نشوء البيان

دراسات قرآنية لغوية تاريخية آثارية

معنى الأمّي

 

الموضوع باختصار ...

معنى الأمّي ببساطة هو الذي من الأمم (غير أمّة بني إسرائيل). فكلمة الأمّي هي نفس كلمة الأممي (أي الذي من الأمم، أي الشعوب). وكلمة الأمّي ليست كلمة من اختراع اللسان العربي، وإنما هي تعريب أخذه العرب قبل الإسلام من أهل الكتاب الذين كانوا يرددون كلمات آرامية/عبرية مثل: (اُمَّيَّا، أومّيا، اوّمّين، اُمّوّت، أومّوت، اُمّيم) ويطلقونها على العرب وعلى غير العرب، ويقصدون بها معنى أن (العرب وغيرهم): هم من (الأمم) الأخرى غير أمة بني إسرائيل. فعرّب العرب ذلك اللفظ الآرامي العبري الذي كان أهل الكتاب يسمونهم به (هم وغيرهم) إلى لفظ عربي يناسب لسانهم، فلفظه العرب بصورة (أمّيين)، ومنه المفرد (أمّي).



وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ (78) البقرة

قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ (75) آل عمران

هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ (2) الجمعة

الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ (157) الأعراف

فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ (158) الأعراف

وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ (20) آل عمران

 

 

قيل إن الأمّي نسبة إلى الأم مثل (أم الإنسان)[1] أو (أُم الشيء، أي أَصْلُه)[2] أو (أم القرى مكة)[3] أو (أم الكتاب)[4]، وغير ذلك من الاشتقاقات البعيدة[5]. وكل ذلك خطأ، والصحيح هو كما يلي:

 

(1) بداية الفهم الصحيح: الأمّي نسبة إلى الأمّة

الأمّي والأمّيون (نسبة إلى الأمّة)، أي الجماعة والشعب. وقد قال به كثيرون، ولكنهم عادة ما يربطون الأمّة بمعنى (عدم القراءة والكتابة)[6] أو إلى أمّة العرب[7]. وهذه بعض تلك الأقوال حسب الأقدمية:

[أُمِّي لِأَنَّهُ نسب إِلَى أمة الْعَرَب أَي جماعتها/ ابن قتيبة][8]، [نسبوا الى ما عليه الامة/ النحّاس][9]، [الأمّي منسوب إلى الأمة/ الثعلبي][10]، [منسوب إلى الأمّة/ الراغب الأصفهاني][11]، [منسوب إلى أُمَّتِهِ، أَصْلُهُ أُمَّتِي/ البغوي][12]، [نسب إلى الأمة/ ابن عطية][13]، [الأمي منسوب إلى أمة العرب/ الرازي][14]،  [والأمي ... وقيل نسبة إلى أمة العرب/ الفيومي][15]، [الأمي ...  نسبة إلى الأمة، وهي: العامة/ العيني][16]، [الأمي: نسبة إلى أمة العرب/ ابن الهمام][17]، [أمّيّ ...  منسوب إلى الأمة بمعنى الجماعة/ القاري][18]، [الأمي ... منسوب إلى الأمة فحذفت التاء فهو كالعامي/ داماد أفندي][19]، [والأمي ... والأظهر أنه منسوب إلى الأمة بمعنى عامة الناس][20]، [الأمي: نسبة إلى أمة في قول/ دروزة عزت][21]

ونسبة الأمّي إلى الأمّة ليس خطأ، بل هو اشتقاق قديم رائع وصحيح، ولكنه ليس دقيقاً. والصحيح أن الأمّي ـ في أصل الكلمة اللغوي ـ هو بمعنى الأممي، أي أنه نسبة إلى الأمم (الشعوب) بالجمع، وليس نسبة إلى الأمّة بالمفرد.

 

(2) فهم أفضل: الأمّي هو من كل الأمم غير أهل الكتاب

ذكر بعضهم أن الأمّيين هم كل الشعوب (عدا اليهود) أو (عدا اليهود والنصارى)، وليس فقط أمة (العرب). وهذا تعريف أفضل وأصحّ في المعنى، ولكنه لا يفسر الأصل (اللغوي) لكلمة الأمي:

 [ليس علينا في الأميين ...  يعنون: من ليس من أهل الكتاب/ عبد الرزاق الصنعاني][22]، [الأميُّون من المجوس/ الطبري][23]، [المراد بِالْأُمِّيِّينَ غير أهل الكتاب/ السرخسي][24]، [ودخل من لا كتاب له تحت قوله الأميين/ الرازي][25]، [الْأُمِّيِّينَ ...  من ليسوا من أهل الكتاب/ البيضاوي][26]، [وكل أمة لم تكن من الذين أوتوا الكتاب فهم من الأميين؛ كالأميين من العرب ومن الخزر والصقالبة والهند والسودان وغيرهم من الأمم الذين لا كتاب لهم، فهؤلاء كلهم أميون/ ابن تيمية][27]، [يعنون من ليس من أهل الكتاب/ ابن حجر العسقلاني][28]، [الأميين ...  مَنْ ليس من أهل الكتاب/ أبو السعود][29]، [المراد بالأميين مقابل أهل الكتاب ... فيشمل الفرس إذ لا كتاب لهم كالعرب/ الألوسي][30]، [(أميين: كل من كان غير يهودي/الأميون: ما سوى اليهود من الأمم والشعوب)/ مجلة البحوث الإسلامية]، [أما غير اليهود ويسمونهم الأميين ... وهم في الحقيقة يعنون كل من سوى اليهود][31]، [وذهب كثير من المفسرين إلى أن الأميين الذين لا كتاب لهم، أي: الذين ليسوا يهودًا ولا نصارى/ جواد علي][32]، [مزاعم اليهود ... ليس عليهم في الأميين سبيل، أي أن كل من كان على غير ملتهم][33]، [فالأميون إذن هم الذين ليس لهم كتاب سماوي/ يرى كثير من اللغويين والمتكلمين والمفسرين أن لفظ "الأميين" يعني الذين ليس لهم كتاب ديني سماوي، فهم إذن في مقابل "أهل الكتاب"/ الجابري][34].

وهذه خطوة أفضل نحو الطريق الصحيح. فليس فيها الأمّي محصوراً بالعربي فقط (أمّة العرب)، وإنما الأمّي هو من كل الشعوب (الأمم)، عدا اليهود. ولكن هذا الفهم الأفضل، ربما لم يفسر كيف ظهرت كلمة الأمي (لغوياُ)، كما فسّرها القول الأسبق الذي نسب الأمّي لغوياً إلى (الأمّة).

ونضيف تفسيراً مهماً قاله القدماء: [عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} "الجمعة: 3" قَالَ: «يَعْنِي مِنْ رَدَفَ الْإِسْلَامَ مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ»/مجاهد][35]، [{وآخرين منهم لما يلحقوا بهم ...} ... فآخرون في موضع خفض عطفا على الأميين. ... فقال بعضهم: عني بذلك العجم/ وقال آخرون: إنما عُنِي بذلك جميع من دخل في الإسلام من بعد النبيّ كائنًا من كان إلى يوم القيامة/ (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ ...) قال: هؤلاء كلّ من كان بعد النبيّ إلى يوم القيامة، كلّ من دخل في الإسلام من العرب والعجم. وأولى القولين في ذلك بالصواب عندي قول من قال: عُنِي بذلك كلّ لاحق لحق بالذين كانوا صحبوا النبيّ في إسلامهم من أيّ الأجناس/الطبري][36]. فالآخرون بالآية [وَآخَرِينَ مِنْهُمْ] هم أيضاً أميون، لأن الله جعل هؤلاء الآخرين من الأميين [هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ ... (2) وَآخَرِينَ مِنْهُمْ ... (3) الجمعة].

 

 

(3) الفهم الصحيح

يبدو أن المعنى اللغوي الصحيح لكلمة الأمّي هو: (الأممي)، أي الذي هو من الأمم (غير أمة بني إسرائيل).

ومن السهل الانزلاق في الخطأ وتوهّم أن كلمة (الأمّي) هي نسبة إلى المفرد (أمّ، أمّة)، بينما الحقيقة أن كلمة (الأمّي) هي نسبة إلى الجمع (الأمم). وسبب هذا الوهم هو الظن الخاطئ أن كلمة (الأمّي) هي من اختراع اللسان العربي، وعلى هذا الوهم ستبدو كلمة الأمي ـ حسب اللسان العربي ـ كأنها نسبة للمفرد (كأنها: أمّ/أمة + ياء النسبة). بينما في الحقيقة كلمة (الأمي) هي كلمة معرّبة في الأصل (ليست من اختراع لسان جزيرة العرب).

فينبغي الانتباه إلى أن كلمة (الأمّي) ليست كلمة عربية في الأصل، ولذلك فهي ليست نسبة إلى كلمة (أمّة) بالمفرد. فالعرب أخذوها من غيرهم كما هي (أي حسب اللسان الآرامي أو العبري الذي اخترعها). هذا بالإضافة إلى أن المقصود من (الأمّي) أنه الذي من (الأمم) بالجمع (غير أمة بني إسرائيل). ولذلك فكلمة الأمّي هي في أصلها (الآرامي/العبري) صيغة نسبة إلى جمع معرّب (بمعنى أمم)، وليست نسبة إلى مفرد (أمّة).

