أسد
الحيوان – الجاحظ: خرجنا في سفر ومعنا رجل، فانتهينا إلى واد، فدعونا بالغداء، فمدّ رجل يده إلى الطعام، فلم يقدر عليه- وهو قبل ذلك يأكل معنا في كلّ منزل- فاشتدّ اغتمامنا لذلك، فخرجنا نسأل عن حاله، فتلقّانا أعرابيّ فقال: ما لكم؟ فأخبرناه خبر الرّجل، فقال: ما اسم صاحبكم؟ قلنا: أسد قال: هذا واد قد أخذت سباعه فارحلوا، فلو قد جاوزتم الوادي استمرى الرّجل وأكل.
يبدو أن هذه القصة خرافية وضعت للتسلية، فسمّوا رجلاً باسم أسد أو أسيد (لينطبق ويحقّ عليه اسمه)، فلا يستطيع (بسبب اسمه) أن يأكل في الوادي الذي أُخذت سباعه (أسوده). فلأن اسمه أسد فقد صار أسداً (سبعاً) حقيقة وأصبح طبعه طبع أسد. فالاسم عند صاحب القصة يصف حقيقة صاحبه. وإذن لن يستطيع الرجل (أسد) أن يأكل في مكان تعطلت فيه السباع أمثاله.
وجاءت هذه القصة في عدة مصادر حيث اسم الرجل أسد كما بحيوان الجاحظ، أو اسمه أسيد (تصغير أسد) كما بالأغاني ونهاية الإرب للنويري.
حامد العولقي