هل القصر هو البركان؟
إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ
إن أصبت المعنى أو قاربت فالحمد لله على نعمه
وهديه، وإن ضللت فمن نفسي والشيطان. وأدعو الله سبحانه الهادي أن يهديني
وغيري لأقرب من هذا رشدا.
أظن والله أعلم أن معنى (القصر) بالآية هو
(البركان).
ولا أقول أني متأكد، فلا
زلت متردداً، فمرة أراني أميل إليه، ومرة أقول قد يكون خطأ. ولكن رأيت أن
أعرض هذا الاحتمال لأحفّز الباحثين، فعسى الله أن يهدي إلى الأصوب.
قد لا تكون عبارة (كالقصر)
تعود على الشرر، كما هو مشهور بالتفاسير. بل قد يكون معنى الآية [إِنَّهَا
تَرْمِي بِشَرَرٍ
كَالْقَصْرِ (32) المرسلات] هو أن
جهنم ترمي
(بشررها) مثل رمي البركان
(بشرره وحممه). فعبارة (كالقصر) قد تعود لمعنى (رمي جهنم)، أي أن
جهنم ترمي
كالقصر
(رمي جهنم للشرر كرمي البركان للشرر). فلعل المعنى هو [أن جهنم
ترمي
بالشرر كما يرمي البركان بالشرر]. فقد
يكون رمي جهنم بالشرر
هو الذي مُثّل بالقصر
(أي كرمي القصر لحممه)، بينما شرر جهنم مُثّل بالصهارة الصفراء
(بالحمم البركانية). فكأن الآية فيها تقديم وتأخير وكأن معناها
هكذا: (إن جهنم ترمي كالقصر، بشرر كأنه
جمالة صفر). فلعل القصر يصف الرمي
(أنه كرمي البركان)، والجمالة تصف الشرر
(أنه كحمم البركان).
وأظن قصد الآية من تشبيه رمي جهنم أنه كرمي
البركان (القصر)، هو أن نتصور قوة وشدة وعنف فوران وغليان جهنم.
فيكون معنى الآية هو إن جهنم ترمي بشرر
(بقوة وعنف) كالبركان (الثائر).
فكلمة (القصر) أو البركان، تصف (قوة وشدة اندفاع وقذف) الشرر أي
(قوة رمي)
الشرر وكأنه (رمي وقذف بركان ثائر). فكأن الآية تذكرنا أن شرر جهنم ليس
مجرد تطاير شرر نار مندلعة من حطب أو غيره
(ليس فيه انفجار)، ولكنه شرر يُرمى
ويُقذف بقوة فورانية شديدة وضغط انفجاري هائل
(كالبركان والقنابل العنيفة
والمدافع الثقيلة وما أشبه).
والذي قد يؤيد أن القصر قد يكون هو البركان، هو
استخدام الآية لكلمة (تَرْمِي). فأكثر ما يلفت النظر في البركان هو قوة
رميه للحمم نحو السماء بمسافة عظيمة وبصوت وضغط انفجاري شديد. فكأن الآية
تقول أن قوة رمي جهنم للشرر مثل
قوة رمي البركان لشرره. فلعل الآيتين
أرادتا تقريب صورة جهنم لنا من خلال مَثَل البركان: (1) قوة انفجارية
وضغط عالي كالبركان
(إنها ترمي بشرر كالقصر)، (2) وحمم منصهرة
بالغة الحرارة كحمم البركان
(كأنه جمالة صفر).
ومثل تقريب صورة جهنم من خلال البركان، قرّبت
آيات أخرى صورة جهنم من خلال النار الأرضية عموماً
[أَفَرَأَيْتُمُ
النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71)
أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ (72)
نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً
وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ (73) الواقعة]، فنار الدنيا تذكرة لنار الآخرة، وربما أراد
القرآن معنى أن يكون البركان صورة مصغرة عن حال جهنم لنستطيع الفهم
والتذكر.
