حوت
تسمية الحوت من طبيعة جسمه
الغضروفي الليّن المرن، ومن دأبه في الماء. فالحوت بعد صيده نراه يتقافز
ويتراقص مضطرباً ويتلوى ويتعطف ويتحنّى
بمرونة ولين كالحيّة. و(لمراوغته واضطرابه) لا نستطيع تناوله باليد إلا
بحرص وانتباه، وإذا قبضناه (راوغ واضطرب) فتملّص بسهولة
(ولذلك تسمّى السمكة مَلِصَة).
والحوت يجري في الماء مضطرباً غير مستقيم الجسم، فيحرك ذيله وجسمه يمنة
ويسرة متعطفاً متكسراً بهيئة متموّجة مستمرة. وإذا انطلق في الماء
حات
(حام)
وحاوت
(راوغ)
واستدار وعكس اتجاهه ومساره بكل مرونة ولين.
واشتقاق
الحوت كما قال ابن فارس في
مقاييس اللغة:
فالحوت سلوكه في الماء عموماً كأنه يحاوت
أي يراوغ ويداور
(يُحَاوِتُنِي .. أَي
يُدَاوِرُنِي، كَفعل الحُوت فِي الماءِ/تاج
العروس).
ولذلك سماه الإنسان بالحوت لما في سلوكه من حَوْت ومحاوتة وحوتان
(والمُحاوَتةُ: المُراوَغَة/اللسان)
ومداورة ولين وتعطف وتحنّي وتلوي وتحوّي واضطراب وتذبذب.
وربط بعض اللغويين اسم الحوت بعظم الحجم
(ربما تأثراً بحوت يونس)،
وهذا الشائع، ولكن الحوت أيضاً سمكة صغيرة
[{تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا (163) الأعراف/
{فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ (63) الكهف].
فالحوت صغيراً أو كبيراً
(والحوت السّمك كُله/ المخصص)
نجد في طبيعة جسمه وطبيعة حركته معنى التعطف والتثني والتعوج والاضطراب
والروغان والدوران وما شابه. وهذه المعاني السابقة في جذر حوت
(وهو من أصل أو مثل جذر حوى الذي منه التحوّي واشتقاق اسم الحية).
حامد العولقي