما يجمل الشحم].

حامد العولقي