معنى اسم عرفات
الموضوع باختصار ...
قيل أن اسم جبل عرفة أو عرفات، من التعارف
(مثل خبر أن آدم عرف حواء في منطقة
عرفات). ولكن قد يكون اسم عرفات من معنى أنه
مَعْرَف
(معلم، علامة) أي جبل
عظيم يراه الحجيج
بوضوح
فيعرفون به بسهولة حدود منطقة
الحج أو حيث يبدأ الحج.
وقد يكون اسم عرفات من ارتفاعه وعلوه
من جذر عرف (ارتفع وعلا)، وتسمّت
كثير من الجبال
والمرتفعات بهذا الجذر
(وكذلك منه عُرْف الديك، وسنام أعرف،
وغيره).
كما يرتبط جذر عرف بمعنى (أول، مقدمة، بداية) مثل عريف القوم (مقدمهم) وأعراف الرياح (أوائلها). فقد يكون اسم عرفات من أنه أول وبداية حدود منطقة الحج.
تفسير بعيد
(معرفة الإنسان للإنسان، اعتراف، عَرْف، ..)
مثل: آدم عَرَفَ حواء[1]، أو إبراهيم عَرَفَ إسماعيل[2]، أو الناس يعرفون بعضهم[3]. وقيل من الاعتراف[4] بالذنوب، أو من العَرْف
(الرائحة
الطيبة)[5]،
أو من الصبر[6].
تفسير أقرب
(معرفة المكان، علو، ..)
معرفة المكان:
[لأن إبراهيم
عرفها حين رآها
على ماوصفت له][7]،
[فلما أصبح عرف البلاد والطريق فجعل الله عزّ
وجلّ عرفة حيث عرف][8]،
[لأن جبريل عليه السلام كان
يقول لإبراهيم عليه السلام هذا موضع كذا فيقول قد عرفت][9]،
[حتّى إذا جاء عرفات قال :
قد عرفت][10].
أو العلو
والارتفاع:
[والعرب تسمي ما علا
(عرفة) و ( عرفات )][11].
وقيل [اسم مرتجل][12]،
(=أي لا يُعرف لكلمة عرفات
استعمال آخر إلا كونها اسم جبل عرفات). وسيبويه لا يرى وجود العلم المرتجل[13]
الاحتمال الأرجح: اسم عرفات يصف طبيعة المكان أو وظيفته
الأرجح أن جبل عرفات سمي كذلك، لأمر متعلق به هو
(عرفات اسم للبقعة، وإنما
سميت بذلك
لنفسها وما حولها)[14]. ولا يرجح أنه سمي لأمر متعلق بغيره
(مثل أن يتعارف الناس عنده).
واسم عرفات
قديم جداً من زمن إبراهيم
عليه السلام، ولذلك قد لا نعرف سبب تسميته بهذا الاسم،
ولكن لا بأس من المحاولة ووضع احتمالات.
وجذرا (عرف،
علم) لهما نفس المعنى تقريباً، ولذلك قد يكون عرفات بنفس معنى العَلَم
(أي الجبل). فالجبل
اسمه علم أو علامة
(العلامة
والعلم: الجبل/
الصحاح)، ربما لأنه علامة واضحة حيث يراه الانسان بوضوح فيعلمه
(يعرفه)، أو يعلم به المنطقة بسهولة. وكذلك قد يكون أصل تسمية
عرفات، لأنه (مَعْرَف) من معارف الأرض
(ومَعارِفُ
الأَرضِ: أَوْجُهُها وَمَا عُرِف مِنْها/
تاج العروس)، فتعرف به المنطقة بسهولة.
فجبل عرفات قد يكون بنفس معنى العلم
(أي العلامة
والمَعْلَم) كتسمية الجبل عموماً، ولكن فقط اختلف اللفظ
(استخدم فيه جذر عرف
بدلاً من جذر علم، أما المعنى فواحد). وذلك لأن جبل عرفات هو (مَعْرَف) يعرف
الناس من خلاله منطقة الحج
(حدودها أو من حيث يبدأ الحج)، كما أن الجبال
عموماً هي أعلام ومعالم وعلامات يعلمها الناس
(لعظمها ووضوحها) أو يعلمون
المنطقة بها. فجبل عرفات هو المعرف والمعلم والعلم والعلامة، لأن الحجيج
(يعرفون) من خلاله أنهم في منطقة الحج أو يعرفون به أول الحج ومبتدأه
(إذ قد
يكون اسم عرفات أيضاً من معنى الأول والمقدمة والبداية)[15].
