نشوء البيان

دراسات قرآنية لغوية تاريخية آثارية

Untitled 1

نزار

 

نزار - أرض وليس رجل

جعل الأخباريون نزار بشراً ولد شعباً تسمّى باسمه (وولد معد بن عدنان: نزار بن معد، وبه كان يكنى/ أنساب الأشراف). والحقيقة أن نزار اسم أرض، وهو اسم يصف طبيعتها وحالها، ولا يوجد رجل اسمه نزار أولد شعب نزار. فشعب نزار بجميع أعراقه1 قد استحق اسمه هذا نسبة لأرضه بسبب نزارة (قِلّة)2 خيراتها3 الطبيعية، وشحّ مصادر العيش فيها. فأرض نزار هي أرض قد نَزُرَ نباتها4، ونَزُرَ مائُها5 ، ونَزُرَ طعامُها6 ، وأكلُها7، ونَزُرَ عطائُها 8، ونَزُرَت خيراتها الطبيعية، أي أنها أرض نَزْر (قليلة الماء والزرع).

وقد أدرك الأخباريون (معنى القِلّة) في اسم نزار9، لكنهم لم ينسبوا هذا المعنى إلى الأرض. فالأخباريون (كما هي طريقة القدماء، مثل كتبة التوراة اليهود وغيرهم) كانوا غالباً ما يعتقدون أن أي شعب أو قبيلة هم أبناء رجل واحد ولدهم جميعاً، وأن اسم ذلك الشعب هو نفس اسم والده. وكذلك فعل الأخباريون مع شعب نزار، فجعلوا نزاراً يلد شعب نزار، ثم نسبوا النُزْرَة (القِلّة) إليه، فقالوا أنه سُمّي نزاراً بمعنى الرجل النحيف10 المهزول11، أو بمعنى (قليل)12 في حقه، أو بمعنى فريد13 عصره.

والنزر يدل على القلّة14 في كل شيء، كقلة الحديث15 أو قلة الولد16 أو قلة العطاء17 والمتاع18 أو قلة الطعام19 أو قلة اللبن20 أو قلة الماء21  أو قلة الخير22 أو قلة المودة23 والرضا24، وغيره كثير. ومن معنى النزر25 (القلة) تسمّت الأرض باسم أرض نزار بسبب نزورة (قِلّة) مواردها الطبيعية. فالقدماء وجدوا منطقة مكة وما حولها فقيرة التربة قليلة الماء قليلة النبات أو لا تكاد تُنبت26، أي أنها أرض نزر27، تُنزر28 نزراً، فسمّوها بلسانهم : نزاراً، وهو اسم يدل على معنى القلّة (النزر). ثم نُسب إليها من يقطنها من الناس، فُسمّوا (شعب أرض نزار) أو (بنو أرض نزار)، أو اختصاراً : (بنو نزار) و(نزار). وقد أشار القرآن لجدب وقحط منطقة مكة التي هي بقلب29 أرض نزار [ بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ (37) إبراهيم].

 

الكتابات الجاهلية التي جاء فيها ذكر شعب وأرض نزار 

(1) 

 نقش سُطِرَ في منتصف القرن الثالث الميلادي نحو 250م (زيد 75، تاريخ حضارة اليمن القديم ـ زيد علي عنان):

بذت تأول وفيۢ  بن شأمة بكن بلتهو  مرأهو الشرح يحضب ملك سبأ وذريدن بعبر أملك أشعبن غسن ولأسد ونزرۢ  ومذحجۢ .

تبسيط النقش: بذات تأول (=عاد) فلان ( أو بوفاء؟) من شأمة (=شمال بلاد سبأ) بِ كي أن بلته (=بعثه) الملك فلان بعبر ( = بعبر بلدان) أملاك (=ملوك) الشعوب : غسان والأسد ونزار ومذحج.

