نشوء البيان

دراسات قرآنية لغوية تاريخية آثارية

مجمع البحرين ملتقى النيل والبحر المتوسط

 

وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا (61) الكهف

كلمة (البحرين) بالقرآن تعني بحر عذب وبحر ملح [وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ {53} الفرقان]. فالبحر أيضاً هو (النهر العظيم) كالنيل والفرات (كل نهر ... مثل دِجْلَةَ والنِّيل ... فهو بَحْرٌ/ اللسان). و(مجمع) البحرين هو حيث يجتمع (يلتقي) بحر النيل مع البحر المتوسط.

 

 

هل هناك أكثر من مجمع لنهر النيل مع البحر المتوسط؟

تغدق علينا الآيات بالعبارة الرائعة :[مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا]، مما يرجّح وجود أكثر من مجمع. فمجمع البحرين قد يكون (أحد) مصبات نهر النيل في البحر المتوسط، وقد يكون بأي منطقة داخلية بالدلتا يجتمع فيها البحر الملح مع النيل (كبحيرة المنزلة أو سباخ شرق الدلتا).

 ونهر النيل قرب القاهرة يتفرّق ويتوزّع إلى أنهر أو أبحر أصغر، ثم تصب كلها في البحر (المتوسط). فتلك الأنهر الصغيرة تشكّل (مجامع) مع البحر المتوسط عند تلاقيها معه، وليس فقط مجمعاً واحداً. فلعل هذا معنى (مجمع بينهما)، أي (أحد) تلك المجامع.

 

 وكانت تلك المجامع (المصبّات والمساكب) عديدة في زمن موسى عليه السلام. [وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي {51} الزخرف].

 ملاحظة: كلمة (البحرين) في القرآن، دائماً تأتي بمعنى بحر ملح وبحر عذب (نهر)، مثل:

وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ (53) الفرقان
وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا (61) النمل
مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (20) الرحمن
وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ (12) فاطر

ولكن عندما جاءت كلمة البحرين في هذه الآية:

وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ (60) الكهف

فهم المفسرون أن البحرين هما بحر ملح وبحر ملح، رغم أن القرآن دائماً يقصد بالبحرين :البحر المالح والبحر العذب.

حامد العولقي

 

مجمع البحرين 

نسخة pdf مفصّلة