ومعالم الأرض
(كالجبال) كما ذكرنا تسمى (أعلام)، ولعل أحد أسباب التسمية هو جذر
(علم) أي عرف. فكما سمت العرب الجبل بِ (العلم) لأنه معلم أو علامة، كذلك سموا
جبل الحج بِ (عرفات) لأنه معرف يعرف الناس به طريق الحج أو مبدأه.
كما قد يكون عرفات بمعنى (المرتفَع، المُعتلَى، المَصْعَد، المَطْلَع،
المَشْرَف). فجذر عرف يتعلق (بالارتفاع والجبال)[16]
وكأن الحجيج إذا ارتفعوا عليه[17]
بلغوا عرف الأرض. فتسمية عرفات ربما نشأت من مثل هذه الأمور، وليس من أن
(إنساناً عرف آخر) في تلك المنطقة.
[1]
الكشف والبيان ـ الثعلبي
(المتوفى: 427هـ): فقال الضحاك : إن آدم لما أُهبط وقع في الهند
وحواء بجدة فجعل آدم يطلب حواء وهي
تطلبه فاجتمعا بعرفات يوم عرفة وتعارفا
فسمي اليوم عرفة والموضع عرفات/
المحرر الوجيز -ابن عطية (المتوفى: 542هـ):
وقيل سميت بذلك لأن آدم عرف بها حواء
حين لقيها هناك/ تفسير الماوردي: واختلفوا في تسمية المكان عرفة ...
أن آدم عرف فيه حواء بعد أن
أُهْبِطَا من الجنة /
الملل والنحل –
الشهرستاني
(المتوفى: 548هـ): آدم ... وكان يتردد في الأرض
متحيرا بين
فقدان زوجته ووجدان توبته، حتى وافى حواء بجبل الرحمة من
عرفات وعرفها
[2]
الكشف والبيان:
أبو حمزة الثمالي عن السّدي قال : إنّها
سميت عرفات لأن هاجر حملت إسماعيل ج فأخرجته من عند سارة وكان
إبراهيم غائباً فلما قدم لم ير إسماعيل فحدثته سارة بالذي صنعت هاجر
فانطلق في طلب إسماعيل فوجده مع هاجر بعرفات
فعرفه
فسميت عرفات.
[3]
الكشف والبيان: وعرفات ليس فيها وهي طيبة فلذلك سميت
عرفات ويوم الوقوف بها عرفة. وقيل : لأن
الناس يتعارفون بها /
التفسير الحديث: وقد قال رشيد رضا: إن أحسن ما
يمكن تعليل التسمية به هو أنها أطلقت على المكان الذي يجتمع فيه
الناس من كل صوب ليتعارفوا.
[4]
الكشف والبيان: وقال بعضهم : سميت بذلك لأن الناس
يعترفون في هذا اليوم على ذلك
الموقف بالذنوب والأصل نسيان آدم ج لما أمر بالحجّ وقف بعرفات يوم
عرفة قال : ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من
الخاسرين.
[5]
تفسير الرازي (المتوفى: 606هـ): أنه من العرف وهو الرائحة
الطيبة ... ومعنى ذلك أن المذنبين لما تابوا في عرفات فقد تخلصوا عن
نجاسات الذنوب، ويكتسبون به عند الله تعالى رائحة طيبة
[6]
الكشف والبيان: وقال بعضهم : أصل هذين الأسمين من الصبر،
يقال : رجل عارف إذا كان صابراً
خاضعاً خاشعاً ويقال في المثل : النفس عروف وما حمّلتها تتحمل. ...
فسميا بهذا الاسم لخضوع الحاج وتذللهم وصرفهم على الدعاء وأنواع
البلاء واحتمالهم الشدائد والميقات لإقامة هذه العبادة.
