ما الذي أضحك أم إسحاق؟
(قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا
أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ
وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ)
أتفقت التوراة1
مع القرآن2
أن اسم إسحاق عليه السلام لضحك أمه.
ولكن القرآن خالف توراة أهل الكتاب في سبب
ضحك أم إسحاق. إذ زعم كتبة التوراة أن أم إسحاق ضحكت3
(تعجباً واستغراباً واندهاشاً)
لدى سماعها البشرى بإسحاق، لأنها لم
تصدق4
أن يولد لهما وهما عجوزان قد شاخا، وهي قد عقرت وعقمت. كما ذكروا أن
إبراهيم5
عليه السلام
(قبل
ضحك زوجته بعام) ضحك هو أيضاً تعجباً
من البشرى.
بل وجعلوا كل من يسمع بذلك يضحك استغراباً واندهاشاً6.
إذن لدى أهل الكتاب،
الضحك بسبب البشرى.
بيان القرآن لسبب ضحك زوج إبراهيم
فَمَا لَبِثَ أَن
جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأَى
أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً
قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ
(70) وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ
فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ} (71) سورة
هود
الضحك
(كما بيّن القرآن)
ليس من سماع البشرى ولا علاقة له بها، لأن زوج إبراهيم ضحكت (قبل)7
تبشيرها [فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا].
والفاء في (فَبَشَّرْنَاهَا) تفيد الترتيب والتعقيب8.
فكأن الآية تخبر أن الزوجة عندما ضحكت التفت إليها الملائكة، فبشروها
بمولود. فالتوراة فيها الترتيب (1- بشرى، 2- ضحك)9،
بينما ترتيب القرآن (1- ضحك، 2-
بشرى)، كما بالآية
[فَضَحِكَتْ
فَبَشَّرْنَاهَا (72)
سورة هود].
وكلمة (فَضَحِكَتْ)
فاؤها سببية، وإذن علينا أن ننظر لما
(قبلها)، لنعلم ما سبّب الضحك. فنجد أن
ما قبل أمر الضحك (وَامْرَأَتُهُ
قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ)، هو أمر الخوف:
(قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا
أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ).
فيتبين أن ضحك الزوجة كان ضحك (أمن وسرور وفرح وسعادة)، لزوال خوفها
(لاَ تَخَفْ)، ولعلمها أن ضيف
زوجها هم رسل الله (إِنَّا أُرْسِلْنَا).
إذن لدى القرآن: الضحك
بسبب زوال الخوف.
فائدة خبر
[وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ]
عبارة الآية [وَامْرَأَتُهُ
قَآئِمَةٌ] تفيد أن الزوجة كانت
(حاضرة وشاهدة) على ما يحدث من أمور بين زوجها وضيفه، فترى امتناعهم عن
الأكل، وتشاطر زوجها قلقه وخوفه
[{قَالَ إِنَّا مِنكُمْ
وَجِلُونَ} (52) سورة الحجر/
{فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً} (28)
سورة الذاريات/ {نَكِرَهُمْ
وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً} (70)
سورة هود].
وإذن لأنها كانت
قائمة
(= واقفة تنظر وتشاهد)، فهي كزوجها
[{فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ
إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ} (74) سورة
هود]
مرتاعة خائفة10
(تظنّ من الضيوف شراً). لكنها لما سمعت وهي حاضرة شاهدة (قائمة)
قول الملائكة
[{قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ}
(53) سورة الحجر/ { قَالُوا لَا تَخَفْ}
(28) سورة الذاريات]، وسمعت قولهم
[{إِنَّا
أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ} (70) سورة هود]، علمت عندئذ
أنهم رسل الله، ففرحت وابتهجت وسرّت وأمنت واطمأنت وذهب عنها الروع، فضحكت11
(ضحك سرور وسعادة وفرح ورضا) لزوال خوفها ولشعورها بالأمن.