 

(2)  

نقش (FB-السوداء 1) وقيل أن النقش من زمن (250-275 م)، ولا أدري إن كان اسم نزار بالنقش هو شعب نزار المعروف أم قبيلة أخرى شمال مملكة سبأ :

وبذت متع جربهو بن جيش نزر ۢ وشبرقة 

 المعنى: يشكر الإله بذات متّع (خلاّ، سيّب، أنجى، ترك) بدنه من جيش نزار وشبرقة  

(3)

نقش جبل ريام  2006/17، وقدروا زمنه بنحو (223-300م):

وأولهُ (= أعاده، أرجعه) بن أرض شأمة، بكن بلتهُ أمرأهمُ (=أرسله وبعثه امرؤهم أي سيدهم)، وعدو (= عدا) أرض أسد ۨ وأرض نزر ۢ وأرض تنخ وأرض لحين وأرض تدمر ۢ وأرض نبط ۢ وأرض رم ۨ وأرض لخم ۢ وأرض غسن وأرض معد ۢ وأرض طي ۢ وأرض خصصة ۨ

توضيح: أسدن= الأسد، الأزد/ نزرم= نزار/ تنخ= تنوخ/ لحين= لحيان/ رمن= الروم/غسن= غسان/ خصصتن= الخصاصة؟ الخصاصات؟

(4) 

 نقش النمارة، من القرن الرابع الميلادي (328 م):

تي نفش مر القيش بر عمرو ملك العرب كله دو اسرالتج وملك الأسدين ونزرو (= ونزار) وملوكهم

 توضيح: اسرالتج قد تكون تحريف كلمة (اسرتجا) اليونانية بمعنى حاكم، والتي منها كلمة استراتيجية/ الأسدين: تبدو جمع الأسْدي (الذي من قبيلة الأسْد كما بالنقوش الحميرية)، فالأسدين تبدو جمعاً آرامياً، وربما لفظت بصورة (الأشدين) بالشين/ فلغة النقش تبدو آرامية نبطية

(5)

نقش عبدان الكبير (وادي عبدان جنوب نصاب)، وسُطِرَ قبل الإسلام بنحو قرنين ونصف [النقش مؤرخ بعبارة [ذلسبعي وأربع مأتم]، أي نحو سنة 360 م] :

وتبكر برلۢ  (= بريل= بري إيل) بن معدكرب ... ... معدۢ  (= بلاد معدّ) وهو...وعشرة ۨ (= وعشيرةٍ = والعشيرة) عبدقيس ۨ (= عبد قيسٍ= عبد القيس) بسي ۨ (= بسيٍ= بالسي= بفلاة السِّي)30 على مو (= ماء) بأر ۨ (= بئرٍ= البئر) سجه (= سجا)31 بين ۨ (= بينٍ = التي بين) أرض نزرۢ  (= نزار) وأرض غسن (= غسّان)

 

احتمال ضعيف أن أرض نزار من النذر (أرض محرّمة)

أزجي احتمالاً أراه ضعيفاً، وهو أن كلمة نزار قد تكون لغة قديمة في النذر. بمعنى أن ارض نزار (منطقة مكة وما حولها) هي أرض محرّمة (منذورة) لله أي أرض حج بيت الله. فقد يكون جذر (نزر) لغة قديمة في جذر (نذر) تبادلت فيه الذال والزاي. وهذا التبادل بين الحرفين شهير معروف في اللغة العربية الفصحى ومن أمثلته : (ذعق، زعق)، (عذف، عزف)، (ذعف، زعف)، (ذأف، زأف)، (ذنن، زنن)،  (ذبر، زبر)، (ذرق، زرق)، (قذع، قزع)، (لذم، لزم). وأيضاً في النقوش العربية القديمة، كالحميرية مثل كلمات: (يذأن، يزأن)، (العذ، العز)، (زن، ذن)، وكالثمودية. وفي نقش أرامي نبطي32 من جزيرة العرب. وبالكنعانية العبرية بالتوراة جاء النذر (العزل والفرز والتكريس للإله) بصيغة (نزر)33 فلعل اسم (نزار) من معنى جذر (نذر) بالذال، ولكنه قد يكون اسماً قديماً جداً منذ أيام إبراهيم عليه السلام ربما عندما كان جذر الاسم القديم هو (نزر) بالزاي وليس بالذال34، ثم ذاع الاسم القديم (نزار) بين القدماء واستقر بنفس صورته القديمة.      

 


 (1) شعب نزار كغيرهم من الشعوب، تألفوا من قبائل وعشائر شتّى من أعراق مختلفة، تحالفت وتناصرت وتجاورت وتخالطت عبر الأجيال عن طريق اختلاط وامتزاج السكّان المحليين بسيل القادمين الجدد المستمر، سواء كانوا حجاجاً أو عمّاراً أو غزاة أو تجاراً أو مهاجرين أو واغلين أو سبياً وجَلْبَى وعبيداً.

