الإثخان في الأرض ليس قتل الأسرى
مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ
أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا
وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) الأنفال
الموضوع باختصار ....
الآية لا تأمر بقتل الأسرى. الآية تطلب من المقاتلين المسلمين ألا ينشغلوا خلال المعركة بأية أطماع شخصية دنيوية خاصة. الآية تطلب من المقاتلين المسلمين تحقيق هدف واحد فقط وهو هدف الله الأسمى من المعركة. فإذا تحقق هدف الله، فلا بأس بعد ذلك من أخذ الأسرى والغنائم. وهدف الله الأسمى هو نصرة دينه وإعلاء كلمته والقضاء على الجيش المعادي الذي يحارب دين الله قضاءاً مبرماً.
تفاسير
خاطئة فهمت أن الآية تأمر بقتل الأسرى
[قتل المشركين
الذين أسرهم ... كان أولى بالصواب][1]، [إذا
أسرتموهم ... تثخنوا فيهم القتل][2]، [ما تقولون في
هؤلاء الأسرى؟ ... قدمهم
فاضرب أعناقهم!][3]، [لا يلقى
أسيرا إلا ضرب
عنقه][4]، [أشار على رسول
الله بقتل الأسرى][5]، [وأشار عمر
بقتلهم. فنزلت الآية عتابا على استبقائهم/
تفسير ابن جزي]، [لا ينبغي أن يكون له أسرى ثم يبقى عليهم/ التفسير
الواضح]، [فتعين أن المقصود قتل الأسرى
الحاصلين في يده/
التحرير والتنوير]، [وكثرت الأسارى ... فجعلهم للسّيوف
طعمة][6]، [فأما
أسرى بدرٍ ... وأشار عمر أن
تُضرب أعناقُهم، ... ونزل القرآن بقول عمر][7]، [فضل الناس عمر
في أربع في الأسرى إذ قال لرسول الله
اضرب أعناقهم فنزل " ما كان لنبي أن يكون
له أسرى/
تاريخ دمشق لابن عساكر]، [بين اللَّه تعالى له أنه أخطأ بترك
قتل هؤلاء الأسرى][8].
التفسير الصحيح
الهدف الأسمى من القتال في سبيل الله هو
هدف الله. وهدف الله هو نصرة وإعلاء وإعزاز
دين الله والقضاء على جيش الكافرين الذين يحاربون دين الله ويصدّون الناس
عنه. فإذا حقق المسلمون هذا الهدف الأسمى (هدف الله) أثناء القتال خلال
المعركة، فلا مانع بعدها أن ينصرفوا إلى ما
يحبون من أخذ الأسرى وجمع الغنائم. هذا هو المعنى البسيط الواضح للآية.
فالآية تحذّر المسلمين من أن ينصرفوا
لهدف آخر دنيوي أثناء القتال خلال المعركة، غير هدف الله (الهدف الأسمى).
فليس الهدف من المعركة مع الكفار، هو الحصول على مكاسب شخصية دنيوية
للمقاتلين كالحرص أثناء القتال على الغنائم والأسرى والسبي (عَرَض الدنيا).
فإذا انشغل المقاتلون المسلمون خلال المعركة بعَرَض الدنيا، فهم إذن لا
ينفّذون هدف الله الذي هو ما أراده الله من القتال
وهو الإجهاز على جيش العدو وتحطيمه. فالجيش المسلم ينبغي أن يخدم
هدف الله (الآخرة)، وليس هدفاً ربحياً دنيوياً فردياً للمقاتل الإنسان ضعيف
النفس (عَرَض الدنيا).
وفي معركة بدر رغب المسلمون في ما تحبّه
نفوسهم [وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ (7)
الأنفال]، ولكن الله يريد هدفه هو، الهدف الأسمى [{وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ
يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7)
لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ (8) الأنفال].
وقد حدث مثل هذا الخطأ من المسلمين في
معركة أحد [مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا
(152) آل عمران]، حيث استعجل بعضهم وطمع في الغنائم وبادر في جمعها
أول ما تحقق النصر على العدو وحالما رأوه يلوذ بالفرار. ولو حافظوا وداوموا
على تحقيق الهدف الأسمى (هدف الله)، وهو نصرة الله والقضاء على العدو، لما
انصرفوا لجمع الغنائم بتلك السرعة.