الاشتقاق اللغوي لكلمة قصر (بيت)
قد يكون لفظ القصر الذي بمعنى البيت، اُشتق
لغوياً من معنى الاحتواء والجوف والداخل،
كنفس الاشتقاق اللغوي لألفاظ البيت والغرفة والحجرة والمغارة
(تبدو هذه الكلمات من معنى
الجوف والاحتواء). وإذن فلعل كلمة (قصر) بالآية تقصد (بيت)
و(تجويف) النار، الذي أطلقنا عليه فيما بعد اسم (البركان)[1].
لم تذكر المعاجم لكلمة قصر معنى البركان
لم أعثر بالمعاجم على معنى صريح لكلمة (قصر) يفيد البركان. ولكن لكلمة (قصر) معان واضحة تفيد معنى التجويف والإحاطة[2] كالبيت، والخدر[3]، والحصن[4]، والوعاء[5]، والطوق[6]، والحبس[7]. وهذه المعاني لكلمة قصر يمكن أن تصف البركان (سواء القريب من الأرض أو العالي كالجبل العظيم) الذي هو عبارة عن تجويف وحفرة ووعاء ومحبس للحمم. فلو وصفنا البركان بمعاني القصر (حصن، بيت، وعاء، حبس، تجويف، غار، ...) فلن يكون الخطأ كبيراً.
فربما استعمل العرب كلمة قصر بمعنى بركان، فقد
أشاروا للبراكين أو سمّوها بكلمات هي من معاني كلمة قصر، مثل:
(1) حبس
من أوضح معاني كلمة قصر بالمعاجم معنى
الحبس.
[القصر الحبس][8]. وكلمة (حبس) استعملت لتدل على موضع تخرج منه النار سمّوه
(حبس سَيَل)[9].
ويمكن أن نقول أن البركان حبس للحمم، فهو عبارة
عن فجوة عظيمة وخزّان وحوض كبير داخل ذلك الجبل وبداخله الحمم والصهارة
مقصورة (محبوسة)، فالبركان ربما سمّته العرب بكلمة قصر لأنه
يقصر[10]
(يحبس
ويحوي) الحمم داخله.
(2) شق جبل، مغارة
وهذه نصوص تصف البركان بأنه
جبل به شق أو مغارة
أي تجويف
[تخرج من
شق جبل][11]،
[تخرج على الناس من
مغارة][12]،
[جبل
النار... فيه غار][13]
(3) قعر، قعرة
[وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ
قَعْرِ عَدَنِ أَبْيَنَ/
سنن ابن ماجه // وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ
قُعْرَةِ عَدَنٍ /
صحيح مسلم]. والقعر[14] هو الجوف والعمق والغور والداخل، وهو يشبه معنى قصر.
القصر بالآية هو الجبل حسب أحد التفاسير
ذكر تفسير أن القصر بالآية هو
الجبل[15].
والبركان عبّروا عنه أيضاً بالجبل مثل جبل وَرِقان[16]
(جبل الورقان، جبل
الوراق)[17]، أو
جبال[18] عدن البركانية. وبالتالي فربما جاز تسمية البركان
بالقصر
(إن صح أن أحد معاني القصر هو الجبل كما بالتفسير). وقد سُمّي أحد
الجبال بجذر (قصر)، وهو جبل قُصَائِرَةُ[19]، والبراكين كثير منها كالجبال
(منخفضة أو عالية). كما يسمى البركان باسم جبل
(مضافاً إلى النار)، هكذا:
جبل النار[20]
(عدن ... بها جبل النار)[21]،
(جبل النار، وهو جبل
البركان)[22]،
(جبل النار وهو موضع لا يتوصل إلى بركانه)[23].
القصر في التفسير المعروف بمعنى البيت العظيم
ولكن لعل الآية قصدت بيت النار (البركان)، وليس
القصر (البيت)[24] الذي يبنيه الإنسان.
ربط بعض المؤرخين بركان المدينة بمعنى الآية
الذين وصفوا تدفق الحمم البركانية العظيمة التي
حدثت قرب المدينة المنورة سنة 654 هـ شبّهوا ذلك بالمعنى الذي بالآية
الكريمة [إنها ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالة صفر]:
(فيها
أنموذج عما أخبر الله تعالى في كتابه
العزيز فقال عز من قائل : إنها ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالة صفر)[25]،
(مشاكلة للوصف الذي ذكره الله في كتابه عن نار جهنم: ترمى بشرر كالقصر (32)
كأنه جمالت صفر)[26]. وهذا
يتضمن
(ولو عن غير قصد منهم)
أن معنى الآيات متعلق بالبركان وحممه.