(2) الاشتقاق: واشتقاق نِزارٍ من الشَّيء النَّزْر، وهو القليل / المعجم الوسيط: ( نزر ) الشيء ... قل... شيء منزور قليل تافه ... شيء نزر قليل تافه...  ( النزير ) القليل التافه.

(3)  تهذيب اللغة: رجل نَزْر ونِزر ونزيرُ: إذا كان قليل الخير./ المعجم الوسيط: ورجل نزور قليل الخير

(4) تفسيرا النيسابوري والفخر الرازي: وأما الأرض السبخة فهي وإن نزل المطر عليها لم يحصل فيها من النبات إلا النزر القليل./ القاموس : أطْعَمَهُ النَّزْرَ القليلَ من النَّباتِ

(5) الأخبار الطوال - أبو حنيفة الدينوري: قال له رستم: ... لأنكم أهل قلة وذلة وأرض جدبة، ومعيشة ضنك، فما حملكم على تخطيكم إلى بلادنا ؟ فإن كان ذلك من قحط نزل بكم، ...فقال له المغيرة: ...وسأخبرك عن حالنا: .. أنزلنا بقفار من الأرض، مع الماء النزر، والعيش القشف / فتوح البلدان – البلاذري: وكان الماء الذى يأتي نزرا قليلا./المحيط في اللغة - الصاحب بن عباد : وحفَرَ البِئْرَ فأوْشَلَها: وَجَدَها نَزْراً. / الاشتقاق لابن دريد: وماءٌ منزورٌ ، أي قليل. / تاريخ ابن الوردي: قلت : وفيها انقطع القطر إلا النزر اليسير/  الروضتين - أبو شامة: وضنّ علينا بالنّدى ثمد الحصا ... ومن يرتجى ريَّاً من الثمد النّزْر/  إنباء الغمر -ابن حجر العسقلاني: والوجه مكان فيه بئران ... فإذا لم يقع المطر ووردهما الحاج لم يجدوا فيهما إلا النزر اليسير ، وفي الغالب يقع لهم العطش والهلاك فاستغنوا بالبئرين عن الوجه/ مسالك الأبصار : عين ماء سارحة نزرة/ العين : وعَيْنٌ ضاهِلة، أي: نزرة الماء.

(6) جمهرة اللغة: والنَّزْر من الشيء: القليل؛ طعام نَزْرٌ بَيّنُ النّزارة والنُّزورة، وطعام نَزْرٌ ومنزور أيضاً: قليل؛ ومنه اشتقاق اسم نِزار؛ وطعام نَزْرٌ ونَزير أيضاً./ بغية الطلب : وكان ... ضيق الرزق نَزِرَه/ المواعظ والاعتبار : والمعايش فيها متعذرة نزرة

(7) شرح نهج البلاغة- ابن أبي الحديد: قوله : (منزورا أكله)، أي قليلا ، ويحمد من الانسان الاكل النزر .

(8) الاشتقاق: وأنزرتُ له العطاء، أي أقللته/ اللسان: ‏وعَطاء مَنزُور أي: قليل

(9) التيسير بشرح الجامع الصغير- المناوي: ( بن نزار) بكسر النون وخفة الزاي من النزر القليل وكنيته أبو إياد (بن معد بن عدنان)

(10) التذكرة الحمدونية: نزار بن معد كان اسمه خالداً فقدم على يشتاسف ملك الفرس، وكان رجلاً نحيفاً، فقال له: أي نزار فسمي نزاراً/ ربيع الأبرار: كان اسم بن معد خالداً  .. وكان رجلاً نحيفاً / سمط النجوم العوالي: ونزار ... وهو اسم نقل من النزر، وهو القليل، وكان معد حين ولد له نزار، ونظر إلى نور النبوة ... فرح ... ونحر جزائر كثيرة وأطعم وقال: إن هذا كله نزر لحق هذا المولود. وقيل: سبب التسمية قول كسرى الأول حين وفد إليه: ... فضائل بيسار، وجسم نزار، فالله أعلم أيا كان ذلك.