[7]
تفسير ابن عطية: وسميت تلك البقعة " عرفات " لأن إبراهيم
عرفها حين رآها على ما وصفت له قاله
السدي، وقال ابن عباس سميت بذلك لأن جبريل عليه السلام كان يقول
لإبراهيم عليه السلام هذا موضع كذا فيقول قد عرفت/
تفسير الماوردي: واختلفوا في تسمية
المكان عرفة ...أن إبراهيم عرف
المكان عند الرؤية، لما تقدم له
في الصفة.
[8]
تفسير الثعلبي: ان إبراهيم غدا من فلسطين ... فخرج حتّى
بلغ مكّة وجبالها فبات ليلة يسير ويسعى حتّى أذن الله عزّ وجلّ له
في ثلث الليل الأخير عند سند جبل عرفة ، فلما أصبح
عرف البلاد والطريق فجعل الله عزّ
وجلّ عرفة حيث عرف.
[9]
[الكشف والبيان ـ
الثعلبي النيسابوري: سميت عرفات لأن جبرئيل ج كان يُري
إبراهيم المناسك ويقول : عرفت ثمّ يُريه فيقول : عرفت فسميت عرفات
./ عن ابن عبّاس قال : إنّما سمي عرفة لأن جبرئيل ج أرى إبراهيم فيه
بقاع مكّة ومشاهدها وكان يقول يا إبراهيم هذا موضع كذا وهذا موضع
كذا ويقول قد عرفت، قد عرفت]./ تفسير
الماوردي: واختلفوا في تسمية المكان عرفة ... أن جبريل عرَّف فيه
الأنبياء مناسكهم.
[10] [الكشف والبيان ـ
الثعلبي النيسابوري: بعث الله عزّ وجلّ جبرئيل إلى إبراهيم
فحج به حتّى إذا جاء عرفات قال : قد عرفت، وكان قد أتاها مرة قبل
ذلك فسميت عرفات/ لما أذن إبراهيم بالناس ... فانطلق حتّى وقف
بعرفات ، فلما نظر إليها عرفها بالنعت فقال : عرفت، فسمي عرفات
بذلك].
[11]
تفسير الماوردي: واختلفوا في تسمية المكان
عرفة ... أنه سُمِّيَ بذلك لعلو الناس فيه، والعرب تسمي ما علا
(عرفة) و (عرفات) ، ومنه سُمِّيَ عُرف الديك لعلوه.
[12]
المحرر الوجيز: قال
القاضي أبو محمد والظاهر أنه
اسم مرتجل
كسائر أسماء البقاع
[13] أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك : وعن سيبويه، "الأعلام كلها منقولة"
[14]
تفسير الطبري : قال أبو جعفر: واختلف أهل
العلم في المعنى الذي من أجله قيل لعرفات"عرفات". فقال بعضهم: قيل
لها ذلك من أجل أن إبراهيم خليل الله صلوات الله عليه لما رآها
عرفها بنعتها
الذي كان لها عنده، فقال: قد
عرفت، فسميت عرفات بذلك. وهذا القول من قائله يدل على أن
عرفات اسم للبقعة، وإنما
سميت بذلك لنفسها وما حولها، كما يقال: ثوب أخلاق،
وأرض سباسب، فتجمع بما حولها.
[15] [تهذيب اللغة : وأعراف الرِّيَاح والسحاب:
أوائلها وأعاليها]. والعريف
[اللسان: وعَرِيفُ القوم: سيّدهم. والعَريفُ: القيّم والسيد ..والعَريفُ: النَّقِيب
وهو دون الرئيس] قد يكون من معنى الأول والمتقدم في القوم.