كذلك تكرر نفس الخطأ بعد نحو مئة سنة في
معركة بلاط الشهداء، حيث انصرفت قلوب كثير من المقاتلين المسلمين
وهم في عمق المعركة إلى حماية غنائمهم
الكثيرة التي ظلوا يسوقونها ويجرّونها معهم خلال تقدمهم من أقصى جنوب فرنسا
حتى شمالها حيث التحموا بأكبر قوة للعدو. وتقريباً بعد هذه المعركة توقفت
الفتوحات الكبرى
(التي استمرت أول قرن إسلامي فقط)، فلم يعد المسلمون تقريباً يحققون بعدها أي
نصر على الجيوش المحاربة لدين الله. والأسباب عديدة وليس هذا مجال عرضها،
ولكن أظن أن أحد أهم تلك الأسباب هو شبه خلو قلوب المقاتلين من الهدف
الأسمى للقتال وهو نصرة دين الله وتزايد الطمع في قلوبهم على الغنائم
والمكاسب الدنيوية.
فالجيش الذي يقاتل في سبيل الله لا
ينبغي له الاهتمام خلال المعركة إلا بهدف خالص واحد فقط لا يشوبه إي غرض
آخر، وهو هدف الله وهو نصرة دين الله والقضاء على جيش العدو وتدميره
[وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ
دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) الأنفال/ لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ
كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (127) آل عمران].
أما إذا أدخلنا في قلوبنا خلال المعركة ما تحبه
النفوس من أهداف شخصية طمعاً في حطام الدنيا
(الحصول على الأسرى والغنائم والسبي ومتاع الدنيا)، فلم يعد هدفنا من القتال هو نصرة دين الله
ولا القضاء على عدوه. فالله لا يريد من قتالنا الكفار إلا نصرة دينه. أما
إذا كنا نريد شيئاً آخر من القتال، فلماذا ينصرنا الله إذن؟
فالآية [مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ
يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ]،
لا تأمر بقتل الأسرى
(كما فهمت بعض
التفسيرات الخاطئة)، وإنما تأمر المسلمين بأن لا يفكّروا أو يهتمّوا أو
ينشغلوا بالحصول على الأسرى أثناء القتال، إلا بعد أن يتم القضاء على العدو
قضاء ساحقاً مبرماً تاماً. فالهدف الخالص
هو نصرة دين الله والقضاء على العدو، وليس الحصول على الأسرى. فكأن الله
يطلب من المقاتلين المسلمين أن ينفّذوا هدف الله الوحيد مئة في المئة،
وبكل إخلاص، فلا يُدخلوا معه أغراضاً أخرى
(لا علاقة لها بما يريده الله من القتال) كالطمع في الأسرى أو المغنم.
الآية لا علاقة لها بقتل
الأسرى
أو
أخذ الفداء. فالآية لم تقل مثلاً اقتلوا الأسرى أو لا تأخذوا الفداء عنهم.
الآية تقول بكل بساطة ووضوح: ممنوع منعاً باتاً أن يكون لديكم أسرى
إلا بعد أن تدمّروا العدو تدميراً. فالآية
تنهى فقط عن اتخاذ الأسرى قبل عمل معين
(التأكد من تدمير العدو في المعركة)، ولم تأمر
أبداً بقتل الأسرى أو عدم أخذ الفداء.
آية أخرى تؤكد هذا الفهم
[فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا
فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ
فَشُدُّوا الْوَثَاقَ (4) محمد]
القرآن مثاني، أي أن آيات القرآن تفسّر
بعضها. وهذه الآية [إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ
فَشُدُّوا
الْوَثَاقَ]، تفسّر الآية السابقة [مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ
يَكُونَ لَهُ أَسْرَى
حَتَّى يُثْخِنَ]. فيتضح من الآيتين
(كل منهما مثناة للأخرى)، أن أخذ الأسرى لا يكون إلا
بعد الإثخان في المعركة
(أي بعد هزيمة
العدو هزيمة ساحقة)[9]. أما إذا تعلّقت
وانشغلت قلوب المقاتلين المسلمين خلال المعركة بالغنائم والأسرى والسبي
والأسلاب، فقد خالفوا كلام الله، وربما عاقبهم الله بأن يجعل عدوهم ينتصر
عليهم ويقتلهم ويبعثرهم كما حدث في معركتي أحد وبلاط الشهداء [لَوْلَا
كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا
أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68) الأنفال].