(11) أعلام النبوة – الماوردي: عز نزار بن معد :  ثم ازاداد العز بولده نزار ... و اجتباه تستشف ملك الفرس و كان اسمه خلدان و كان مهزول البدن فقال الملك : ما لك يا نزار؟ و تفسيره في لغتهم : يا مهزول فغلب عليه هذا الاسم ...( فنحن بنو عدنان خلدان جدنا ... فسماه تستشف الهمام نزارا )  ( فسمي نزارا بعدما كان اسمه ... لدى العرب خلدان بنوه خيارا ).

(12) [الروض الأنف: وَأَمّا نِزَارُ فَمِنْ النّزْرِ وَهُوَ الْقَلِيلُ وَكَانَ أَبُوهُ ... وَقَالَ إنّ هَذَا كُلّهُ نَزْرٌ لِحَقّ هَذَا الْمَوْلُودِ فَسُمّيَ نِزَارًا لِذَلِكَ]. وجاء مثله في اللسان وعمدة  ونهاية الأرب.

(13) فتح الباري لابن حجر: قوله بن نزار هو من النزر أي القليل قال أبو الفرج الأصبهاني سمي بذلك لأنه كان فريد عصره.

(14) القاموس: ‏ النَّزْرُ: القليلُ،.. ، ..ونَزُرَ.. قَلَّ. ونَزَّرَ عَطاءَهُ تَنْزيراً: قَلَّلَهُ، كأَنْزَرَهُ، وتَنَزَّرَ: تَقَلَّلَ.... وكلُّ شيءٍ يَقِلَّ. /اللسان: ‏ النَّزْر والنَّزِير القليل من كل شيء؛ نَزُرَ الشيء، ... ونَزَّر عطاءه: قَلَّلَهُ. ... والتَّنَزُّر: التَّقلُّل. .. والنَّزُور: المرأَة القليلة الولَد؛.. .. ونَزَرَ الرجلَ: احتقَره واستقلَّه؛ .. والنَّزور أَيضاً: القليلة اللبن/ تاج العروس: النَّزْرُ : القليلُ التّافِهُ من كلِّ شيءٍ / تاج العروس: يقال : كلُّ شيءٍ يَقِلُّ نَزورٌ/  المحكم لابن سيده: وقِيلَ : كُلُّ قَليلٍ نَزْرٌ ، ومَنْزُورٌ ،..والتَّنَزُّرُ : التَّقَلُّلُ ./ الجوهرة النيرة - الحدادي : وَالنَّزْرُ الشَّيْءُ الْقَلِيلُ جِدًّا.

(15) القاموس: النَّزُورُ القليل الكلامِ لا يتكلم حتى تُنْزِرَه./ المعجم الوسيط: ورجل نزور قليل الكلام/ تاج العروس: صفة كلامه صلى الله تعالى عليه وسلّم : فَصْلٌ ، لا نَزْرٌ ولا هذْرٌ . النَّزر : القليلُ، أي ليس بقليل فيدلُّ على عِيٍّ ولا بكثيرٍ فاسدٍ/ مسند إسحاق بن راهويه : قالت عائشة : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا تكلم تكلم نزرا وأنتم تنثرون الكلام نثرا / أنساب الأشراف: عن عائشة رضي الله تعالى عنها، قالت: إنكم تنثرون الكلام نثراً، وإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرجه نزراً./ الأدب الكبير والأدب الصغير - ابن المقفع : كلامُ اللبيبِ، وإن كان نزراً، أدبٌ عظيمٌ.

(16) اللسان: المرأَة نَزرَةً أَو مِقْلاتاً أَي قليلةَ الولَد / المحكم لابن سيده: وامْرأَةٌ نَزُورٌ : قَليلَةُ الوَلَدِ ، وقد يُسْتَعمَلُ ذلك في الطَّيْرِ.