إشارات أن القصر عند العرب مخروطي الشكل
كالبركان
ورد ما يفيد أن القصور
(عند العرب) كهيئة الخيمة
(وقصورهم قصيرة السمك جارية مجرى الخيمة)[27]. كما وصف ركام الأصنام أنه
كالقصر (وأتي بالاصنام ... وألقيت بعضها فوق بعض، حتى صارت
كالقصر
العظيم)[28]. والركام يكون أعلاه أصغر من أسفله وهذا كهيئة الكثير من
البراكين (المخروطية الشكل). ووصف الخيمة والركام بالقصر، يتضمن الشكل
السنامي أو الهرمي والمخروطي كالبراكين.
كما أن جذر قصر فيه معنى التغلظ[29] ومعنى جذع
الشجرة الأسفل[30] (عجزها) والعنق الغليظ[31]، والأصل والمعدن، وهذا يشبه
غلظ الجبال (والبراكين) وأعناقها الغليظة المتداخلة.
[1] قيل أن البركان كلمة رومية أطلقت في البداية
على جبل إتنا بصقلية (حيث ولكان اسم إله النار). وقيل الكلمة من أصل كريتي
أو أتروسكي أقدم.
[2] مجمل اللغة لابن فارس : والمقاصر: جمع
مقصورة، وكل ناحية من الدار الكبيرة إذا أحيط عليها مقصورة./ تهذيب اللغة :
وإِذا كَانَت دَارا وَاسِعَة محصنةَ الحيطانِ فكلُّ نَاحيَة مِنْهَا على
حِيالها مقصورةٌ/ تاج العروس : المَقْصُورَةُ: الدّارُ الواسِعَة
المُحَصَّنة بالحِيطَانِ/ تاج العروس : وَيُقَال: قَصَرْتُ الدارَ قَصْراً:
إِذا حَصَّنْتَهَا بالحِيطانِ. وقَصَرَ الجارِيَةَ بالحِجَابِ: صانَهَا
[3] تاج العروس : امرأَةٌ مَقْصُورَةٌ، أَي
مُخَدَّرة
[4] تاج العروس : والقَصْرُ: عَلَمٌ لِسَبْعَةٍ
وخَمْسِينَ مَوْضِعاً: مَا بَيْنَ مَدِينةٍ، وقريةٍ، وحِصْن، ودارٍ ...
والقَصْرُ: حِصْنٌ من حُدُودِ الوَاحِ./ المحكم والمحيط الأعظم :
والمقصورة: الدَّار الواسعة المحصنة.
[5] المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده: القوصرة،
والقوصرة: وعاء من قصب يرفع فيه التمر / اللسان: القَوْصَرَة
والقَوْصَرَّةُ، مخفف ومثقل: وعاء من قصب يرفع فيه التمر من البَوارِي/ تاج
العروس: القَوْصَرَّةُ بالتَّشْدِيدِ وتُخَفَّف: وِعَاءٌ للتَّمْرِ من
قَصَبٍ.
[6] اللسان: قالوا: قِصارُها أَطواقها.
[7] مقاييس اللغة : (قصر) ...أحدهما يدل على ألا
يبلغ الشيء مداه ونهايته، والآخر على الحبس... والأصل الآخر، وقد قلنا
إنهما متقاربان: القصر: الحبس، يقال: قصرته إذا حبسته، وهو مقصور، أي
محبوس، .... وامرأة قاصرة الطرف: لا تمده إلى غير بعلها، كأنها تحبس طرفها
حبسا. ... قصاراك أن تفعل كذا وقصرك، كأنه يراد ما اقتصرت عليه وحبست نفسك
عليه... والتقصار: قلادة شبيهة بالمخنقة، وكأنها حبست في العنق/اللسان: وهو
من معنى القَصْرِ الحَبْسِ لأَنك إِذا بلغت الغاية حَبَسَتْك، .. له ما
قَصَرَ في بيته. أي: ما حَبَسَه. ..