 

 

أقوال مستشرقين ألمحت أو صرحت بأن الأمي هو الأممي

["أميون" ... المُعلّقون ... اشتقّوها من كلمة "أمّة" ... لكن بعد ذلك لم يشرحوا الارتباط بين معاني الكلمتين. لكن هذا يتضح عندما ننظر في التطور في معنى الكلمة الحاخامية المماثلة "goy". هذه الكلمة، التي تعني في اللغة العبرية "الناس"، أصبحت فيما بعد تعني "غير اليهودي" ....][37]، [مصطلح "أمي" Ummi  يعني Gentile  (=غير اليهود) بالمعنى التقني/ويري][38]، [أُمِّي ummy مشتق من أمّة ummat الناس، وتعني شيئًا مثل كلمة gentilis اللاتينية (= بمعنى الأمم من غير اليهود)/الأميummy  عند الأحبار بمعنى gentilis / ص 401/ سبرنجر][39]، [عندما أطلق محمد على نفسه اسم "أمّي" ummi، كان يعني بذلك أنه كان نبيًا عربيًا للأمم gentiles، مخاطبًا الأمم gentiles الذين لم يرسل إليهم رسول من قبل/ص 6/ فنسنك][40]، [بافتراض أن النبوءة كانت امتيازًا حصريًا لإسرائيل، فقد رفضوا الاعتراف بادعاءات الأمي ommi، نبي "الأمم"  'gentile' prophet][41]، [الأمي ummi ... ، كونها مجرد نقل للعربية من العبرية غوييم goi ، goyim. ولم يصغ محمد كلمة الأمي، وإنما أخذها من كلام سمعه. حيث كلمة الأمي تقصد "أي" أو "كل" شخص ليس من العرق الإسرائيلي، ... والآية2:73 (قصد الآية 78)... معناها (ومن بينهم بعض الغوييم الذين لا يعرفون الكتب المقدسة)][42].

 

 

أقوال حديثة لبعض المسلمين

عبّاس محمود العقّاد: [معنى كلمة الأميين: ... إلا أن المسألة هنا مسألة تحقيق كلمة الأميين التي وردت في القرآن الكريم ... ص 177/ والمهم في تفسير معنى الكلمة أن نرجع إلى معناها عند أهل الكتاب، ولا سيما اليهود. فالمحقق الذي لا شك فيه أن أهل الكتاب من اليهود والمسيحيين أجمعين كانوا الى ما بعد ظهور الدعوة الإسلامية يقسمون العالم الى قسمين: بني إسرائيل، والأمم التي ليست منهم، ... فلا خلاف في أن كلمة الأمميين عند أهل الكتاب كانت تعني غير اليهود في صفة الفرد او الجماعة، ولا خلاف في أن النسبة الى الأمم بالعربية تلحق بالاسم المفرد لا بالجمع، وفاقا لقاعدة النسبة في اللغة العربية، فيقال "الأمّيون" بحسب هذه القاعدة ولا يقال الأمميون. ص 178 / ومن كلام اليهود الذي لزمتهم فيه حجة القرآن الكريم أنهم ليس عليهم في الأميين سبيل ... (... قالوا ليس علينا في الأميين سبيل) ... وأصل ذلك أن اليهود يفرقون في المعاملة بالقروض والامانات وفوائد الربا بين بني إسرائيل وغير بني إسرائيل.... فليست التفرقة في المعاملة بين أناس يعرفون القراءة والكتابة وبين أناس يجهلونها ...ولكن التفرقة في المعاملة هي بين بني إسرائيل وسائر الأمم الأجانب عنهم، أو بين اليهود والأمميين. ذلك معنى واضح لا لبس فيه، فلا موضع للشك على الاطلاق في معنى الأميين عند أهل الكتاب، وعليهم يرد القرآن الكريم ويأخذهم بما يقولونه لا بما يقوله الاخرون ... فما يعنونه هم هو موضع الرد والحجاج وهو الذي تواتر في كتبهم كما تواتر على ألسنتهم وهذا هو ما يعنونه بغير خلاف ...فإنما كانت المقابلة أصلاً بين اليهود والأمميين على إطلاقهم، ... ص 179/ (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ ...). فاليهودية قد دخل فيها أناس من الأمم غير بني إسرائيل، فهم بطبيعة الحال لا يقرأون العبرية ولا الآرامية، ولا يزيد علمهم بصلوات الكتاب على التأمين عند انتهاء الكاهن إليه (آمين آمين). أما التعليلات الكثيرة التي وردت في الأقوال الشائعة عن أصل كلمة (الأمي) فمصدرها الجهل بما في كتب اليهود ... ص 180/ فليس أصح في تفسير الكلمة من أنها وردت على الاستعارة والتغليب للمقابلة بين أهل الكتاب وغير أهل الكتاب. وينبغي أن يتأنى المتعجلون فلا ينكروا أن أهل الكتاب كانوا يسمون العرب وغيرهم من الأجانب عنهم بالأميين، فإن ثبوت هذه الحقيقة أمر وراء كل خلاف، ... فاليهود، إذا قالوا كلمة (الأميين) فإنما يعنون بها غير بني إسرائيل ما في ذلك جدال ولا محال، ... إن القرآن الكريم لا يترك دعوى اليهود الكبرى بغير تفنيد لها وتوكيد ببطلانها، ودعواهم الكبرى هي أنهم مختصون بالنبوة دون سائر الأمم، فأين هو جواب هذه الدعوى في كتاب الإسلام، إن لم يكن جوابها في تلك الآيات. ص 181 ][43].

 [وكان اليهود يزعمون... وأن غيرهم هم «الجوييم» أو الأمميون أو الأميون/ سيد قطب][44]، [وكان اليهود يطلقون على جميع الأمم لفظ الأميين/ الخطيب][45]، [الأمي: هو كل من كان غير يهودي، نسبة إلى الأمم/ مجلة البحوث الإسلامية][46]، [الأميين: هنا بمعنى الأمم الأخرى/ دروزة][47]، [كلمة "أمي" صفة نسب من كلمة "أمم" جمع أمة ... كلمة "أمي" المشتقة من "أمم" في الجمع ... أما عن الأميين "بالجمع" ...تعني البشر من مختلف الأمم أو كل الأمم/ وكلمة "أميين" تعني الأمم كل الأمم/ عبد الرحمن بدوي][48]، [فالأميون يمثلون الأمم الأخرى، غير بني إسرائيل/حللي][49]، [اليهود كانوا يطلقون لفظ "الأمم" على غيرهم من الشعوب، ... وأن "الأمي" بهذا الاعتبار منسوب إلى "الأمم"/ فكذلك كان اليهود يطلقون على غيرهم من الشعوب لفظ: "الأميون"، أي المنسوبون إلى "الأمم" /الجابري][50]، [الأميون: يعني: جميع الأمم غير اليهود][51]، [أمي: صفة نسب من كلمة (أمم) جمع أمة، وهي مشتقة من الجمع المردودة إلى أمة في المفرد، والتي تعني: عالمي وصالح وموجه لكل الأمم، وعليه فإن (الأمي) في القرآن تعني: (النبي العالمي)، والأميين تعني البشر من كل الأمم أو من مختلف الأمم][52]، [... الأميين وهم الأمميون/ محمد قطب][53]، [.. معنى النبيّ الأمّيّ ... فهو النبيّ الأُمَـمْيّ، أي المبعوث لكلّ الأُمم، ...فالأصل هو (النبيّ الأُمَـمْي)، ...فهي مأخوذة من (أمم)، جمع لكلمة أُمّة، ...][54].

 

 

 

الأصل اللغوي لكلمة الأمي

يبدو أن هذه اللفظة في الأصل: آرامية أو عبرية، ثم سمعها العرب قبل الإسلام من أهل الكتاب (ربما من اللسان السرياني)، فنطقوها كما سمعوها أو كما يشبه ذلك.

وهذه بعض شواهد آرامية وعبرية، أرى أنها تحتوي على هذا الأصل اللغوي الآرامي أو العبري لكلمة (الأمي والأميين). واقتصرتُ على نبذة من الشواهد التي تحتوي على اللفظ الآرامي أو العبري الذي بمعنى (الأمم) بصيغة الجمع فقط، وذلك لأن الأمي منسوب إلى الأمم (بالجمع) وليس منسوباً إلى الأمة بالمفرد. ومن المهم أن ننظر في أكبر قدر من مثل هذه الشواهد في المصادر الآرامية والعبرية، لنفهم الأصل اللغوي لكلمة الأمي:

 

أولاً: الشواهد الآرامية

 (1)

 [وشأر اُمَّيَّا دي هجلي أسنفر ...]

وهو من سفر عزرا[55]. والترجمة الحرفية: وسائر (اُمَّيّا) ذي أجلى الملكُ الفلاني.../ وحسب إحدى الترجمات الرسمية: وسائر الامم الذين سباهم اسنفر ...

ونلاحظ أن كلمة (اُمَّيّا) الآرامية (التي تعني: الأمم)، تشبه كثيراً كلمة (اُمّيّ، اُمّيّين) العربية. وكلمة (اُمَّيَّا)، تكتب بالخط العبري هكذا: אמיא (= أ م ي ا)، وبالتشكيل: אֻמַּיָּא، ونلاحظ الألف אֻ مضمومة (الضمة هي النقط الثلاث)، والميم מַּ مشدّدة (الشدة هي النقطة داخل الحرف)، والياء יָּ مشدّدة. وأما حرف الألف آخر كلمة (ا م ي ا) فهو للتعريف بالآرامية (وهو بمعنى ال العربية). وكلمة אֻמַּיָּא تنطق مقطعياً هكذا: اُمْ / مَيْ / يَا

 

 

 

(2)

[...عمميأ اُمَّيَّا ولشنيأ ...]

