ذو القرنين
ذو القرنين
يُحتمَل أن يكون
قورش1
الفارسي
(600 ـ 529 ق.م)، الذي عاش قبل الإسلام منذ ما يزيد قليلاً عن
ألف سنة.
وذو القرنين
(قورش؟) يرجّح أنه قد أسلم على يد أحد أنبياء بني
إسرائيل بالعراق أثناء فترة السبي البابلي، وذكر اسمه في سفر اشعيا
(كه أمر
يهوه
لمشيحو
لكورش)2
.
وقورش الأخميني ملّكه الله أكبر دولة في التاريخ حتى زمانه. وحول
معنى لقبه (ذي القرنين) فالأرجح، لأنه ملك الشرق والغرب3
:
حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ
الشَّمْسِ {86} الكهف
حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ {90} الكهف
ولعل قومه أو أهل العراق، أو اليهود هم الذين سمّوه بِ (ذي القرنين) عندما كانوا في بابل (القرن 6 ق.م). ثم بعد بضعة قرون (ربما قرن أو قرنين قبل الميلاد)، ألّفوا سفر دانيال الذي أشار إلى اسم (ذي القرنين) كما في النص [سفر دانيال / 8/ 1 .... ظهرت لي انا دانيال رؤيا ... 8: 2 فرايت في الرؤيا ... 3 فرفعت عيني ورايت واذا بكبش واقف عند النهر وله قرنان والقرنان عاليان والواحد اعلى من الاخر والاعلى طالع اخيرا 4 رايت الكبش ينطح غربا وشمالا وجنوبا فلم يقف حيوان قدامه ولا منقذ من يده وفعل كمرضاته وعظم ... 20 اما الكبش الذي رايته ذا القرنين فهو ملوك مادي وفارس]. وكلمة (ذي القرنين) جاءت مكتوبة بالنص العبري هكذا [بعل هقرنيم] ولفظها مثل (بعل هقّرنايم)، ونلاحظ أن كلمة (بعل) بمعنى صاحب، وهو نفس معنى (ذي) بالعربية. فكلمة (ذي القرنين) العربية هي نفس كلمة (بعل هقّرنايم) العبرية4. فلعل قورش رمز له اليهود بالكبش ذي القرنين (كلمة كبش في النص العبري: أيل)، ثم اعتبروه رمزاً لملوك دولته (الذين حكموا بعده). والقرنان حسب النص اليهودي، يبدو أنهما يمثلان مملكتي مادي وفارس. ولكني أظن الأصل الأقدم كان قبل تأليف سفر دانيال، حيث سمّاه الناس أو اليهود (في القرن 6 ق.م) بذي القرنين لسبب ما. والأرجح أن القرن عندهم يمثل النطح (الغزو والاقتحام)، قرن ينطح شرقاً (يفتح الشرق) وقرن ينطح غرباً (يفتح الغرب). بينما نلاحظ ملك اليونان (الإسكندر المقدوني الذي جاء بعد قورش بنحو 3 قرون) رمز له بتيس (عنز في النص العبري) ذي قرن واحد (ربما لأنه نطح شرقاً فقط).
(1)
رغم وجود نقوش فارسية تجعل
قورش
على دين آبائه القدماء، إلا أن ذلك قد
يكون زعماً زعمه
الذين
ملكوا
من
بعده فكتبوه باسم
قورش
بعد موته ليخدعوا به
الرعية
فلا يهجرون دين الملأ. ومثل هذه الادعاءات كثيرة،
فمثلاً
زعمت اليهود بأسفارهم
بكفر سليمان عليه السلام، وأبطل ذلك
القرآن، وكما برّأ الله موسى عليه السلام مما قالوا، وكما
تقوّلوا على مريم عليها السلام وقولهم بقتل
المسيح. ومثل ما ورد بالبخاري: إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم لما قدم، أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة، فأمر بها فأخرجت،
فأخرجوا صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما
الآزلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قاتلهم الله،
أما والله قد علموا أنهما لم يستقسما بها قط. فالنقوش والآثار
الملكية
القديمة كثيراً ما تكون دعائية تحرّف وتزيّف الحقائق وتأتي بها حسب
ما يريده الملأ، وليس ما كان حقاً.
(3) اللسان: سمي بذلك لأَنه ملك الشرق والغرب/
تفسير الثعلبي : واختلفوا في سبب تسميته بذي القرنين،.. وقيل: لأنه
رأى في منامه كأنه أخذ بقرني الشمس فكان تأويل رؤياه أنه
طاف الشرق والغرب/زاد المسير في علم
التفسير : والثاني: أنه سمي بذي القرنين، لأنه
سار إِلى مغرب الشمس وإِلى مطلعها/تفسير
الرازي : قد كان ذو القرنين ...بلغ المشارق والمغارب ...سمي ذا
القرنين لأنه طاف قرني الدنيا يعني شرقها
وغربها/ تفسير القرطبي : وقيل: إنه رأى في أول ملكه كأنه
قابض على قرني الشمس، فقص ذلك، ففسر أنه
سيغلب ما ذرت عليه الشمس، فسمي بذلك ذا القرنين. وقيل: إنما
سمي بذلك لأنه بلغ المغرب والمشرق فكأنه
حاز قرني الدنيا/ تفسير النيسابوري : والسبب في تسميته بذي
القرنين أنه بلغ قرني الشمس أي مطلعها ومغربها. وروي عن النبي صلى
الله عليه وسلم أنه طاف قرني الدنيا
يعني جانبيها شرقها وغربها/فتح القدير للشوكاني : وأما السبب الذي
لأجله سمي ذا القرنين، فقال الزجاج والأزهري: إنما سمي ذا القرنين،
لأنه بلغ قرن الشمس من مطلعها، وقرن الشمس
من مغربها/ المحكم والمحيط الأعظم : وَقيل: لِأَنَّهُ
بلغ قطري الأَرْض، مشرقها
وَمَغْرِبهَا. وَقَوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعَلي رَضِي
الله عَنهُ: " إِن لَك بَيْتا فِي الْجنَّة وَإنَّك لذُو قرنيها ":
أَي طرفيها/ نهاية الأرب في فنون الأدب : واختلف فى تسميته ذا
القرنين، فقيل: لبلوغه أطراف الأرض.