قد قَصَر بهم الليلُ. أي: حبسهم. .. يقال: قَصَرْتُ نفسي على الشيء
إِذا حبستها عليه، .. وقَصَرَ الشيءَ يَقْصُره قَصْراً: حبسه؛ . ..وامرأَة
قَصُورَة وقَصيرة: مَصُونة محبوسة مقصورة في البيت لا تُتْرَكُ أَن
تَخْرُج./ مجمل اللغة لابن فارس : والقصر: الحبس، والمقصور المحبوس./ تاج
العروس :ويقالُ للمَحْبُوسةِ من الخَيْل: قَصِيرٌ.
[8] تهذيب اللغة : والقصرُ: الحَبْسُ. قال الله
تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} [الرحمن: 72]، أي: محبوسات في
خيام من الدُّرِّ مُخَدَّرات على أَزواجهن في الجنات./اللسان: إِنا
مَعْشَرَ النساء، محصوراتٌ مقصوراتٌ. ... وفي حديث ابن عباس: قُصِرَ
الرجالُ على أَربع من أَجل أَموال اليتامى. أي: حُبِسُوا أَو منعوا عن نكاح
أَكثر من أَربع. .. وفي حديث إِسلام ثُمامة: فأَبى أَن يُسْلِمَ قَصْراً
فأَعتقه. يعني: حَبساً عليه وإِجباراً. /
[9] معجم البلدان -ياقوت الحموي: تخرج نار من
حبس سيلَ. ... حبسُ سَيل ورواه بالفتح إحدى حرتي بني سليم وهما حرَتان
بينهما فضاء كلتاهما أقل من ميلَين/ النهاية في غريب الحديث والأثر: أيْنَ
حِبْسُ سَيَل، فإنه يُوشِك أن تَخْرُج منه تُضِيءُ منها أعْناق الإبل
ببُصْرى./ مسند أحمد و معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني والمستدرك على
الصحيحين للحاكم [ يُوشِكُ أَنْ تَخْرُجَ نَارٌ مِنْ حُبْسِ سَيَلٍ تَسِيرُ
سَيْرَ بَطِيئَةِ الْإِبِلِ ...
مَنْ أَدْرَكَتْهُ أَكَلَتْهُ]. التاريخ الكبير للبخاري والإكمال -
ابن ماكولا وتاريخ بغداد - الخطيب البغدادي: « تخرج نار من حبس سيل »
[10] الصحاح : وقصرت الشئ بالفتح أقصره قَصْراً:
حبسته/ المحكم والمحيط الأعظم : وَقصر الشَّيْء يقصره قصراً: حَبسه./ أساس
البلاغة :قصرته: حبسته./ مختار الصحاح :وَ قَصَرَ الشَّيْءَ حَبَسَهُ
[11] فتح الباري لابن حجر: أن رجلا من بني عبس
يقال له خالد ابن سنان قال لقومه إني أطفي عنكم نار الحدثان فذكر القصة
وفيها فانطلق وهي تخرج من شق جبل من حرة يقال لها حرة أشجع فذكر القصة في
دخوله الشق والنار كأنها جبل سقر /
[12] الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي: ذكر ابن
أبي خيثمة في كتاب البدء له خالد بن سنان العبسي .. أن نارا يقال لها نار
الحدثان، كانت تخرج على الناس من مغارة فتأكل الناس ولا يستطيعون ردها
[13] آثار البلاد وأخبار العباد : وبها جبل
النار؛ هذا الجبل بأرض تركستان فيه غار شبه بيت كبير، كل دابة تدخله تموت
في الحال لشدة وهج النار في ذلك البيت./وحكي أن بتركستان جبلاً يقال له جبل
النار، فيه غار مثل بيت كبير، كل دابة تدخله تموت في الحال./ معجم البلدان
:البتم حصن ... وهو جبل فيه مثل الغار، .... يرتفع من هذا الموضع بخار يشبه
بالنهار الدخان وبالليل النار
[14] جمهرة اللغة : وجوف كل شَيْء: قَعْره
وداخله./ المصباح المنير : الغور بالفتح من كل شيء قعره/ تاج العروس :
والقَعْرُ: جَوْبَةٌ تَنْجَاب من الأَرْضِ وتَنْهَبِطُ فِيهَا ويَصْعُبُ
الانْحِدَارُ فِيهَا والصُّعُودُ مِنْهَا، كالقَعْرَة، بالهاءِ/
والقُعْرَةُ، بالضَّمّ: الوَهْدَة من الأَرْضِ/ الخصائص الكبرى :أَن نَارا
خرجت على عهد عمر فَجعل تَمِيم الدَّارِيّ يَدْفَعهَا بردائه حَتَّى دخلت
غارا
[15]
أحكام القرآن لابن العربي:
{ إنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ } .فِيهَا ثَلَاثُ
مَسَائِلَ : الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : فِيهَا
سِتَّةُ أَقْوَالٍ : ...الثَّانِي الْجَبَلُ./ تفسير ابن عبد السلام: {
كَالْقَصْرِ } ... أو الجبل / النكت والعيون: وفي قوله « كالقصر » خمسة
أوجه . .. الثاني : كالجبل، قاله مقاتل/ التخويف من النار : قال السدي في
قوله إنها ترمي بشرر كالقصر..