وهو من سفر دانيال[56]. وترجمتها: الشعوب والامم والالسنة. وتكررت هذه الصيغة (عمميأ اُمَّيَّا ولشنيأ) بسفر دانيال في عدة نصوص[57]. وتكتب (اميا) بنفس الطريقة السابقة: אמיא

 

 

(3)

وبني ددن هوون تجرين وامفورين وريشي اوّمين אוּמִין

وهو من ترجوم جوناثان[58]. والمعنى: وبنو دادان صاروا تجاراً و(مستوردين؟) ورؤساء أمم.

ونلاحظ تشابه الكلمة الآرامية (اوّمين) التي بمعنى الأمم، مع الكلمة العربية (اُمّيّين).

 

 

(4)

[وليده يتكنشون اومين]

وهو من القاموس السامري الآرامي[59]. ومعناه: "و/ لِ/ يَده" (= من كلمة اليَد، بمعنى له/لأمره) يتجمّعون الأمم

 

 

(5)

[وكتيب، أدم أتم، أتم قرويين أدم، ولا أوّمين אוּמִין عكوييم]

وهو من الزوهر[60] (فنحاس 117)[61]. والمعنى: [مكتوب: آدميون (= بشر، بنو آدم) أنتم، أنتم تسمّون آدميون، وليسوا كذلك أوّمين (=الأمم) عباد الكواكب]

 

[دعبدو أوّمين אוּמִין عكوييم دعلما لشم يهوه]

زوهر[62]، (فنحاس 702)[63]: والمعنى: ذي صنعوا أوّمين (=الأمم) الوثنيون لاسم يهوه

 

 

(6)

 [عمك دي بحرت مكل اُمَّيَّا אֻמַּיָּא]

والعبارة السابقة[64] من نشيد أو شعر لأحد شعراء[65] اليهود منذ 5 قرون. والمعنى: شعبك الذي اخترت من كل اُمَّيَّا (=الأمم)

 

 

(7)

رأشي أومين (אומין)

ولعله نص من الترجوم[66]، والمعنى: رؤساء أمم

 

(8)

شواهد آرامية متفرقة

تلمود/ مجلة 12ب: يوم هشبيعي شبت هيه (= يوم السبت). ش يسرأل أوكلين وشوتين (=عندما يأكل بنو إسرائيل ويشربون)، متحيلين (= يبدأون) بدبري توره وبدبري تشبحوت (= بقراءة التوراة والتسابيح لله). أبل (=لكن) أوّمّوت هاعولام (=أمم العالم) ش أوكلين وشوتين (= إذا أكلوا وشربوا) - إين متحيلين الا بدبري تيفلوت (= لا يبدأون إلا بكلام الفجور)[67]

 

تلمود/ مجلة 16 أ: [كل هأومر (= كل من قال) دبر حكمه (=كلاماً حكيماً)، افيلو بأوموت هعولم (= حتى لو كان من أمم العالم)، نقرأ حكم (= يُدعى حكيماً)][68]

 

ترجوم اورشليم (يوناتان)، تكوين 15/11: [ونحتو أوميا (= ونزلت الأمم) هينون مدميين لعوفا مسأبا (=كأنها طيور نجسة)، لميبوز نكسيهون ديسرأل (=لنهب قرابين إسرائيل)، وهوت زكوتيه دأبرم (= ولكن زكاة وطهارة إبراهيم) مجنأ عليهون (= كانت درعاً عليها)]

 

ترجوم اورشليم (يوناتان)، خروج 15/14: [ شمعو أومَيا אוּמַיָא يترجزون (= تسمع الأمم وترتجف)، دحيلا أحزت يتهون (=خوف أخذهم)، كل  عمودي ديري ارعهون دفليشتأي (= على كل أعمدة سكان أرضهم فلسطين)]

 

ترجوم اورشليم (يوناتان)، تثنية 32/43: // شبحو أوميا عميا بيت يسرأل (= سبّحوا إيها الأمم والشعوب ويا بيت إسرائيل ...)

 

ترجوم اورشليم (يوناتان)، المزامير 33/10: [تبّر ملكة عمميا (=تبّر ما أشارت به الشعوب)، بطيل محشبة اومييا (=أبطل ما حسبته الأمم)]، أي أن الله هو الذي تبّر (أهلك/دمّر) وأبطل.

 

ترجوم اورشليم (يوناتان)، المزامير 105/44: [ويهب لهون ارعت (=أرضات/أراض) عممين، وليعوت (= تعب) اوميا يرتون (= يرثون)]، والمعنى: يهب لهم أرضات الشعوب، وتعب الأمم يرثون.

 

ترجوم اورشليم (يوناتان)، أخبار الأيام الأول 16/24: [اشتعو بعمميا يقريه (=أخبر بالشعوب وَقارَه)، بكولهون أوميا فريشووتيه (=بكل الأمم معجزاتَه)]، أي أن الله أخبر بذلك

 

مدراش تنحوما (من القرن 5/6م إلى نهاية القرن التاسع م): [أبل أموت هعولم (= أمم العالم) يهيو عوبدين اوتو (= يعبدونه) برعده (= بارتعاد/بخوف)][69]

 

أبو حسدا الصوري، شاعر من القرن 11م: [ومدحل كل أمي علمه]، وهي سامرية آرامية (موقع: the-samaritans.net) / والمعنى: ومرعب كل أمم العالم

 

عوبديا سفورنو، حبر إيطالي من القرن 16م: [وحسيدي أوموت هعولم: يقريم (= وقورون، محترمون، جليلون) أصلي (=عندي، لدي)، بلي سفق (= بلا شك)][70]، والمعنى: (أتقياء/ صالحو) أمم العالم، (وقورون/جليلون) عندي، بلا شك

 

تلمود/نشايم/ سوطه[71] [هيأك لمدو اومّوت هاعولام توراه][72]، والمعنى: كيف تعلمت أمم العالم التوراة؟ وكذلك: [كي سيد مه سيد اين لو تقنه الا سريفه (= مثل الشِيد أي الجص ليس له تقنه أي علاج الا الحرق)، اف اومّوت هعولام اين لهم تقنه الا سريفه (= أيضاً أمم العالم ليس لهم تقنه الا الحرق أي في جهنم)][73]

 

تلمود/ ويقرأ ربه[74]: [אֻמּוֹת הָעוֹלָם اُمّوت هعولم אֵין ليس לָהֶם لهم סוֹמְכִין أمانة، ... אֻמּוֹת הָעוֹלָם נִקְרְאוּ نقرأو (=يقال لهم، يُدعون) חֲכָמִים حكماء ... אֻמּוֹת הָעוֹלָם נִקְרְאוּ תְּמִימִים تميميم (= تامّين، كاملين)... אֻמּוֹת הָעוֹלָם נִקְרְאוּ צַדִּיקִים صديقين ... אֻמּוֹת הָעוֹלָם נִקְרְאוּ אִישִׁים ناس ... אֻמּוֹת הָעוֹלָם נִקְרְאוּ גִּבּוֹרִים جبّارين]

 

 

ثانياً: الشواهد العبرية

(1)

الأصل العبري: اُمّوّت

 [شنيم-عشر نسيأم لأمتم]

وهو من سفر التكوين[75]. والمعنى: 12 رئيساً، لأممهم. وكلمة (لاُمّتم) לאמתם أو بالتشكيل לְאֻמֹּתָם (= ل اُمُّتام)، أي (لأممهم). حرام فالكلمة هي אמת أو  אֻמֹּתָֽ (اُمُّت)، وهي جمع (= أمم بالعربية)[76].

 

 

(2)

[أحد ميسرأل وأحد مِاُمّوّت هعولم]

وهو من المدراش (بمدبر ربه)، من القرن 12م. ونلاحظ في هذا النص[77] العبارة [أحد ميسرأل وأحد مِاُمّوّت هعولم]، التي تكررت ثلاث مرات. والمعنى: واحد من إسرائيل، وواحد من (اُمّوّت) العالم. حيث (اُمّوّت) تعني (أمم). ونلاحظ أن (اُمّوّت) بهذا النص جاءت في مقابل (إسرائيل).

كذلك جاءت في النص ثلاث عبارات أخرى فيها (اُمّوّت): [أحيتفل ميسرأل وبلعم مِاُمّوّت هعولم]، [شمشون ميسرأل وجليت مِاُمّوّت هعولم]، [قرح ميسرأل وهمن مِاُمّوّت هعولم]. وكل عبارة تحتوي على اسمين (لشخصين): حيث الاسم الأول من إسرائيل، والاسم الثاني من (اُمّوّت) العالم (أي من أمم العالم).

 

 

(3)

الأصل العبري: اُمّيم

 [شبحوهو كل-هأميم][78]

وهو من سفر المزامير. ومعناها بالعربية (الأمم). ورسم الكلمة بالعبرية: האמים (= هأميم). ولو حذفنا (هاء التعريف)، فستكون هكذا: אמים، وبالتشكيل אֻמִּֽים (= اُمِّيم). والميم آخر الكلمة للجمع.

ولو جمعنا اُمِّيم بالنون كما بالعربية (بدلاً من الميم العبرية)، فستكون (اُمِّين)، وهي قريبة من اللفظ العربي (اُمّيين).