فلأنها كانت (قائمة)، أي حاضرة
تشاهد وتسمع ما يحدث، كانت بالتالي خائفة كزوجها
(من عدم مس الضيوف الطعام)، فلما ذهب خوفها
(لتطمين الملائكة لهما)، ضحكت
(فرحت بالأمن).
ذكرت كتب التفسير هذا
الفهم بوضوح
فهم جمهور المفسرين
ذلك فظهر واضحاً في أقوالهم: [وإنما ضحكت سروراً بالأمن]12،
[ضحكت سرورًا بالأمن منهم]13،
[فضحكت امرأته سرورا بفرحه]14،
[ضحكت سروراً بالأمن لأنها خافت كما خاف ابراهيم]15،
[ضحكت سروراً بالسلامة]16،
[سرورا بالأمن]17،
[ضحكت لزوال الخوف عنها وعن إبراهيم]18،
[بزوال الخيفة]19،
[ضحكت من تأمينهم لإبراهيم]20،
[ضحكت سرورا بما زال من الخوف عنها وعن إبراهيم]21،
[فرحت بزوال ذلك الخوف عن إبراهيم عليه السلام]22،
[فضحكت" لقولهم : "لا تخف" سرورا بالأمن]23،
[سرورا بزوال الخيفة]24.
ضحك الفائزين لا يبعد
عن ضحك زوج إبراهيم
كذلك سيكون حال وجوه
المؤمنين يوم القيامة [{ضَاحِكَةٌ
مُّسْتَبْشِرَةٌ} (39) سورة عبس]، تضحك وجوههم سروراً وفرحة وبهجة ورضا
وسعادة25،
لأن الخوف ذهب عنهم26
والأمن قد شملهم27.
فالوجوه الضاحكة يوم القيامة هي (البارقة28 المتلألئة29 الواضحة المستبينة30 البيضاء31 الظاهرة32 الزاهرة33)،
وكلها معان لجذر ضحك. وكذلك زوج إبراهيم
(عندما ذهب عنها الروع وجاءها
الأمن)، ضحكت
(= برق وجهها، تلألأ، وضح، ابيضّ، ظهر، أزهر). ولعل مثله معنى
(أضحك)
[{وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ
وَأَبْكَى} (43) سورة النجم]، أي أفرح وأسرّ وأرضى وأسعد34.
زوجة إبراهيم تعجّبت من البشرى بالولد (ولم تضحك منها)
ذكرت التوراة أن زوج إبراهيم عند سماعها بشرى الولد، (ضحكت) غير مصدّقة:
[تكوين/ 18: 10 ويكون لسارة امراتك ابن ... 12
فضحكت سارة في باطنها قائلة ابعد فنائي يكون لي تنعم وسيدي قد شاخ].
والحقيقة أنها (لم تضحك) من البشرى، وإنما استغربت وتعجّبت:
قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا
إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72)
قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ
اللّهِ (73) سورة هود
فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ
عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) سورة الذاريات
فاختلط على أهل الكتاب أمر الضحك
(لزوال الخوف والشعور بالأمن)
مع أمر التعجب
(لسماع بشرى الولد).
معنى اسم إسحاق
معنى اسم إسحاق هو (يضحك)، وسبب تسميته بذلك هو ضحك أمه.
ويبدو أن الملائكة
هم من سمّوه بإسحاق
[فَضَحِكَتْ
فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ]. فلعلهم لما رأوا زوجة إبراهيم
تضحك
(نتيجة زوال خوفها، وشعورها بالأمن)، كأنهم قالوا لها على الفور:
ستلدين من يضحك35
(كما أنت الآن تضحكين)36. وعلى سبيل
التوضيح لمعنى اسم إسحاق، كأن الملائكة لمّا رأوها في تلك اللحظة سعيدة
(تضحك)، قالوا لها في الحال: أنت (أم سعيد).