فليس معنى الآيتين أن يُثخن المسلمون في
الأسرى المستضعفين المقهورين فيقتلوهم. فالأسير أصبح في قبضة المسلمين
مقدورا عليه ولا حول له ولا قوة[10]، ولم يتبق إلا
أن نعامله بالرحمة والشفقة كما تحثّ الآية [وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى
حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا
(8) الإنسان]. فالمقصود بالإثخان هو وقت المعركة
فقط، لا بعدها.
تفسيرات
موفّقة أو قريبة
هذه تفسيرات جيدة فهمت قصد الآية وهو أن الأسر لا ينبغي إلا بعد القضاء على جيش العدو، مثل: [فالأسر بعد المبالغة في القتل][11]، [وأخذ الغنائم وفداء الأسرى وشغلوا أنفسهم بذلك عن القتال، ... تركوا قتال العدو، وأقبلوا على أسلابهم][12]، [حتى يذل الكفر ويضعفه بإشاعة القتل ... ثم الأسر بعد ذلك][13]، [بعد حصول الإثخان في الأرض له أن يقدم على الأسر/ تفسير الرازي]، [سمحت بالأسر إذا ما أثخن المسلمون في أعدائهم وقهروهم وتحققت لهم الغلبة عليهم/ التفسير الحديث]، [فإذا قاتلتم المشركين في المستقبل فأمعنوا في قتلهم حتى إذا رأيتم أن قد خضدتم شوكتهم، فأسروا منهم أسرى/ التحرير والتنوير]، [فإذا أثخنوا، وبطل شرهم، واضمحل أمرهم، فحينئذ لا بأس بأخذ الأسرى منهم][14]، [والوجه الآخر ما كان لنبي أن يكون له أسرى قبل الإثخان / التقرير والتحبير علي تحرير الكمال بن الهمام]، [والمعنى حتى يبالغ في قتال المشركين ويغلبهم ويقهرهم فإذا حصل ذلك فله أن يقدم على الأسر فيأسر الأسارى/ تحفة الأحوذي]
[1]
تفسير الطبري: وإنما قال الله جل ثناؤه [ذلك]
لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، يعرفه أن
قتل المشركين الذين أسرهم صلى الله عليه وسلم يوم بدر ثم
فادى بهم، كان أولى بالصواب من أخذ
الفدية منهم وإطلاقهم.
[2]
تفسير الطبري: عن سعيد بن جبير في قوله: (ما
كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض) ، قال:
إذا أسرتموهم فلا تفادوهم حتى
تثخنوا فيهم القتل.
[3]
تفسير الطبري : عن عبد الله قال: لما كان يوم
بدر وجيء بالأسرى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تقولون في
هؤلاء الأسرى؟ ... وقال عمر: يا رسول الله، كذبوك وأخرجوك، قدمهم
فاضرب أعناقهم!
[4]
التفسير الوسيط للواحدي : وهذا قول ابن مسعود،
ومجاهد، وقال ابن زيد، وجماعة: سبق من الله العفو عنهم وألا يعذب
أحدا منهم شهد بدرا، ولم يكن أحد من المؤمنين ممن حضر إلا أحب
الغنائم غير عمر جعل لا يلقى أسيرا إلا
ضرب عنقه، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«لو عذبنا في هذا الأمر ما نجا غير عمر».
[5]
تفسير البغوي : قال ابن إسحاق: لم يكن من
المؤمنين أحد ممن حضر إلا أحب الغنائم إلا
عمر بن الخطاب فإنه أشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل
الأسرى، وسعد بن معاذ قال: يا رسول الله كان الإثخان في
القتل أحب إلي من استيفاء الرجال، فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: «لو نزل من السماء عذاب ما نجا منهم غير عمر بن الخطاب وسعد
بن معاذ» .
[6]
صبح الأعشى في صناعة الإنشاء: وكثرت الأسارى من
المغل فاختار السلطان من كبرائهم البعض، وعمل فيهم بقول الله عزّ
وجلّ: ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ
فِي الْأَرْضِ. فجعلهم للسّيوف طعمة
[7]
الجوهرة
في نسب النبي وأصحابه العشرة: ونزل القرآن بموافقته في أسرى بدرٍ
وفي الحجاب وفي مقام إبراهيم.