 

 

من الذين قالوا أن كلمة الأمي كلمة غير عربية الأصل

هورفتز، سنة 1926م: [الغريب لم يربط أحد حتى الآن ـ فيما يتعلق بالأمي ummi  ـ مصطلح (اموُّت ها عولام) ummöt ha-cöläm الذي ظهر في الأدب اليهودي أي "شعوب العالم" Völker der Welt مقابل إسرائيل .... عندما يصف محمد نفسه بالنبي الأمي an-nabi al-ummi ، أراد أن يقدم نفسه لليهود كواحد من (نبيي اموُّت ها عولام) nebie ummöt hä-cöläm][79]، وذكر مثله في كتاب آخر [لهذا السبب سمّى محمد نفسه "النبي الأمي"، لأنه جاء من طبقات العرب، أي من أحد "اومّوت هاعولام"، وليس من إسرائيل، ..... الأميون ummiyûn التابعون لأمم العالم (أوموت هاعولام) ummôt hâ-côlâm... علم محمد بـ "اومّوت هاعولام" من خلال اليهود في المدينة المنورة وشكّل كلمة "أمّي" بموجب هذا المصطلح][80]

 

بِل ريتشرد، ت: 1952م: [كل هذه الحقائق تجعل من المؤكد غالباً أن كلمة الأمي "ummi" تعني "غير يهودي" أو Gentile  أي من غير اليهود، وأنها مشتقة من العبارة العبرية اومّوت هاعولام ummot ha colam بمعنى شعوب العالم the peoples of the world][81]

 

رابين، سنة 1957م: [يستخدم محمد لنفسه عبارة "النبي الأمي" التي عُرف منذ زمن طويل أنها تعني"نبي الأمم"، مشتقة من الكلمة العبرية اومّوت هاعولام  ummoth ha-colam أي" شعوب العالم"، وليس كما يقول المفسرون المسلمون أنه بمعنى " النبي الذي لا يقرأ ولا يكتب "][82]،

 

عبّاس محمود العقّاد (كما ذكرنا كلامه آنفاً): [... مسألة تحقيق كلمة الأميين التي وردت في القرآن الكريم ... والمهم في تفسير معنى الكلمة أن نرجع إلى معناها عند أهل الكتاب، ولا سيما اليهود/ وعليهم يرد القرآن الكريم ويأخذهم بما يقولونه لا بما يقوله الاخرون].

 

المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام - الدكتور جواد علي (المتوفى: 1408هـ/ 1987م): وقد ذهب بعض المستشرقين ... وأن الأمية هذه أخذت من اليهود الذين كانوا يطلقون لفظة "امت" و"اميم" على غيرهم، يريدون بها الوثنيين. كما في جملة: "امت ها عولام" "Ummot ha Olam"/ وعندي أن يهود يثرب هم الذين أطلقوا لفظة "الأميين" على العرب المشركين

 

 

النيهوم/ سنة 1994م: [فكلمة (أمي) ... مصطلح توراتي مشتق من كلمة (أ و م ت ي ا) بمعنى (أممي) أي: غير تابع لأهل الكتاب من اليهود بالذات][83]

 

جعَيْط، 1999م: ["النبَيُ الأمي" يعني النبي المبعوث من غير بني إسرائيل. ... ولكلمة "أُمّي"؛ و"أميين" مقابل بالعبرية، وهي "أُمُم عُلاَم"؛ أي "أمم العالمين من غير بني إسرائيل" / فعبارة «النّبي الأمّي» ...وتعني النّبي المبعوث إلى العرب وإلى الأمم الأخرى ... هذا إذن هو المعنى الصحيح للأميّة][84]

 

الجابري/ طبعة 1، 2006م: [والواقع أن لفظ "أمي" لفظ مُعَرَّب، لا أصل له في اللغة العربية، ص 83/ عندما نبهت في فقرة سابقة إلى خلو اللغة من أصل للفظ " أمي " وما اشتق منه (" أمية" و"أميون ")، وقلت: إن هذه الكلمة معرّبة، وأن أصلها يرجع إلى لفظ " الأمم " الذي أطلقه اليهود على غيرهم ممن ليس له كتاب منزل، لم أكن أنطق عن الهوى ...، ص 94]

 

[أخذ القران تعبير(أمي أميين) عن أهل الكتاب ومن كتبهم. ان كلمة (أمي،أمم ) هي اصطلاح توراتي، يهودي الأصل، كان العبرانيون القدماء يطلقونه للدلالة به على الأفراد والجماعات والشعوب الغير إسرائيلية، أي الغير كتابيين (الأميين)][85]

 

ناصر الدين الأسد/ طبعة 2009م/: [(... ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ ...) فلفظة "الأمّيين" - على ما يبدو من ظاهر الآية- هي من كلام اليهود وليست من كلام العرب، وتقتضي أمانة البحث الرجوع إلى كتبهم، وإلى ما في لغتهم واستعمالهم، لمعرفة معنى كلمة/ قوله تعالى عن اليهود (ذلك بأنهم قالوا: ليس علينا في الأميين سبيل...) ويُفْهَمُ منه- والله أعلم- أن هذه اللفظة هي من لغتهم، وهي- إنْ صحّ هذا الفهم- عبرية الأصل والاستعمال. ذلك بأن اليهود كانوا يقسمون الناس قسمين: شعبَ الله المختار، وهم اليهود أو بنو إسرائيل أنفسهم، والجوييم أو الغوييم، أي «الأمم»][86]

 

 

نظريّة (النبيّ الأمّي) في التراث الإسلامي - أ. خالد محمد عبده، سنة 2017م/  [الاحتمال الرابع: رأيي في الأمّية... وإن فقه اللغة المقارن يؤكّد على صلة اللفظة بالمعنى المشروح في اللغة العبرية والتوراة (أميين = أمم علام) أي أمم العالمين من غير بني إسرائيل]

 

 

 

وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ (78) البقرة

الأميون كما سبق، هم كل أمم الناس (عدا اليهود). ولكن آية (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ ...) جعلت الأميين أيضاً من اليهود. وقد قيل في معناها أقوال مثل: [والآية... معناها (ومن بينهم بعض الغوييم الذين لا يعرفون الكتب المقدسة)][87]، [العقاد: (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ ...). فاليهودية قد دخل فيها أناس من الأمم غير بني إسرائيل، فهم بطبيعة الحال لا يقرأون العبرية ولا الآرامية ...]، [معنى الأميين في هذه الآية هم اليهود غير الإسرائيلين كالذين تهودوا من العرب أو غيرهم/حللي][88].

والأفراد والجماعات (الدخلاء)[89] من شتّى الأمم (الشعوب من غير بني إسرائيل) الذين اعتنقوا اليهودية باختيارهم[90] أو رغماً عنهم[91] أو بسبب ظروف الزمان أو المكان أو الجوار والاختلاط[92] أو التهجير والجلاء أو غيره، منذ القدم هم كثيرون جداً، وربما شكّلوا اليوم أكثر اليهود.

 

 

 

 

كلمة أمة باللغات السامية

المفرد العبري هو: אֻמָּה (=اُمّاه אֻמַּה (=اُمَّه אומה (=اومه). والجمع العبري: אומות (=اوموت)[93]، אֻמּוֹת (=اُمّوت)، وكذلك אֻמִּֽים (= اُمّيم).

والمفرد الآرامي هو: ܐܘܡܬܐ אומתא اومتا (=اُمّتا אֻמַּה (=اُمَّه אומה (=اومه). والجمع الآرامي: ܐܘܡܘܬܐ (=اُمّوتا).

و بالأوغاريتية كلمة (اُمت)، وبالأكادية (اُمّاتُ)

فنلاحظ أن (الجمع) العبري والآرامي ليس فيه ميم مكررة غير مدغمة مثل الجمع العربي (أمم).

 

الخلاصة

يبدو أن كلمة (الأمّي) هي من أصل (تعريب) لصيغة جمع آرامية أو عبرية (مثل: اُمَّيَّا، اوّمّين، اُمّوّت، اُمّيم)، والتي هي بمعنى (الأمم). وذلك لأن المراد بالأمي هو أن يكون من (الأمم) الأخرى، أي بمعنى (الأممي).

فالأمي هو ما يقابل أمة بني إسرائيل. والذي يقابل أمة بني إسرائيل هو (كل) الأمم الأخرى. فالأمي هو بمعنى (أممي) أي من (الشعوب، الأمم، الأقوام، ...الخ). أي أن الأمي هو نسبة الى الجمع، ولكن هذا الجمع ليس في أصله اللغوي جمعا عربياً.

والياء في الكلمة العربية (الأمّي) هي (ياء نسبة) أضيفت إلى (تعريب) ذلك الجمع الآرامي أو العبري (اُمَّيَّا، اوّمّين، اُمّوّت، اُمّيم)، وليست النسبة في كلمة الأمي إلى الجمع العربي (الأمم). كذلك ليست النسبة في كلمة الأمي إلى الأم (الوالدة أو الأصل أو غيره). وهذا (التعريب) هو أقرب سبب في عدم وجود صيغة (الاُممي) بتكرار الميم.

ولو تخيلنا أن العرب استعملوا كلمة الأممي (بدلاً من الأمي)، لدلّ ذلك على أن العرب هم من سمّوا أنفسهم بذلك (أي بالأممي وبالأمميين، بمعنى الأمي والأميين)، أو أن العرب عرّبوا الكلمة الآرامية العبرية بمعناها وليس بلفظها (وهذا لا يكاد يحدث في التعريب).