لماذا لم يضحك
إبراهيم؟
المرأة عموماً أكثر
خوفاً من الرجل وأظهر لجزعها وأسمع. وليس غريباً أن تولول المرأة أو ترفع
صوتها بالبكاء عند المصيبة. بينما الرجل عموماً أربط لجأشه وأخفى لمشاعره
وأطوى لأمره. فإبراهيم شعر بالخوف ولكن ليس كشدة خوف زوجته37،
ولا ننسى قوة إيمان إبراهيم وشجاعته البالغة38.
لماذا جهل أهل الكتاب
سبب ضحك زوجة إبراهيم؟
السبب الرئيس هو
فقدهم نص (عدم أكل الملائكة):
فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ
إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ
خِيفَةً قَالُوا
لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70)
وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ (71)
هود
فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ
أَلَا تَأْكُلُونَ (27) سورة الذاريات
وأضف إلى ذلك أن أهل الكتاب جعلوا الملائكة يأكلون39
في ضيافة إبراهيم، وأيضاً في ضيافة لوط40.
وبالتالي جهل الأحبار (خوف) إبراهيم وزوجه
(الذي سبّبه عدم تناول
الضيوف الطعام)، وهو نص ضروري لمعرفة السبب
الحقيقي لضحك أم إسحاق (وهو زوال خوفها، وشعورها بالأمن، وفرحتها وسعادتها بذلك أي ضحكها).
الخلاصة
ضحك زوج إبراهيم يتلخص في التالي:
عندما زال خوفها وشعرت بالأمن، ضَحِكَتْ (= فَرِحَتْ وسَعِدَتْ).
وعندما ضَحِكَتْ، بُشِّرَتْ بميلاد إسحاق (ومعناه: يضحك).
[2] {وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ
فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا
بِإِسْحَقَ } (71) سورة هود
[3] تكوين 18: 12 وتصحق
سره بقربه (=فضحكت
سارة في باطنها) لأمر أحري بلتي
(=قائلة ابعد فنائي) هيته-لي عدنه (=يكون لي تنعم) وأدني زقن (=و
سيدي قد شاخ)/ تكوين 18: 13 ويأمر يهوه أل-أبرهم (=فقال الرب
لابراهيم) لمه زه صحقه سره
(=لماذا ضحكت سارة) لأمر هأف
أمنم ألد (=قائلة افبالحقيقة الد) وأني زقنتي (= وانا قد شخت).
[4] قاموس الكتاب المقدس: إِسْحاق: ولما سمعت سارة الوعد نفسه ينطق
به أحد الضيفين السماويين ضحكت
هي أيضاً لأنها لم تصدق شيئاً
من مثل هذا (تك 18: 9- 15).
[5] تكوين 17:17 ويفل أبرهم
عل-فنيو (=فسقط ابراهيم على
وجهه) ويصحق (=و
ضحك) ويأمر بلبو (=و قال في
قلبه) هلبن مأه-شنه يولد (=هل يولد لابن مئة سنة) وأم- سره
هبت-تشعيم شنه تلد (=و هل تلد سارة و هي بنت تسعين سنة)/ المحيط
الجامع: اسحق: يفسر .. الاسم بضحك
ابراهيم.
[6] [تكوين : 21: 6 وتأمر سره صحق
عسه لي ألهيم (=و قالت سارة قد صنع الي الله
ضحكا) كل-هشمع
يصحق-لي (=كل من يسمع
يضحك لي)]./ قاموس الكتاب
المقدس: إِسْحاق:ولما ولد الطفل قالت سارة أن الرب صنع إليّ ضحكاً
وأن جيرانها سيضحكون معها (تك 21: 6). / المحيط الجامع: اسحق: وتك
21 :6 بضحك الشعب السعيد والمندهش من ولادة الولد].
[7] معاني القرآن للنحاس : وروى الفراء أن بعض المفسرين قال المعنى
فبشرناهم بإسحاق فضحكت، قال أبو جعفر وهذا القول لا يصح
لأن التقديم والتأخير لا يكون في
الفاء، وقيل فضحكت فحاضت، وهذا قول لا يعرف ولا يصح.