فأما أسرى بدرٍ أبا بكر أشار على رسول الله صلى
الله عليه وسلم أن يأخذ منهم الفداء وأشار عمر أن تُضرب أعناقُهم،
فهوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكرٍ، ولم يهو ما
قال عمر. ونزل القرآن بقول عمر:) ما كان لنبٍّي أن يكونَ له أسرى
حتى يثخنَ في الأرض
[8]
المهذب في علم أصول الفقه المقارن : وجه
الدلالة: أن - صلى الله عليه وسلم - لما أخذ المال عوضا عن أسرى
بدر: بين اللَّه تعالى له أنه أخطأ بترك قتل هؤلاء الأسرى، حتى قال
النبي
- صلى الله عليه
وسلم -: " لو نزل من السماء عذاب لما نجا منه إلا عمر "، وذلك لأن
عمر بن الخطاب قد أشار بقتل الأسرى.
[9]
تفسير المنار : حتى إذا أثخناهم في المعركة
جرحا وقتلا، وتم لنا الرجحان عليهم فعلا، رجحنا الأسر المعبر عنه
بشد الوثاق
[10]
فقه السنة : وقال الحسن وعطاء:
لا يقتل الاسير، بل يمن عليه أو
يفادى به.
[11]
معاني القرآن وإعرابه للزجاج : (ما كان لنبي أن
يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض) ، فالأسر بعد المبالغة في القتل.
[12]
تفسير السمرقندي: وللآية وجه آخر. روى الضحاك
في قوله تعالى: مَا كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى وذلك:
أنه لما كان يوم بدر ووقعت الهزيمة على المشركين، أسرع أصحاب رسول
الله صلّى الله عليه وسلّم في أخذ أسلاب المشركين ممن قتل يوم بدر،
وأخذ الغنائم وفداء الأسرى وشغلوا أنفسهم
بذلك عن القتال، فقال عمر رضي الله عنه: يا رسول الله، ألا
ترى إلى ما يصنع أصحابك؟ تركوا قتال العدو،
وأقبلوا على أسلابهم، وإني أخاف أن تعطف
عليهم خيل من خيل المشركين فنزل: تُرِيدُونَ عَرَضَ
الدُّنْيا، يعني: أتطلبون الغنائم وتتركون القتال وَاللَّهُ
يُرِيدُ الْآخِرَةَ، يعني: قهر المشركين وإظهار الإسلام، وَاللَّهُ
عَزِيزٌ حَكِيمٌ قوله تعالى: لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ
يعني: لولا ما سبق في الكتاب أن الغنائم تحلّ لهذه الأمة، لأصابكم
عَذابٌ عَظِيمٌ وقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «لَوْ نَزَلَ
مِنَ السَّمَاءِ عَذَابٌ، مَا نَجَا أَحَدٌ غَيْرُ عُمَرَ،
لأَنَّهُ لَمْ يترك القتال»/
سبل الهدى
والرشاد في سيرة خير العباد : عن الضحّاك أنها نزلت حين انهزم
المشركون يوم بدر، واشتغل الناس بالسّلب وجمع الغنائم عن القتال،
حتى خشي عمر أن يعطف عليهم العدوّ.
[13]
تفسير الزمخشري : يعنى حتى يذل الكفر ويضعفه
بإشاعة القتل في أهله، ويعز الإسلام ويقويه بالاستيلاء والقهر.
ثم الأسر بعد ذلك.
[14]
تفسير السعدي : أي: ما ينبغي ولا يليق به إذا
قاتل الكفار الذين يريدون أن يطفئوا نور الله ويسعوا لإخماد دينه،
وأن لا يبقى على وجه الأرض من يعبد الله، أن يتسرع إلى أسرهم
وإبقائهم لأجل الفداء الذي يحصل منهم، وهو عرض قليل بالنسبة إلى
المصلحة المقتضية لإبادتهم وإبطال شرهم،. فما دام لهم شر وصولة،
فالأوفق أن لا يؤسروا. فإذا أثخنوا، وبطل شرهم، واضمحل أمرهم،
فحينئذ لا بأس بأخذ الأسرى منهم وإبقائهم.