والحقيقة أن العرب لم يسمّوا أنفسهم بالأميين، وإنما سمّاهم اليهود بذلك (اليهود سموا العرب وغيرهم من الشعوب: بالأميين). وذلك لأن كلمة الاُمّي أصلها اللغوي هو آرامي عبري (مثل: اُمَّيَّا، اوّمّين، اُمّوّت، اُمّيم) بمعنى (الأمم). ثم جاء من هذه الكلمات الآرامية العبرية التعريب الذي يعني (الأممي) أو الذي يعني (الذي من الأمم). ولذلك ظهرت صيغة الاُمّي بميم مشددة (لأنها نسبة إلى الجمع الآرامي العبري المعرّب)، ولم تظهر صيغة الاُممي (بميم مكررة).

فلو كانت النسبة إلى الجمع العربي (اُمم)، لكان لفظ النسبة هو (اُممي) و(اُمميون). ولكن كلمة الاُمّي يبدو أنها نسبة إلى جمع "آرامي/عبري" (ليس فيه ميم مكررة وإنما مشددة).

وطبعاً الأمّي ليس نسبة إلى كلمة (اُمّ) بمعنى (أم أي والدة، أم القرى، أم الكتاب)، وليس نسبة إلى كلمة أمة (شعب) بصيغة المفرد، ولكن الأمي نسبة إلى كلمة تدل على الجمع (مثل الكلمات الآرامية العبرية السابقة) والتي بمعنى الأُمم (الشعوب). فالأمي هو (الأممي) ولكن لم تظهر الميم الثانية لأن النسبة لم تكن بالطريقة العربية (لم تكن إلى كلمة أمم العربية) وإنما إلى كلمة آرامية عبرية معربة (ليس فيها ميم مكررة).

فالأنبياء ظلّوا يخرجون من بني إسرائيل لأكثر من ألف عام (منذ موسى حتى عيسى). ولذلك ترسخ الاعتقاد لدى اليهود والنصارى أن الله لا يرسل نبياً إلا من بني إسرائيل فقط (لا يرسل من الأمم الأخرى)[94]. فأبطل الله هذا الاعتقاد الخاطئ، وأرسل من الأمم أو من الأميين (= أرسل من غير أمة بني إسرائيل) أو كما تسميهم اللغة الآرامية العبرية: (اُمَّيَّا، اوّمّين، اُمّوّت، اُمّيم). وكما قال الله بما معناه أن أهل الكتاب لا يملكون احتكار الرسل في بني إسرائيل وليس اختيار الرسل بيدهم ولا يستطيعون أن يمنعوا فضل الله أن يصطفي رسله من أي شعب ومن أي أمة ومن أي قوم، فأمر اصطفاء الرسل كله بيد الله ولا أحد يتحكم فيه أو يملك أي شيء لمنعه أو تغييره (إلا الله):

[لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29) الحديد/ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ ... ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (الجمعة: 2 – 4)/ مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105) البقرة/ وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74) آل عمران/ أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (53) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ (54) النساء/ بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ (90) البقرة/ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ (15) غافر]/  يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ (2) النحل].

وقد وقع كفارُ قريش في نفس خطأ أهل الكتاب (الذين قرروا أن النبي لا يأتي إلا من بني إسرائيل). فأراد كفارُ قريش أن يقرروا هم أيضاً (كأهل الكتاب قبلهم) من أين ينبغي أن يأتي الرسول، فقالوا الأولى أن يصطفي الله رسولاً من عظماء فارس والروم [وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) الزخرف]. فبين لهم الله أن هذا ليس بيدهم [أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ (32) الزخرف].



[1] تفسير الطبري: قال أبو جعفر: وأرى أنه قيل للأمي"أمي"؛ نسبة له بأنه لا يكتب إلى"أمه"، لأن الكتاب كان في الرجال دون النساء، فنسب من لا يكتب ولا يخط من الرجال -إلى أمه- في جهله بالكتابة، دون أبيه/ سمط اللآلي في شرح أمالي القالي: وقيل إنه منسوب إلى الأم، لأن الأغلب في النساء أن لا يكتبن، فكان الإنسان في ذلك كأمه/ العناية شرح الهداية: الأمي منسوب إلى الأم: أي هو كما ولدته أمه/ مجلة البحوث الإسلامية: بمعنى أنه على الحالة التي ولدته أمه في الخلو عن العلم والكتابة/ الموافقات - الشاطبي: والأمي منسوب إلى الأم، وهو الباقي على أصل ولادة الأم لم يتعلم كتابا ولا غيره، فهو على أصل خلقته التي ولد عليها/ المصباح المنير في غريب الشرح الكبير: والأمي ... فقيل نسبة إلى الأم لأن الكتابة مكتسبة فهو على ما ولدته أمه من الجهل بالكتابة

[2] المحيط في اللغة: وقيل للنَّبِيِّ: أُمِّيٌّ؛ لأنَّه نُسِبَ إلى أُمِّ العَرَبِ أي أصْلِهم

[3] تفسير ابن عطية: والأمي في اللغة ... وقيل منسوب إلى أم القرى وهي مكة وهذا ضعيف، لأن الوصف ب الْأُمِّيِّينَ على هذا يقف على قريش، وإنما المراد جميع العرب/ الإسلام دعوة عالمية ومقالات أخرى -العقاد: أما التعليلات الكثيرة التي وردت في الأقوال الشائعة عن أصل كلمة (الأمي) فمصدرها الجهل بما في كتب اليهود ... فقد قيل إن "الأمي" منسوبة إلى أم القرى لأن النبي ولد فيها. وهو قول يرادف القول بالنبي المكي في صفته وليس لهذا التخصيص بمدينة واحدة من مرجح بالقرينة ولا بالفهم الصراح، فضلا عن إطلاق صفة الأميين على ألوف لم يولدوا بمكة. ص 180/

[4] تفسير القرطبي: وقال أبو عبيدة: إنما قيل لهم أميون لنزول الكتاب عليهم، كأنهم نسبوا إلى أم الكتاب

[5] المفردات في غريب القرآن: قال قطرب: الأُمِّيَّة: الغفلة والجهالة، فالأميّ منه/ [الإسلام دعوة عالمية ومقالات أخرى -العقاد: وأغرب ما يقال: أن ينسب الأمي إلى الأمة أو إلى السواد الجاهل الذي لم يتعلم ... وقد جاء في لسان العرب أن الأمي "هو العيى الجلف الجافي القليل الكلام قال: ولا أعود بعدها كريا، أمارس الكهلة والصبيا، والعزب المنفه الأميا، ثم علله بما تقدم إذ قال: " قيل له أمي لأنه على ما ولدته أمه عليه من قلة الكلام وعجمة اللسان". ص 180/ ومعاذ الله أن يكون هذا هو الأصل في وصف يطلق على أفصح العرب أجمعين ص 181]/ الدر المصون في علوم الكتاب المكنون: وقيل: نُسِبَ إلى الأُمَّة وهي القامَةُ والخِلْقَةُ، بمعنى أنه ليس له من الناسِ إلا ذلك/ تفسير ابن عطية : وقرأ بعض القراء فيما ذكر أبو حاتم «الأمي» بفتح الهمزة وهو منسوب إلى الأم وهو القصد، أي لأن هذا النبي مقصد للناس وموضع أم يؤمونه بأفعالهم وتشرعهم، قال ابن جني: وتحتمل هذه القراءة أن يريد الأمي فغير تغيير النسب

[6] تفسير النسفي: والأمي منسوب إلى أمة العرب لأنهم كانوا لا يكتبون ولا يقرؤون من بين الأمم/ البحر المحيط في التفسير: والأمي الذي هو على صفة أمة العرب إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب فأكثر العرب لا يكتب ولا يقرأ قاله الزجاج/ المفردات في غريب القرآن: والنَّبِيَّ الْأُمِّيَّ ... [الأعراف/ 157] قيل: منسوب إلى الأمّة الذين لم يكتبوا/ شرح أبي داود للعيني: والأمي ... وهو نسبة إلى الأمة، وهي: العامة، أكثرهم لا يكتبون/ إمتاع الأسماع: قال ابن كيسان: واحد الآيتين أميّ، كان منسوبا إلى أمة، والأمة لا تكتب بالجملة، إنما يكتب بعضها

[7] تفسير الرازي: أنه عليه السلام كان رسولا إلى الأميين وهم العرب خاصة، غير أنه ضعيف فإنه لا يلزم من تخصيص الشيء بالذكر نفي ما عداه، ...  ولأنه لو كان رسولا إلى العرب خاصة كان قوله تعالى: كافة للناس بشيرا ونذيرا [سبأ: 28] لا يناسب ذلك

[8] غريب الحديث لابن قتيبة (المتوفى: 276هـ): إِنَّمَا قيل لمن لَا يكْتب أُمِّي لِأَنَّهُ نسب إِلَى أمة الْعَرَب أَي جماعتها وَلم يكن من يكْتب من الْعَرَب إِلَّا قَلِيل فنسب من لَا يكْتب إِلَى الْأمة فَقيل أُمِّي كَمَا تَقول رجل عَامي تنسبه إِلَى عَامَّة النَّاس ثمَّ لزم هَذَا الِاسْم كل من لَا يكْتب فَقيل الْعَرَب أُمِّيُّونَ/

[9] معاني القرآن للنحاس (المتوفى: 338هـ): ويعنون بالاميين العرب نسبوا الى ما عليه الامة من قبل أن يتعلموا الكتابة