[8] وقال البعض أن الفاء لا تفيد الترتيب دائماً [اللمحة في شرح
الملحة - محمد بن الحسن الصايغ: ونُقل
عن الفرّاء أنّها لا تفيد التّرتيب مطلَقًا، واحتجّ بقوله
تعالى: {وَكَم مِّنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا
بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ}[ الأعراف: 3 ]؛ وأُجيب: بأنّ
المعنى أردنا إهلاكها. وقال الجرميّ: إنّ الفاء لا تُفيد التّرتيب
في البِقاع والأمطار. يُنظر: معاني القرآن 1/371، والجنى الدّاني
62، والمغني 214، والتّصريح 2/138].
[9] تكوين 18: 10-12 وهنه-بن
لسره أشتك (=و يكون لسارة امراتك ابن)
وسره شمعت (=و كانت سارة سامعة)...
وتصحق سره (=... فضحكت
سارة).
[10] [زاد المسير : خافت كخوف إبراهيم/ تفسير الطبري :وخافتهم
أيضًا/تهذيب اللغة - الأزهري : خافت/ تفسير البغوي :لزوال الخوف
عنها/ تفسير السمعاني: بما زال من الخوف عنه ]. ولعل في هذا النص
التوراتي [تكوين: 18: 15 فانكرت سارة قائلة لم اضحك لانها
خافت فقال لا بل ضحكت] بقايا من
النص المفقود الذي فيه خوف الزوجة من الضيوف.
[11] اللسان: الضَّحِكُ ظهور الثنايا من
الفرح/ تاج: والضَّحِكُ
مَعْرُوفٌ ، وهو انْبِساطُ الوَجْهِ وبُدُوُّ الأَسنانِ من
السرُورِ ، ... وفي
المُفْرَداتِ : هو انْبِساطُ الوَجْهِ وتَكشُّرُ الأسْنانِ من
سُرُورِ النَّفْسِ،
ويُستَعْمَلُ في السُّرُور المُجَرَّدِ
نحو قَوْلِهِ تَعالَى : مُسفِرَةٌ
ضاحِكَةٌ
[12] معانى القرآن للفراء (ت 207): فهناك أوجس فى نفسه خِيفة
فرأَوْا ذلك فى وجهه، فقالوا: لا تخف، فضحِكت عند ذلك امرأتُه ...
فضحكت فبشرت بعد الضحك.
وإنما ضحكت سروراً بالأمن/ زاد
المسير ابن الجوزي (ت 597) : والخامس
ضحكت سرورا بالأمن لأنها خافت كخوف إبراهيم قاله الفراء.
[13] تفسير الطبري (ت 310) : وقال آخرون: بل
ضحكت سرورًا بالأمن منهم، لما
قالوا لإبراهيم: لا تخف، وذلك أنه قد كان خافهم وخافتهم أيضًا كما
خافهم إبراهيم. فلما أمِنَت ضحكت،
فأتبعوها البشارة بإسحاق.
[14] معاني القرآن للنحاس (ت 338): وقوله تعالى فضحكت فبشرنا ها
بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب آية 71، فيه أقوال أحسنها انهم لما لم
يأكلوا نكرهم وخافهم فلما قالوا لا تخف وخبروه أنهم
رسل فرح بذلك فضحكت امرأته سرورا بفرحه.
[15] تهذيب اللغة الأزهري (ت 370) : قلت: وروى سلمة عن الفراء في
تفسير هذه الآية، لما قال رسل الله جل وعز لعبده وخليله إبراهيم:
لا تخف ضحكت عند ذلك أمراته
وكانت قائمة عليهم وهو قاعد فضحكت
فبشرت بعد الضحك بإسحاق وإنما
ضحكت سروراً بالأمن لأنها خافت كما خاف ابراهيم/ اللسان:
وروى الأزهري عن الفراء في تفسير هذه الآية لما قال رسول الله عز
وجل لعبده ولخليله إبراهيم لا تخف
ضَحِكتْ عند ذلك امرأَته وكانت قائمة عليهم وهو قاعد
فَضَحِكت فبُشرت بعد الضَّحِك بإسحق وإنما
ضحكت سروراً بالأمن لأنها خافت
كما خاف إبراهيم/ تاج العروس: ورَوَى الأَزْهَرِيُّ عن الفَرّاءِ
مثلَ هذا وقالَ : إِنّما ضَحِكَتْ
سُرورًا بالأَمْن لأَنَّها خافَتْ كما خافَ إِبْراهِيمُ.