(17) مختار الصحاح : عطاء مَنْزُورٌ أي قليل/ العناية شرح الهداية: زَوْجَ الْأُمِّ يُعْطِيهِ نَزْرًا : أَيْ قَلِيلًا/ صيد الخاطر - ابن الجوزي : سأل بخيلاً لا يعطي، فإن أعطى نزراً .. القدر النزر / تاريخ دمشق: لا تعطهم نزرا فيملوا حياتك ويكرهوا قربك/طبقات الشافعية الكبرى السبكي:  فأعطاه شيئا نزرا فقال البغدادي إنا لله وإنا إليه راجعون سلكت البراري والقفار والمهامه والبحار إلى هذا الرجل فأعطاني هذا العطاء النزر فانكسرت إليه نفسه فاعتل ومات/ الوافي بالوفيات – الصفدي:  وقوله يهجو ...جاد نزراً فقبلنا / تاريخ الطبري: يعطي الجند أرزاقهم لستة أشهر عطاء نزرا/ الأمثال - أبو عبيد ابن سلام : باب الاغتنام لأخذ الشيء من البخيل وإن كان نزراً/ الحماسة البصرية - أبو الحسن البصري : وأَقْوامٌ إِذا سُئِلُوا ... يُعْطُونَ نَزْراً / الحماسة المغربية – الجرّاوي: وقال الأخطل ... ليسَتْ عطيَّتُهُ إذا ما جئتَهُ ... نَزْراً / ديوان الشريف المرتضى: " وترى وعدهمْ وبذلهمُ الأمــوالَ هذا نزراً وذاك سنيّا "/ ديوان الأبيوردي: لِئاماً وَهَبُوا نَزْراً./ تاج العروس:: فلانٌ لا يُعْطِي حتى يُنْزَرُ ..وقال الأصمعيُّ : نَزَرَ فلانٌ فلاناً يَنْزُرُه نَزْراً ، إذا استخرج ما عنده قليلاً قليلاً /عجائب الآثار – الجبرتي: وهو يقصر في حقهم ولا يعطيهم الا النزر مع المن والتضجر.

(18) الكشف والبيان ـ  الثعلبي النيسابوري: وأراد متاعه فلما غشيه بالسيف ... ثم أوجره السنان فقتله وأخذ متاعه . قال : وكان والله قليلاً نزراً.

(19)  البداية والنهاية : الطعام النزر/ تاج العروس: قال : طعامٌ مَنزورٌ وعَطاءٌ مَنزور، أي قليلٌا، بن عابدين: قولهم إن زوج الأم الأجنبي يطعمه نزرا أي قليلا/ديوان الشريف المرتضى:  يُشيعون الطَّعامَ النَّزْرَ فيهمْ ** إذا ما الزّادُ أمكنَ كلَّ حَرْسِ.

(20)  تاج العروس: النَّزور : القليلة اللبنِ من النُّوق./ النزور: الناقة .. لا يجيء لبنها إلا نزرا.

(21) [عمدة القاري - العيني: البئر النزور القليل الماء/ البئر النزور أي قليلة الماء] / الإصابة - ابن حجر : وكان ماؤه نزرا لا يملأ الإداوة / ديوان ابن سهل الأندلسي: قامَ يسقي فصبَّ في الكأس نزراً/ الاشتقاق: ماءٌ منزورٌ، أي قليل./ المحيط في اللغة: وجمة ضاهلة: نزرة الماء/ الأخبار الطوال : الماء النزر

(22) اللسان:  رجلٌ نَزْر ... قليل الخير /تفسير السمعاني:  والكافر يخرج ما يخرج من الخيرات نزرا قليلا/ التبيان في أقسام القرآن - ابن قيم الجوزية : اللئيم الذي لا يخرج خيره النزر إلا بعسر وصعوبة./ المنمق في أخبار قريش : الخير عندك نزر

(23) الروض الأنف: دع عنك شماء إذ كانت مودتها ... نزراً وشر وصال الواصل النزر. / ديوان مهيار الديلمي: وأرى النّزر منْ ودادكَ / ديوان بشار بن برد: أعبيد يا ذات الهوى النزر ** ثَقُلَتْ مَوَدَّتُكُمْ علَى ظَهْري/ نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب - المقري التلمساني : فدونك النزر من مصف مودته ... حتى يوفيك أيام المنى سلما

(24) تاج العروس: وقال الشاعر : (بطيءٌ من الشَّيءِ القليلِ احْتِفاظُه عليكَ ومَنْزورُ الرِّضا حينَ يَغْضَبُ )

(25) خزانة الأدب - عبد القادر بن عمر البغدادي: وقوله : حلّ في مالنا النزر أي : القلّة .