[10] تفسير الثعلبي (المتوفى: 427هـ): وقال أهل المعاني: الأمّي منسوب إلى الأمة وما عليه العامة معنى الأمي: العامي الذي لا تمييز له/ الهداية الى بلوغ النهاية - مكي بن أبي طالب (المتوفى: 437هـ): وعنوا بالأميين العرب، نسبوا إلى ما عليه الأمة قبل أن يتعلموا الكتابة /

[11] المفردات في غريب القرآن للراغب (ت 502 هـ): قيل: منسوب إلى الأمّة الذين لم يكتبوا، لكونه على عادتهم كقولك: عامّي، لكونه على عادة العامّة

[12] تفسير البغوي (المتوفى: 510هـ): وقيل: هو منسوب إلى أمته، أصله أمتي، فسقطت التاء في النسبة كما سقطت في المكي والمدني

[13]  [تفسير ابن عطية (المتوفى: 542هـ): وقالت فرقة هو منسوب إلى الأمة / وقيل نسب إلى الأمة على سذاجتها قبل أن تعرف المعارف /وقيل هو منسوب إلى الأمة، أي على سليقة البشر دون تعلم]/

[14] تفسير الرازي (ت 606 هـ): الأمي منسوب إلى أمة العرب/ المغرب في ترتيب المعرب - المُطَرِّزِىّ (المتوفى: 610هـ): (والأمي) في اللغة منسوب إلى أمة العرب/

[15] المصباح المنير في غريب الشرح الكبير- الفيومي (المتوفى: نحو 770هـ): والأمي ... وقيل نسبة إلى أمة العرب لأنه كان أكثرهم أميين

[16] شرح أبي داود للعيني (المتوفى: 855هـ) : والأمي الذي لا يكتب، وهو نسبة إلى الأمة، وهي: العامة، أكثرهم لا يكتبون

[17] فتح القدير للكمال ابن الهمام (المتوفى: 861هـ): والأمي: نسبة إلى أمة العرب وهي الأمة الخالية من العلم والكتابة فاستعير لمن لا يعرف الكتابة والقراءة

[18] شرح الشفا - علي القاري (المتوفى: 1014هـ): أمّيّ ...  منسوب إلى الأمة بمعنى الجماعة

[19] مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر - داماد أفندي (المتوفى: 8هـ): والأمي في الأصل من لا يكتب ولا يقرأ أو من لا يحسن الخط منسوب إلى الأمة فحذفت التاء فهو كالعامي

[20] [التحرير والتنوير لابن عاشور (المتوفى : 1393هـ): والأمي من لا يعرف القراءة والكتابة والأظهر أنه منسوب إلى الأمة بمعنى عامة الناس فهو يرادف العامي/ وقيل: منسوب إلى الأمة أي الذي حاله حال معظم الأمة، أي الأمة المعهودة عندهم وهي العربية]

[21] التفسير الحديث - دروزة محمد عزت (توفي: 1984م): الأمي: نسبة إلى أمة في قول

[22] تفسير عبد الرزاق وتفسير الطبري: عن قتادة في قوله: {ليس علينا في الأميين سبيل} [آل عمران: 75] " قال ليس علينا في المشركين سبيل، يعنون: من ليس من أهل الكتاب "

[23] تفسير الطبري (المتوفى: 310هـ): وكان النبيّ يكره أن يظهر الأميُّون من المجوس على أهل الكتاب من الروم، ففرح الكفار بمكة وشمتوا، فلقوا أصحاب النبيّ، فقالوا: إنكم أهل الكتاب، والنصارى أهل كتاب، ونحن أمِّيُّون، وقد ظهر إخواننا من أهل فارس على إخوانكم من أهل الكتاب/ تفسير الثعلبي (المتوفى: 427هـ): الأمّيّون من المجوس

[24] شرح السير الكبير - السرخسي (المتوفى: 483هـ): قال: وأما اليهود والنصارى اليوم بين ظهراني المسلمين إذا قال واحد منهم: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فإنه لا يكون مسلما بهذا. لأنهم جميعا يقولون هذا ليس من نصراني ولا يهودي عندنا نسأله إلا قال هذه الكلمة، فإذا استفسرته قال: رسول الله إليكم لا إلى بني إسرائيل. ويستدلون بقوله تعالى: {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم} [الجمعة: 2]. والمراد بِالْأُمِّيِّينَ غير أهل الكتاب،

[25] تفسير الرازي (المتوفى: 606هـ): ودخل من لا كتاب له تحت قوله الأميين

[26] تفسير البيضاوي (المتوفى: 685هـ): لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ أي ليس علينا في شأن من ليسوا من أهل الكتاب/ تفسير النسفي:  الأميين يعنون الذين ليسوا من أهل الكتاب

[27] الإيمان لابن تيمية ومجموع الفتاوى (المتوفى: 728هـ): وليس أحد بعد مبعث محمد إلا من الذين أوتوا الكتاب أو الأميين، وكل أمة لم تكن من الذين أوتوا الكتاب فهم من الأميين؛ كالأميين من العرب ومن الخزر والصقالبة والهند والسودان وغيرهم من الأمم الذين لا كتاب لهم، فهؤلاء كلهم أميون، والرسول مبعوث إليهم كما بعث إلى الأميين من العرب

[28] العجاب في بيان الأسباب لابن حجر (المتوفى: 852هـ): يعنون من ليس من أهل الكتاب في تفسير {ليس علينا في الأميين ...}

[29] تفسير أبي السعود (ت 982 هـ): {قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِى الأميين} أيْ في شأنِ مَنْ ليس من أهل الكتاب

[30] تفسير الألوسي: وقال بعض أهل العلم: المراد بالأميين مقابل أهل الكتاب لعدم اعتناء أكثرهم بالقراءة والكتابة لعدم كتاب لهم سماوي تدعوهم معرفته إلى ذلك فيشمل الفرس إذ لا كتاب لهم كالعرب

[31] في ظلال القرآن -سيد قطب: أما غير اليهود ويسمونهم الأميين وكانوا يعنون بهم العرب (وهم في الحقيقة يعنون كل من سوى اليهود)

[32] المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام - الدكتور جواد علي (المتوفى: 1408هـ): وذهب كثير من المفسرين إلى أن الأميين الذين لا كتاب لهم، أي: الذين ليسوا يهودًا ولا نصارى

[33] التفسير الوسيط - محمد سيد طنطاوي (توفي: 1431 هـ/2010م): مزاعم اليهود الباطلة، وأقاويلهم الكاذبة، وهو دعواهم أنهم ليس عليهم في الأميين سبيل، أى أن كل من كان على غير ملتهم فإنه مهدور الحقوق

[34] مدخل إلى القرآن الكريم، الجزء الأول ـ د. محمد عابد الجابري

[35] تفسير مجاهد (المتوفى: 104هـ)

[36] تفسير الطبري : {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم ...} [الجمعة: 4] يقول تعالى ذكره: وهو الذي بعث في الأميين رسولا منهم، وفي آخرين منهم لما يلحقوا بهم؛ فآخرون في موضع خفض عطفا على الأميين. وقد اختلف في الذين عنوا بقوله: {وآخرين منهم} [الجمعة: 3] فقال بعضهم: عني بذلك العجم.

[37] "ummiyun"...(   ... commentators ... drive it from ummat أمة ... ; but then they do not explain the connection between the meanings of two words. This becomes clear, however, when we consider the development in the meaning of the similar Rabbinical word "goy". This word, meaning in the Hebrew "people", later on came to mean "non-Jew;" ....page 20, Judaism and Islam, by Geiger, Abraham, 1810-1874

[38] (the term Ummi meaning Gentile in the technical sense), page 238,  A Comprehensive Commentary On The Quran Vol 2, by E.m.wherry, Publication date 1884

[39] (Ummy  ist  von  ummat, Volk  abgeleitet  und  heifst  soviel  als  das  lateinische  gentilis) /ummy  auch  im  Rabbinischen  gentilis, page 401 / Die Leben und die Lehre des Mohammed : nach bisher grösstentheils unbenutzten Quellen bearbeitet by Sprenger, Aloys, 1813-1893

[40] (When Muhammad called himself ummi, he meant thereby that he was the Arabian Prophet of the gentiles, speaking to the gentiles to whom no Apostle had ever been sent before), p 6, The Muslim Creed, by A.J. Wensinck

[41] (Postulating that prophecy was the exclusive privilege of Israel, they refused to recognise the claims of the ommi, 'gentile' prophet.), page 28, Islam Beliefs And Institutions, by Lammens H., Publication date 1929

[42] (ummi... , being simply the transfer into Arabic of the Hebrew goi, goyim. It was not coined by Muhammad , but it was taken over by him from the speech which he heard . It designated any and all who were not of the Israelte race ,... the passage 2:73 ... "and among them there are certain goyim who do not know the scriptures")  p 38, The Jewish foundation of Islam by Torrey, Charles Cutler, 1863-1956, Publication date 1933

[43] كتاب (الإسلام دعوة عالمية ومقالات أخرى)، نهضة مصر للطباعة والنشر، إشراف عام: داليا محمد إبراهيم، تاريخ النشر: الطبعة الرابعة يوليو 2005م. وهو كتاب يضم مقالات لعبّاس محمود العقّاد نشرت في المجلات منذ الاربعينات وحتى الستينات