[16] النكت والعيون الماوردي (ت 450) : وإن حمل تأويله على ضحك
الوجه ففيما ضحكت منه أربعة أقاويل :أحدها :
ضحكت سروراً بالسلامة.
[17] الوجيز للواحدي الواحدي (ت 468) :
{فضحكت} سرورا بالأمن.
[18] تفسير البغوي (ت 510) : والأكثرون على أنَّ المراد منه الضحك
المعروف.واختلفوا في سبب ضحكها، قيل:
ضحكت لزوال الخوف عنها وعن إبراهيم حين قالوا: لا تخف.
[19] الكشاف الزمخشري (ت 538) : فَضَحِكَتْ
بزوال
الخيفة.
[20] المحرر الوجيز ابن عطية (ت 542) : وقال الجمهور هو الضحك
المعروف واختلف مم ضحكت فقالت فرقة
ضحكت من تأمينهم لإبراهيم بقولهم " لا تخف ".
[21] تفسير السمعاني: وأما الضحك المعروف فاختلف القول في أنها لم
ضحكت؟ فالأكثرون على أنها ضحكت سرورا
بما زال من الخوف عنها وعن إبراهيم.
[22] تفسير الرازي (ت 606) : ثم قال تعالى : {فَضَحِكَتْ
فَبَشَّرْنَـاهَا بِإِسْحَـاقَ} واختلفوا في الضحك على قولين :
منهم من حمله على نفس الضحك، ومنهم من حمل هذا اللفظ على معنى آخر
سوى الضحك. أما الذين حملوه على نفس الضحك فاختلفوا في أنها لم
ضحكت، وذكروا وجوهاً : الأول : قال القاضي إن ذلك السبب لا بد وأن
يكون سبباً جرى ذكره في هذه الآية، وما ذاك إلا أنها
فرحت بزوال ذلك الخوف عن إبراهيم
عليه السلام حيث قالت الملائكة : {لا تَخَفْ إِنَّآ
أُرْسِلْنَآ إِلَى قَوْمِ لُوطٍ} وعظم
سرورها بسبب سروره بزوال خوفه ، وفي مثل هذه الحالة قد يضحك
الإنسان، وبالجملة فقد كان ضحكها بسبب قول الملائكة لإبراهيم عليه
السلام {لا تَخَفْ} فكان كالبشارة.
[23] الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (ت 671): ويقال : "قائمة" لروع
إبراهيم "فضحكت" لقولهم : "لا تخف"
سرورا بالأمن. .. قال النحاس فيه أقوال : أحسنها - أنهم لما
لم يأكلوا أنكرهم وخافهم؛ فلما قالوا لا تخف، وأخبروه أنهم رسل
الله، فرح بذلك، فضحكت امرأته سرورا
بفرحه.
[24] تفسير البيضاوي (ت 685) : { فضحكت}
سرورا بزوال الخيفة.
[25] [تاج العروس: والضَّحِكُ مَعْرُوفٌ.. ويُستَعْمَلُ في
السُّرُور المُجَرَّدِ نحو
قَوْلِهِ تَعالَى : " مُسفِرَةٌ ضاحِكَةٌ "/ روح المعاني –
الألوسي: وذهب بعضهم إلى أن المراد بالضحك التبسم ويستعمل في
السرور المجرد نحو مسفرة ضاحكة]. وبنص من أوغاريت حول ضحك إيل أي
سروره [ويفرق لب/لصب ويصحق] THE
«SPLIT COUPLET» IN UGARITIC VERSE,Wilfred G.E. Watson: (wyprq lb
wy$hq/yprq l$b
wy$hq)./ المحيط الجامع: اسحق:
نعرف في أوغاريت ضحك ايل كعلامة لفرحه
وعطفه.