وقال مجاهد ... والجبل ].
تفسير السمعاني : َعَن مُجَاهِد: أَن الْقصر بتسكين الصَّاد هُوَ الْجَبَل/
تفسير القرطبي : وَقِيلَ: الْقَصْرُ: الْجَبَلُ/ تفسير ابن رجب الحنبلي :
(كالْقَصْرِ) ...وقالَ مجاهد: قطعُ الشجرِ والجبلِ.
[16] سبل الهدى والرشاد: ..
نار من جبل ورقان تضئ لها أعناق البخت ببصرى. قال الشيخ: خرجت هذه
النار سنة أربع وخمسين وستمائة. / البحر الزخار ـ مسند البزار : ليت شعري
متى تخرج نار من اليمن من جبل الورقان تضيء منها أعناق الإبل ببصرى
[17] مصنف ابن أبي شيبة ( ت: 235 : قال : ألا
ليت شعري متى تخرج نار من قبل جبل الوراق تضئ لها أعناق الابل بروكا إلى
برك الغماد من عدن أبين كضوء النهار / مسند أحمد ( ت: 241 : قَالَ لَيْتَ
شِعْرِي مَتَى تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ الْيَمَنِ مِنْ جَبَلِ الْوِرَاقِ
تُضِيءُ مِنْهَا أَعْنَاقُ الْإِبِلِ بُرُوكًا بِبُصْرَى كَضَوْءِ
النَّهَارِ/ صحيح ابن حبان ( ت: 354:
« ليت شعري ، متى تخرج نار من اليمن من جبل الوراق، تضيء لها أعناق
الإبل وهي تنزل ببصرى كضوء النهار » / تاريخ المدينة المنورة - ابن شبة :
ليت شعري متى تخرج نار من جبل الوراق، يضئ لها أعناق الابل ببصرى كضوء
النهار / المستدرك على الصحيحين للحاكم : ليت شعري متى تخرج نار من جبل
الوراق فتضيء لها أعناق البخت بالبصرى سروجا كضوء النهار ».
[18] (مرآة الزمان) - سبط ابن الجوزي: بأن
ناراً ظهرت في أرض عدن في بعض جبالها بحيث إنه يطير شررها إلى البحر في
الليل، ويصعد منها دخان عظيم في أثناء النهار، فما شكوا أنها النار التي
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنها تظهر في آخر الزمان.
[19] تاج العروس: قُصَائِرَةُ بالضَمّ : جَبَلٌ
/ معجم البلدان: قصَائرَةُ: بالضم وبعد الألف ياء مثناة من تَحت وراء: علم
مرتجل لاسم جبل.
[20] أخبار الزمان : وجزيرة بقرب الزنج فيها جبل
يقال لها جبل النار يظهر منه بالنهار دخان وبالليل لهب نار، فلا يقدر أحد
على الدنو منه.