[44] في ظلال القرآن - سيد قطب (المتوفى: 1385هـ): وكان اليهود يزعمون- كما يزعمون حتى اليوم- أنهم شعب الله المختار، وأنهم هم أولياؤه من دون الناس وأن غيرهم هم «الجوييم» أو الأمميون أو الأميون/

[45] التفسير القرآني للقرآن - عبد الكريم يونس الخطيب، سنة 1970م

[46] [مجلة البحوث الإسلامية: أما سيد قطب فيرى أن مراد اليهود بكلمة (أميين): كل من كان غير يهودي/ والأميون: ما سوى اليهود من الأمم والشعوب، والأمي: هو كل من كان غير يهودي، نسبة إلى (الأمم)، ذلك أن اليهود كانوا يقولون عن غيرهم من الأمم، أنهم (جوييم) أي: أمميون، وهذا ما ذهب إليه سيد قطب في (الظلال)]

[47] [التفسير الحديث - دروزة محمد عزت (توفي: 1984م): الأميين: هنا بمعنى الأمم الأخرى كما تلهمه روح الآيات وهي نسبة إلى الأمة/ وقد استعمل جمعها (الأميين) في القرآن حكاية بني إسرائيل في معنى غيرهم من الأمم كما جاء في آية سورة آل عمران هذه: ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ]

[48] دفاع عن القرآن ضد منتقديه للدكتور عبد الرحمن بدوي (توفي 1423 هـ/ 2002م)، نشره سنة 1989م، ترجمة: كمال جاد الله، ص 18-19 / ثانيا تفسيرنا: ... نطرح تفسيرنا لكلمة "الامي" التي تنطبق على النبي محمد. أن كلمة "أمي" صفة نسب من كلمة "أمم" جمع أمة، وكما يوضح علم الصرف فإنه لكي ننسب إلي إسم جمع لابد أن نرده إلي المفرد أمة. إذا في رأينا أن كلمة "أمي" المشتقة من "أمم" في الجمع المردودة إلى أمة في المفرد تعني عالمي وصالح، وموجه لكل "الأمم". إذا النبي الأمي هو النبي المرسل والموجه إلي كل "الأمم" أو بمعني أصح: النبي العالمي. أما عن الأميين "بالجمع" ...تعني البشر من مختلف الأمم أو كل الأمم.

[49] [فالأميون يمثلون الأمم الأخرى، غير بني إسرائيل، المنتشرة في القرى فيعث الله من أم القرى رسولاً منهم، وفي هذا إشارة إلى انفتاح الرسالة الخاتمة على العالم والأمم]/ الملتقى الفكري للإبداع/ الأمي والأميون: مقاربة في المفهوم، عبد الرحمن حللي، تاريخ النشر : 2005

[50] مدخل إلى القرآن الكريم، الجزء الأول ـ د. محمد عابد الجابري، ط1، 2006م، ص 83: ويرى كثير من الباحثين أن اليهود كانوا يطلقون لفظ "الأمم" على غيرهم من الشعوب، أي على "الوثنيين" من عبدة الأصنام وغيرهم، وأن "الأمي" بهذا الاعتبار منسوب إلى "الأمم"... فكذلك كان اليهود يطلقون على غيرهم من الشعوب لفظ: "الأميون"، أي المنسوبون إلى "الأمم" الأخرى التي ليس لها كتاب منزل.

[51] دروس للشيخ سعيد بن مسفر: وقال الله عنهم: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} [آل عمران:75] الأميون: يعني: جميع الأمم غير اليهود، فهم ينظرون إلى الأمم على أنها درجة أقل من درجة اليهود

[52] مجلة الكلمة العدد 79 نوفمبر 2013 /نقد/ أمّيّةُ النّبيّ مُحمّد في الفِكْر الاستشراقي، خالد محمد عبده

[53] مذاهب فكرية معاصرة - محمد بن قطب بن إبراهيم (توفي 2014م): قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}. فهم يدعون على الله أنه أذن لهم أن يعاملوا الأميين "وهم الأمميون في التعبير الآخر" على هذا النحو، وهم يعلمون أنهم يكذبون على الله

[54] [ويرى الباحثان أنّ معنى النبيّ الأمّيّ دلالة على الذي لا نظير له، فهو النبيّ الأُمَـمْيّ، أي المبعوث لكلّ الأُمم، وحرف الميم في كلمة (الأمّيّ) من الحروف المشدّدة، وهو عبارة عن حرفين من جنس واحد، فالأصل هو (النبيّ الأُمَـمْي)، وهما حرفان أُدغما، أحدهما ساكن، والآخر متحرّك، فصارت الكلمة (النبيّ الأمّيّ) بتشديد الميم، وهذا ما ورد في الجذر اللغويّ للكلمة، فهي مأخوذة من (أمم)، جمع لكلمة أُمّة، وعبارة النبيّ الأُمَـمْي تدلّ على عالميّة الدعوة الإسلاميّة]، ص 59، أمّيّة النبيّ، الباحث : أ.د. جواد كاظم النصر الله/ اسم المجلة : دراسات استشراقية/ العدد : 20 / السنة : خريف 2019 م / 1441 هـ

[55] عزرا 4/ 10: وشأر أميأ دي هجلي أسنفر ربأ ويقيرأ، وهوتب همو بقريه دي شمرين وشأر عبر نهره وكعنت (= وسائر الامم الذين سباهم اسنفر العظيم الشريف، واسكنهم مدن السامرة وسائر الذين في عبر النهر والى اخره)/ וּשְׁאָר אֻמַּיָּא דִּי הַגְלִי אָסְנַפַּר ...

 

 

[56] دانيال إصحاح ثالث/   4 وكروزأ قرأ بحيل لكون أمرين عمميأ أميأ ولشنيأ (= ونادى مناد بشدة قد امرتم ايها الشعوب والامم والالسنة)/ ... עַֽמְמַיָּא אֻמַּיָּא וְלִשָּׁנַיָּֽא ...

[57] دانيال إصحاح ثالث: 7    كل-قبل دنه به-زمنأ كدي شمعين كل-عمميأ قل قرنأ مشروقيتأ قيترس شبكأ فسنطرين وكل زني زمرأ نفلين كل-عمميأ أميأ ولشنيأ سجدين لصلم دهبأ دي هقيم نبوكدنصر ملكأ (= لاجل ذلك وقتما سمع كل الشعوب صوت القرن والناي والعود والرباب والسنطير وكل انواع العزف خر كل الشعوب والامم و الالسنة و سجدوا لتمثال الذهب الذي نصبه نبوخذنصر الملك)/ دانيال إصحاح ثالث:   31  نبوكدنصر ملكأ لكل-عمميأ أميأ ولشنيأ دي-دأرين بكل-أرعأ شلمكون يشجأ ( = 4: 1 من نبوخذنصر الملك الى كل الشعوب والامم والالسنة الساكنين في الارض كلها ليكثر سلامكم)/ دانيال إصحاح خامس :  19   ومن-ربوتأ دي يهب-له كل عمميأ أميأ ولشنيأ هوو زأعين ودخلين من- قدموهي دي-هوه صبأ هوأ قطل ودي-هوه صبأ هوه مخأ ودي-هوه صبأ هوه مريم ودي-هوه صبأ هوه مشفيل (= 5: 19 وللعظمة التي اعطاه اياها كانت ترعد وتفزع قدامه جميع الشعوب والامم والالسنة فايا شاء قتل و ايا شاء استحيا وايا شاء رفع وايا شاء وضع)/ دانيال إصحاح سادس:   26  بأدين دريوش ملكأ كتب لكل-عمميأ أميأ ولشنيأ دي-دأرين بكل-أرعأ شلمكون يشجأ (= 6: 25 ثم كتب الملك داريوس الى كل الشعوب والامم والالسنة الساكنين في الارض كلها ليكثر سلامكم)/ دانيال إصحاح 7/  14  وله يهيب شلطن ويقر وملكو وكل عمميأ أميأ ولشنيأ له يفلخون شلطنه شلطن علم دي-لأ يعده وملكوته دي-لأ تتخبل (= 7: 14 فاعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والامم و الالسنة سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول و ملكوته ما لا ينقرض)

 

[58] PJ Gen25:3 : ובני דדן הוון תגרין ואמפורין ורישי אומין  the Danites became merchants and traders and leaders of peoples.

[59] ص 40، A Dictionary of Samaritan Aramaic , Abraham Tal

[60] zohar.com/zohar/Pinchas/chapters/16

[61] וּכְתִיב, אָדָם אַתֶּם, אַתֶּם קְרוּיִין אָדָם, וְלָא אוּמִין עכו"ם

[62] zohar.com/zohar/Pinchas/chapters/104

[63] דְּעָבְדוּ אוּמִין עכו"ם דְּעָלְמָא, לְשֵׁם יְהֺוָה

[64] עַמָּךְ דִּי בְחַרְתְּ מִכָּל אֻמַּיָּא

[65] للشاعر اليهودي: إسرائيل بن موسى النجارة، المتوفي بغزة

[66]  Gen. R. s. 61 רָאשֵׁי אומין chiefs of nations, (sefaria.org/Jastrow)

[67] sefaria.org/Megillah.12b / יום השביעי שבת היה, שישראל אוכלין ושותין, מתחילין בדברי תורה ובדברי תשבחות. אבל (אומות/אוּמּוֹת) העולם שאוכלין ושותין - אין מתחילין אלא בדברי תיפלות.