[16] تفسير الألوسي : وقيل: سمي بذلك
لعلوه وارتفاعه،
ومنه عرف الديك/ تفسير العز بن عبد السلام :
أو لعلو الناس على جبالها، لأن ما
علا
عرفة وعرفات، ومنه عرف الديك/ [تاج العروس :
والعُرْفُ: الرَّمْلُ والمَكانُ
المُرتَفِعانِ... العُرْفُ الرَّمْلُ
المرتفعُ... العُرْفُ هُنَا: موضِعٌ أَو
جَبَلٌ ... والعُرْفُ من
الرَّمْلَةِ ظَهْرُها
المُشْرِفُ
وَكَذَا من الجَبَلِ، وكلِّ
عالٍ/ والأَعْرافُ من الرِّياحِ:
أَعالِيها وأَوائِلُها/ اعْرَوْرَفَ البَحْرُ: إِذا
ارْتَفَعَت
أَمْواجُه كالعُرْفِ. وكذلِكَ اعْرَوْرَفَ السَّيْلُ: إِذا تَراكُمَ
وارْتَفع/
ومَعارِفُ الأَرضِ: أَوْجُهُها وَمَا عُرِف مِنْها/ وناقَةٌ
عَرْفاءٌ:
مُشْرِفَةُ السَّنامِ، ...وعُرْفُ الأَرْضِ، بالضَّمِّ: مَا
ارْتَفَعَ مِنْهَا، وحَزْنٌ أَعُرَفُ:
مُرْتَفِعٌ/ وقُلَّةٌ عَرْفاءُ:
مرتَفِعَةٌ،
... والأَعَارِفُ: جِبالُ
اليمامَةِ، عَن الحَفْصِيِّ. والأَعْرَفُ: اسمُ
جَبَلٍ مُشْرِف على قُعَيْقِعانَ
بمكَّة. والأُعَيْرِفُ: جَبَلٌ
لطَيِّئٍ]/ معجم البلدان : عُرُفّانُ:...اسم
جبل/ اللسان: عُرُفَّانُ:
جبل/ معجم البلدان : وأعراف نخل:
هضبات حمر في أرض سهلة/ عمدة القاري
شرح صحيح البخاري (المتوفى: 855هـ): أو
للجبال التي فيها والجبال
التي هي الأعراف/ تهذيب الأسماء واللغات - النووي (المتوفى: 676هـ):
وقيل: سميت بذلك للجبال التي فيها،
والجبال هي الأعراف، وكل
عال نات
فهو عرف، ومنه عرف الفرس والديك/ المحكم والمحيط الأعظم : وعُرْفُ
الرمل والجبل وكل
عَال:
ظَهره وأعاليه
وَالْجمع أعراف وعِرَفَةٌ. وَقَوله تَعَالَى (وَعَلى الأعْرَافِ
رِجالٌ) قَالَ الزّجاج: الْأَعْرَاف
أعالي
السُّور... وعُرْفُ الأَرْض: مَا
ارْتَفع
مِنْهَا، وَالْجمع أعْرَافٌ.وأعْرَاف الرِّيَاح:
أعاليها، وَاحِدهَا عُرْفٌ.وحَزْنٌ أعرَفُ:
مُرْتَفع/
الدر المصون في علوم الكتاب - السمين الحلبي (المتوفى: 756هـ):
وقيل: من العُرْف وهو
الارتفاعُ
ومنه عُرْفُ الديك/ القاموس المحيط : والعرفة، بالضم: أرض
بارزة مستطيلة، تنبت، والحد بين
الشيئين/ تهذيب اللغة : فالأعراف فِي اللُّغَة: جمع عُرْف، وَهُوَ
كل عَال
مُرْتَفع. وَقَالَ بعض المفسّرين: الْأَعْرَاف:
أعالي سُور بَين أهل الجَنَّة وَأهل النَّار... وَقيل: نَاقَة
عرفاء: مشرِفة
السَنَام. ومعارف الأَرْض: مَا عُرِف مِنْهَا. وسَنَام أعرف:
طَوِيل/
الصحاح : العُرْفُ والعُرُفُ: الرملُ
المرتفُع...
واعْرَوْرَفَ البحرُ، أي
ارتفعت
أمواجه/ مجمل اللغة : المعارف: الأنوف... وأعراف الريح:
أعاليها/
معجم البلدان : العرف: فهو كل موضع
عال مرتفع
[17] تاج العروس : عَرَّفَ الناسُ: إِذا شَهِدُوا عَرَفاتٍ ...
واعْرَوْرَفَ الرَّجُلُ الفَرَس: إِذا علا
على عُرْفِه ... اعْرَوْرفَ الرَّجلُ:
ارْتَفَع على الأَعْرافِ/ مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة
والبقاع : (الأعارف) جبال باليمامة.
... (الأعراف) جمع عرفة، وهى ما ارتفع
من الرمل. ... (الأعرف) اسم للجبل
المشرف على قعيقعان بمكة.