[21] آثار البلاد وأخبار العباد : عدن: مدينة
مشهورة على ساحل بحر الهند من ناحية اليمن، ... بها جبل النار وهو جبل أحمر
اللون جداً في وسط البحر؛ قالوا: هو الجبل الذي تخرج منه النار التي هي من
اشراط الساعة
[22] رحلة ابن جبير :وفي يوم مستهله مع الصباح
أبصرنا أمامنا جبل النار، وهو جبل البركان المشهور بصقيلة
[23] نزهة المشتاق فى اختراق الآفاق : وبين
اسطابة ونابل جبل النار وهو موضع لا يتوصل إلى بركانه لأنه دائم الدهر يرمى
بالنار والصخر
[24] تاج العروس: والقَصْرُ من البِنَاءِ
مَعْرُوفٌ . وقال اللّحْيَانيّ : هو المَنْزِلُ أَو كُلُّ بَيْت من حَجَرٍ/
تهذيب اللغة : القصْرُ: المِجْدَلُ، وَهُوَ الفَدَنُ الضّخْمُ.
[25] ثم ظهرت نار عظيمة في الحرة قريباً من
قريظة ... وقد سالت أودية منها بالنار ... فيها أنموذج عما أخبر الله تعالى
في كتابه العزيز فقال عز من قائل : {إنها ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالة صفر}
[المرسلات: 32، 33] ... وفي كتاب آخر: .. سنة أربع وخمسين وستمائة وقع
بالمدينة .. انبجست الحرة بنار عظيمة ..، نشاهدها وهي ترمي بشرر كالقصر،
كما قال الله تعالى، .. /
الذيل على الروضتين - أبو شامة المقدسي (ت665هـ)/ الطبعة الأولى، دار الكتب
العلمية (ص 293-294).
[26] ورآها أهل المدينة ... وترمي بالأحجار
المحمرة بالنار من بطن الأرض إلى ما حولها مشاكلة للوصف الذي ذكره الله في
كتابه عن نار جهنم: {ترمى بشرر كالقصر (32) كأنه جمالت صفر}، وقد سال من
ينبوع النار في تلك الصحاري مد عظيم شبيه بالصفر المذاب1 فيجمد الشيء بعد
الشيء فيوجد شبيها بخبث الحديد/الميسر في شرح مصابيح السنة للتوربشتي
(المتوفى: 661 هـ)
[27] [ تفسير الرازي : عن ابن عباس أنه قال في
تفسير قوله : { إِنَّهَا تَرْمِى بِشَرَرٍ كالقصر } أن هذا التشبيه إنما
ورد في بلاد العرب ، وقصورهم قصيرة السمك جارية مجرى الخيمة ، فبين تعالى
أنها ترمى بشرر كالقصر
[28] تاريخ الرسل والملوك - الطبري : قتيبة ..
وأتى بالأصنام فسلبت؛ ثم وضعت بين يديه، فكانت كالقصر العظيم حين جمعت/
البداية والنهاية - ابن كثير : فلما دخلها قتيبة ..
وأتي بالاصنام التي لهم فسلبت بين يديه، وألقيت بعضها فوق بعض، حتى
صارت كالقصر العظيم، ثم أمر بتحريقها
[29] مقاييس اللغة : القصر: جمع قصرة، وهي أصل
العنق، وأصل الشجرة، ومستغلظها./ تاج العروس :يُقَال لأَصْلِ العُنُق
قَصَرَةٌ إِذا غَلُظَت/ تاج العروس : فالسَّنابِلُ الغَلِيظَةُ هِيَ
القُصَرَّى
[30] النهاية في غريب الحديث والأثر :قصر النخل،
وهو ما غلظ من أسفلها
[31] تاج العروس :قَوْلك للرَّجُل: إِنّه
لَتامُّ القَصَرَةِ، إِذا كانَ ضَخْمَ الرَّقَبَةِ./ تاج العروس :القَصَرُ:
أُصولُ الشَّجَر العِظَامِ/ العين : والقَصَرةُ: أصل العنق، وكذلك عنق
النخلة أيضاً، ... والقَصَرُ داء يأخذ في القَصَرةِ فتغلظ/ المحكم والمحيط
الأعظم : والقصرة: أصل الْعُنُق. قَالَ اللحياني: إِنَّمَا يُقَال لأصل
الْعُنُق قصرة، إِذا غلظت
حامد العولقي