[68] sefaria.org/Megillah.16a:13 / כל האומר דבר חכמה אפילו באומות העולם נקרא חכם

[69] مدراش تنحوما، نوح 19/ 2: אֲבָל אֻמּוֹת הָעוֹלָם, יִהְיוּ עוֹבְדִין אוֹתוֹ בִּרְעָדָה

[70] וחסידי אומות העולם יקרים אצלי בלי ספק

[71] chabad.org/torah-texts/5452693/The-Talmud/Sotah/Chapter-7/Daf-35b

[72] היאך למדו אומות העולם תורה

[73] כִּי סִיד מָה סִיד אֵין לוֹ תַּקָּנָה אֶלָּא שְׂרֵיפָה אַף אוּמּוֹת הָעוֹלָם אֵין לָהֶם תַּקָּנָה אֶלָּא שְׂרֵיפָה

[74] sefaria.org/Vayikra_Rabbah.5

[75] تكوين 25: 16 أله هم بني يشمعأل وأله شمتم بحصريهم وبطيرتم شنيم-عشر نسيأم لأمتم (= هؤلاء هم بنو اسماعيل وهذه اسماؤهم بديارهم وحصونهم اثنا عشر رئيسا حسب قبائلهم)

[76] وكأن اللغة العبرية تجمع كلمة (أمة) بصيغة (أمّات)، مثل جمع كلمة زهرة (= زهرات)

[77] (1) شنو ربوتينو شني حكميم عمدو بعولم أحد ميسرأل وأحد مِاُمّوّت هعولم أحيتفل ميسرأل وبلعم مِاُمّوّت هعولم وشنيهم نأبدو من هعولم. (2) وكن شني جبوريم عمدو بعولم أحد ميسرأل وأحد مِاُمّوّت هعولم شمشون ميسرأل وجليت مِاُمّوّت هعولم وشنيهم نأبدو من هعولم. (3) وكن شني عشيريم عمدو بعولم أحد ميسرأل وأحد مِاُمّوّت هعولم قرح ميسرأل وهمن مِاُمّوّت هعولم وشنيهم نأبدو من هعولم

[78] سفر المزامير117: 1 هللو أت-يهوه كل-جويم شبحوهو كل-هأميم (= سبحوا الرب يا كل الامم حمدوه يا كل الشعوب)

[79](Merkwürdigerweise hat noch niemand im Zusammenhang mit ummi an die im jüdischen Schrifttum vorkommende Bezeichnung ummöt hä-cöläm erinnert. Diese »Völker der Welt« stehen an einer Reihe von Stellen Israel gegenüber …Wenn sich Muhammad als an-nabi al-ummi bezeichnet, so wollte er sich damit den Juden als einen von den nebie ummöt hä-cöläm vorstellen), page 52, Koranische Untersuchungen von Josef Horovitz (1926)

[80]  (for this reason Mohammeed calls himself "an-nabï al ummi"  in 7:156, 158, because he came from the ranks of the Arabs,  i. e., from one of the "ummôt hâ-côlâm", and not from Israel), p190 ..... likewise the ummiyûn", i. e., the adherents of the "ummôt hâ-ôlâm", are contrasted with those whose communities had in previous times already been deemed worthy of divine revelation ("alladina ûtu'1-kitâba"). …. (Mohammed  learned of the "ummôt hâ-côlâm" through the Jews in Medina  and formed the word "ummi" in accordance with this term), p191, JEWISH PROPER NAMES AND DERIVATIVES IN THE KORAN,  JOSEPH HOROVITZ

[81]  (All these facts make it virtually certain that ummi means "non-Jewish" or "Gentile", and that it is derived from Hebrew phrase ummot ha colam "the peoples of the world"), page 34, Bell's introduction to the Qur'an, by Bell, Richard, (1876 – 1952)

[82] (Muhammad uses of himself the phrase  "al - nabi al - ummi" which has long been recognized to mean "the gentile prophet", derived from the MH ummoth ha-colam, "gentes mundi", and not , as the Muslim commentators say , "the illiterate prophet"), p 123, Qumran studies, by Rabin, Chaim, 1957

[83] ص 23، إسلام ضد الإسلام، الصادق النيهوم

[84] [«النبَيُ الأمي" يعني النبي المبعوث من غير بني إسرائيل. ... ولكلمة «أمَيَ؛ و«أمَيين) مقابل بالعبرية»، وهي "أُمُم عُلاَم"؛ أي أمم العالمين من غير بني إسرائيل» وكان اليهود يميّزون بينهم وبين كل الآخرين. والمفهوم ديني وعرقي في آن. وعندما تُرجم الكتاب المقدّس إلى اللاتينية استعملت عوضاً عن «أمم» كلمة gentiles ، ومن هنا الكلمة الفرنسية gentils . وقد كثر استعمال الكلمة في كتابات «بولس» الذي بشّر اليهود و«الأمم» على السواءء بل راهن على «الأمم» أي على غير اليهود من الشعوب الأخرى والملل الأخرى]، ص 43 /[ فعبارة «النّبي الأمّي» ...وتعني النّبي المبعوث إلى العرب وإلى الأمم الأخرىء ...    هذا إذن هو المعنى الصحيح للأميّة]، ص 44 /  في السيرة النبوية 1، الوحي والقرآن والنبوة، هشام جعيط/ طبعة 1999م

[85] موقع الحوار المتمدن/ خرافة أمية سيد ولد عدنان، محمد وجدي، سنة 2006م

[86] مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي/ ألفاظ من القرآن الكريم، ناصر الدين الأسد

[87] the passage 2:73 ... "and among them there are certain goyim who do not know the scriptures")  p 38, The Jewish foundation of Islam by Torrey, Charles Cutler, 1863-1956, Publication date 1933

[88] حللي: ولعل هذا الاسم يشمل من تبنوا اليهودية كدين من غير بني إسرائيل وبقي موقفهم من اليهودية أقل شأناً وكانوا جاهلين بالكتاب التوراة، وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ البقرة:78] ، فيكون معنى الأميين في هذه الآية هم اليهود غير الإسرائيلين كالذين تهودوا من العرب أو غيرهم

[89] إشعيا 56: 3 : ...ابن الغريب الذي اقترن بالرب .../ عز 9 : 1 «لم ينفصل شعب إسرائيل والكهنة واللاويون من شعوب الأراضي ....2 ... واختلط الزرع المقدس بشعوب الأراضي. ..../ نحميا 10: 28 : وكل الذين انفصلوا من شعوب الأراضي إلى شريعة الله، ونسائهم وبنيهم وبناتهم/ نحميا 13/ 23 في تلك الأيام أيضا رأيت اليهود الذين ساكنوا نساء أشدوديات وعمونيات وموآبيات. 24 ونصف كلام بنيهم باللسان الأشدودي، ولم يكونوا يحسنون التكلم باللسان اليهودي، بل بلسان شعب وشعب/ اعمال الرسل 15 / 19 لذلك أنا أرى أن لا يثقل على الراجعين إلى الله من الأمم/ متى 23: 15: "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون! لأنكم تطوفون البحر والبر لتكسبوا دخيلا واحدا " /

[90] غلاطية : 2 :14 ...  قلت لبطرس قدام الجميع ... فلماذا تلزم الامم ان يتهودوا/ قاموس الكتاب المقدس: دَخِيلً/ تطلق هذه الكلمة في العهد الجديد على الشخص الذي يدخل الديانة اليهودية من بين الوثنيين. ... ويذكر الشاعر الروماني هوراس إن اكتساب الدخلاء إلى الديانة اليهودية كان من أبرز الخاصيات التي تميز بها اليهود في عصره. ... وقد دخل عدد غفير ممن لم يكونوا يهودا أصلا إلى الديانة اليهودية/ قاموس الكتاب المقدس: ولفظة يهود أعم من عبرانيين، لأنها تشمل العبرانيين الأصليين والدخلاء/

[91] ومعروف تاريخياً أن الدولة الحسمونية (المكابية) أرغمت الأدوميين على التهود في القرن الثاني قبل الميلاد/ ففي نهاية حكم الكسندر حنّا كانت المملكة الحسمونية تشمل اليهودية وآدوميا وسهل فلسطين وسهل شارون والسامرة والجليل حتى جبل طابور وأرض جلعاد وبلاد موآب. وقد فرض الملك على جميع الشعوب المغلوبة الختان والشريعة اليهودية، ص 88، تاريخ الشعب العبري، اندريه لومير، تعريب انطوان إ. الهاشم

[92] عزرا 4/ 10 وسائر الأمم الذين سباهم أسنفر العظيم الشريف وأسكنهم مدن السامرة/ تاريخ الأدب العربي: كارل بروكلمان- ج 1 / ص 121:" نزلت طوائف من اليهود في قرى شمالي الحجاز، ... وقد استعرب هؤلاء اليهود تماماً، وقبلوا في جماعتهم أقواماً من القبائل العربية الخالصة/

[93] مثل عبارة האומות המאוחדות أو הָאֻמּוֹת (=اُمُّوت) הַמְּאֻחָדוֹת  هأوموت همأوحدوت، بمعنى الأمم المتحدة

[94] أسباب النزول للواحدي: فلما جاءهم محمد كفروا به حسدا، وقالوا: إنما كانت الرسل من بني إسرائيل، فما بال هذا من بني إسماعيل/ [بافتراض أن النبوءة كانت امتيازًا حصريًا لإسرائيل، فقد رفضوا الاعتراف بادعاءات الأمي ommi، نبي "الأمم"  'gentile' prophet] ، من كتاب Islam Beliefs And Institutions

 

 حامد العولقي