[26] {لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (62) سورة
يونس
[27] {أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ} (82) سورة الأنعام
[28] [القاموس: ضحك السَّحابُ : بَرَقَ/ اللسان: قال ابن الأَعرابي
الضَّاحِك من السحاب مثل العارِضِ إلا أنه إذا بَرَق قيل ضَحِك/
تاج العروس: ومن المَجاز : ضَحِكَ السَّحابُ: إِذا بَرَقَ قالَ
ابنُ الأَعْرابي: الضّاحِكُ من السَّحابِ مِثْلُ العارِضِ إِلا
أَنّه إِذا بَرَقَ قِيلَ ضَحِكَ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ ، ومنه
الحَدِيثُّ : يَبعَث اللَّهُ السَّحابَ فيًضْحَكُ أَحْسَنَ الضحِكِ
، ... ، فضَحِكُه البًرقُ ، ... فكأًنه إِنّما جَعَلَ لَمْعَ
البَرق أَحْسَنَ الضَّحِكِ]، وأظن التسميات [تاج العروس: بُرقَةُ
ضاحِك : بَدِيارِ بني تَمِيمٍ/اللسان: وبُرْقَةُ ضاحِكٍ في ديار
تميم ورَوْضة ضاحِك بالصَّمَّان معروفة]، لأن الكلمتين (ضحك، برق)
معناهما واحد [اللسان: ... إذا بَرَق قيل ضَحِك / تاج العروس: ...
إِذا بَرَقَ قِيلَ ضَحِكَ ،... ، فضَحِكُه البًرقُ].
[29] المعجم الوسيط: ضحك السحاب برق وتلألأ /تاج العروس: وضَحِكَ
الغَدِيرُ : تَلأْلأَ من امْتِلائِه وهو مَجاز/تاج العروس:
والنَّوْرُ يُضاحِك الشَّمْس، وقالَ الشّاعِرُ يَصِفُ رَوْضَةً :
يُضاحِكُ الشَّمْسَ مِنْها كَوْكَبٌ شَرِقٌ شَبّه تَلأْلؤَها
بالضَّحِكِ.
[30] المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده: والضحوك من الطرق ما وضح
واستبان/ تاج العروس: ومِنَ المَجازِ : الضَّحّاكُ كشَدّادٍ :
المُستَبِينُ الواسِعُ من الطرُقِ/ اللسان: والضَّحُوكُ من
الطُّرُق ما وَضَح واستبان/تاج: والضَّحُوك الطريق الواسع وطريق
ضَحَّاك مُسْتبين/ القاموس: الضَّحْكُ .. ووَسَطُ الطَّريقِ
/القاموس: الضحّاك : المُسْتَبينُ من الطُّرُقِ كالضَّحوكِ.
[31] القاموس: الضَّاحِكُ: حَجَرٌ شَديدُ البَياضِ يَبْدو في
الجَبَلِ /القاموس: والضَّحْكُ بالفتحِ: الثَّلْجُ والزُّبْدُ
والعَسَلُ أو الشُّهْدُ والعَجَبُ والثَّغْرُ الأَبْيَضُ
والنَّوْرُ /تاج العروس: وقال ابنُ دُرَيْدٍ: الضّاحِكُ: حَجَرٌ
شَدِيدُ البَياضِ يَبدُو في الجَبَلِ من أي لون كانَ فكأًنه
يَضْحَكُ، وهو مَجازٌ. .. ورَجُلٌ ضَحْكٌ : أَبْيَضُ
الأَسْنانِ/تاج العروس: والضَّاحِكُ حجر أبيض يبدو في الجبل/
اللسان: والضَّحْك الثَّغر الأبيض والضَّحْك العسل شبه بالثَّغْر
لشدة بياضه ... وقيل الضَّحْك هنا الشَّهْد وقيل الزُّبْدُ وقيل
الثَّلْج.