(26) فكأن الأرض النزور التي لا تكاد تنبت، كالأنثى النزور التي لا تكاد تلد [تاج العروس:  وفرَسٌ نَزورٌ : بطيئةُ اللِّقاح/ جمهرة اللغة - ابن دريد : وامرأة نَزور: قليلة الولد، وكذلك في غير الإنس. قال الشاعر:خِشاشُ الطّير أكثرُها فِراخاً ... وأمُّ البازِ مِقْلاتٌ نَزورُ/ الموازنة - الآمدي: لأن الحيوانات الكريمة عسرةٌ نزرة النتاج].

(27) معجم البلدان - ياقوت الحموي: النزر من بلادهم تكون قيمته قيمة الكثير من بلاد غيرهم/ زهر الأداب وثمر الألباب - أبو إسحاق إبراهيم بن علي الحصري القيرواني: ولقي رجلٌ رجلاً خارجاً من مِصْر يريد المغْرِب ، فقال : يا أخي ، أتتَبعُ القَطْرَ ، وتَدُع مَجْرى السيول ؟ فقال : أخرجني من مصر حَق مُضَاع ، وشُكى مُطَاع ، وإقتار الكريم ، وحركة اللئيم ، وتغير الصديق ، بين السعة والضيق ، والهربُ إلى النزرِ بالعز ، خير من طلب الوَفْرِ بذلُ العَجزِ./ تفسير الثعالبي : والعيش الذي هو نزْرٌ/ تاريخ دمشق لابن القلانسي : ونزل على ثغر جبيل وفيه فخر الملك ابن عمار والقوت فيه نزر قليل/ الحلة السيراء : وتقتسم الأَرْض الحظوظ فبقعة ... لَهَا وافر مِنْهَا وَأُخْرَى لَهَا نزر/ معجم البلدان :  توفّر محصولها أو نزر/ عقلاء المجانين لابن حبيب النيسابوري : لا تيأس إن كنت ذا فاقة ... تتعب في نزر من الرزق/ تفسير أبيات المعاني من شعر أبي الطيب المتنبي: كالنبت الذي هو نزر

(28) تاج العروس: من سجعات الأَساس : فلانٌ لا يُعْطِي حتى يُنْزَرُ... وقال الأصمعيُّ : نَزَرَ فلانٌ فلاناً يَنْزُرُه نَزْراً ، إذا استخرج ما عنده قليلاً قليلاً .

(29) الأوائل – العسكري: قال: وكانت مكة وما حولها تجمع ولد نزار./  تاريخ اليعقوبي: وكان نزار بن معد سيد بني أبيه وعظيمهم، ومقامه بمكة.

(30) السِّي، فلاة شرق مكة  وشمال شرق الطائف وغرب حرة حضن وجنوب حرة كشب. [صفة جزيرة العرب للهمداني: حضن والسِّيُّ لباهلة/ طبقات ابن سعد:  ( سرية شجاع بن وهب الأسدي إلى بني عامر بالسي )  ].

(31) جاءت بالنقوش بصيغة (سجه) بالهاء. و(سجا) بئر جاهلية عميقة جداً وتقع جنوب غرب مدينة عفيف بنحو 40 كم/ [معجم البلدان لياقوت:  السجا والثعل وحولهما وهي لبني الأضبط ...  وسجا بعيدة القعر عذبة الماء / سجا مقصور ... وهو اسم بئر ويروى بالشين ... وقيل ماء بنجد لبني كلاب]/ معجم قبائل العرب - الدكتور عمر كحالة: وبر بن الاضبط: بطن من كلاب ابن عامر، ...ومن مياههم: القليب، وسجا.

 (32) [النقش رقم 80: عبد بر عممت زكر (=ليتذكر عبد بن عممت)، ص 109/ (ز ك ر) الذي يرد للمرة الأولى في النقوش النبطية، ص 110 ]، دراسة تحليلية لنقوش نبطية قديمة من شمال غرب المملكة العربية السعودية للدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب.

(33) لاويين 22: 2  وينزرو مقدشي بني-يسرأل (=يتوقوا اقداس بني اسرائيل) ./ قضاة 13: 5 كي-نزير ألهيم يهيه هنعر من-هبطن (=لان الصبي يكون نذيرا لله من البطن).

(34) هذا طبعاً احتمال، فلا نعلم كيف كان الناس حول مكة ينطقون كلمة (نذر) زمن إبراهيم.  

 

 حامد العولقي