[32] اللسان: رأيٌ ضاحِكُ ظاهر غير ملتبس ويقال إن رأيك ليُضاحِكُ
المشكلات أَي تظهر عنده المشكلات حتى تُعْرف/تاج العروس: ورأي
ضاحِكٌ : ظاهِرٌ غيرُ مُلْتَبِس . ويُقال : إن رَأْيَكَ ليُضاحِكُ
المُشْكِلاتِ، أي : تَظْهَرُ عندَه المُشْكِلاتُ حَتّى تُعْرَفَ،
وهو مَجاز.
[33] تاج العروس: ضَحِكَت الأَرْضُ : أَخْرَجْت نَباتَها
وزَهْرَتَها، وهو مَجاز/ اللسان: ضَحِكَتِ الأرضُ إذا أَخرجت
نباتها وزَهْرَتها/ اللسان: وقالوا ضَحِكَ الزَّهْرُ على المَثَل
لأن الزَّهْر لا يَضْحَك حقيقة/ المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده:
وقالوا ضحك الزهر على المثل لأن الزهر لا يضحك حقيقة.
[34] الكشف والبيان ـ الثعلبي النيسابوري: الله عز وجل يقول : (هو
أضحك وأبكى) .وقال عطاء بن أبي
أسلم : يعني : أفرح وأحزن، لأن
الفرح يجلب الضحك والحزن يجلب
البكاء/التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي: { وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ
وأبكى} ... والصحيح أنه عبارة عن الفرح
والحزن لأن الضحك دليل على السرور
والفرح، كما أن البكاء دليل على الحزن. فالمعنى أن الله
تعالى أحزن من شاء من عباده، وأسر
من شاء.
[35] أي ستلدين الآمن الرضيّ المبتهج الفرح المسرور السعيد أبداً.
[36] أي كما أنت الآن آمنة مطمئنة مبتهجة فرحة رضيّة مسرورة سعيدة.
[37] ولنقارن بين (هدوء أو اعتدال) رد فعل إبراهيم عند سماعه
البشرى [{قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ
فَبِمَ تُبَشِّرُونَ} (54) {قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ
فَلاَ تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ} (55) {قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن
رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ} (56) سورة الحجر]، وبين
(وضوح) رد فعل زوجته [{فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ
فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ
عَجُوزٌ عَقِيمٌ} (29) سورة الذاريات/{قَالَتْ
يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ
وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا
إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ}
(72) سورة هود].
[38] {قَالُوا حَرِّقُوهُ } (68) سورة الأنبياء/ {فَمَا كَانَ
جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا
اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ } (24) سورة العنكبوت/ {قَالُوا
ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ
فِي الْجَحِيمِ} (97) سورة الصافات
[39] النص بالعبرية [تكوين 18: 8 ويقح حمأه وحلب وبن-هبقر أشر عسه
ويتن لفنيهم وهوأ-عمد عليهم تحت هعص
ويأكلو]/ وترجمته بالعربية [ثم اخذ زبدا و لبنا والعجل الذي
عمله ووضعها قدامهم واذ كان هو واقفا لديهم تحت الشجرة
اكلوا]/ [قصص الأنبياء لابن
كثير: وعند أهل الكتاب أنه أحضر مع العجل الحنيذ، وهو المشوي،
رغيفا من مكة فيه ثلاثة أكيال وسمن ولبن.
وعندهم أنهم أكلوا. وهذا غلط محض].
[40] تكوين 19: 3 ويفصر-بم مأد (=فالح عليهما جدا) ويسرو أليو
ويبأو أل-بيتو (=فمالا اليه ودخلا بيته) ويعس لهم مشته ومصوت أفه
(=فصنع لهما ضيافة وخبز فطيرا) ويأكلو
(= فاكلا)).
حامد العولقي