إحدى
(1) أحد + ت
كانت اللغة الكنعانية بلهجاتها الأوغاريتية1
والفنيقية والعبرية2 وكذلك العربية القديمة كالحميرية3، تؤنث كلمة (أحد)
بإضافة تاء التأنيث، فكأنها افتراضياً كانت
هكذا (احد + ت).
ثم استثقل اللسان حرف الدال4 في (احد + ت) فأدغمه،
فحدث أن جاء التأنيث بصيغة (أحت) بدون (د)،
وقد تكون التاء مشددة.
(2) أحد +
هـ
خفف اللسان الأرامي كلمة (أحد) إلى (حد)5، وأضاف
حرف الهاء (حد + هـ)، ليأتي بصيغة المؤنث (حده)،
فكأن التاء في (احد +
ت) التي افترضناها،
أصبحت هاء (احد +
ه) أو كما قيل: (حده)، كما بنقوش الحِجْر النبطية بشمال الحجاز:
نيسن شنت
حده لملكو ملكا6
شنت أربعين وحده
لحرتت ملك نبطو7
شنت عشر وحده
لملكو ملكا ملك نبطو8
بشنت عشرين وحده
لملكو ملكا ملك نبطو9
فيبدو التركيب الأرامي المفترض (أحد + ه) أو كما
قيل (حد + ه)، من أصل التركيب الكنعاني
الأقدم المفترض (أحد +
ت)
(3) أحد +
ا
ظهر تركيب آخر بالأرامية
لتأنيث الكلمة المفترضة
(أحد)، والتي قيلت بصورة (حد)، ولكن باستعمال الألف (ا)،
فجاء المؤنث (حدا)10. ونلاحظ أن
اللفظة المؤنثة الجديدة
(حدا)
"حد + ألف التأنيث"
تكاد تكون نفس أختها القديمة (حده) " حد + هاء التأنيث"، حيث تبادلت الهاء والألف (ا=ه).
(4) أحد +
ى
ظهرت هذه الصيغة لمؤنث كلمة أحد بإضافة ألف
مقصورة (ى)، في نقشين حميريين لأقيال ذي
يزن:
إحدى
وأربعي11
وصيدو على
مسبأهمُ سبعة وعشري وإحدى مئة ْ حمر ْ12
كما
ظهرت هذه الصيغة بالأرامية النبطية في نقشين من الحِجْر قيل أنهما
ليهوديين:
شنت مأتين وإحدى14
بشنت مأتين
وحمشين وإحدى15
فيبدو أن الألف المقصورة (ى) التي في كلمة إحدى،
أصلها تاء التأنيث (ت)16 التي في كلمة
(أحت) أي ان مراحل نشوء كلمة (احدى) هي كالتالي:
(أحت) ثم (حده)
ثم (حدا) ثم (إحدى)
أ ح
ت ← ح
د هـ
← ح د ا
← إ ح د
ى
أي أن التطور الافتراضي
لتأنيث كلمة أحد كان كالتالي:
إ ح د
ت
← إ ح د
هـ
← إ
ح د ا
← إ ح د
ى
والخلاصة
أن تاء التأنيث (ت) تحولت إلى هاء (هـ) ثم تحولت الهاء إلى ألف (ا،ى).
(2) توراة-خروج
23-29 : بشنه أحت (= بسنة واحدة)/
خروج 36-12: بيريعه أحت (= في الشقة
الواحدة) / خروج 36-31 : همشكن هأحت (=
المسكن الواحد) / توراة-عدد 7-14: كف أحت
(= وصحن واحد).// كلمة (احت) كأن أصلها (احدت) مؤنث (احد).
(3)
شقب1 : بأحت يمنة/
CIH609 : أحت شأمتم/ السوداء 28:
أحت كركم/ مافري2:
أحت خمرةٍ/
CIH460 : بأحت أسجم
(4)
ومثله نجد اختفاء الدال في كلمة (ستّي) إن كان أصلها (سيدتي) [المزهر
للسيوطي: وقولهم: سِتّي بمعنى سيدتي مولد/ تصحيح التصحيف - الصفدي :
ويقولون: فعَلَتْ سِتّي، وقالت سِتّي، وهو غلط. والصواب أن يقال: سَيّدتي،
لأنه تأنيث السيّد./ خير الكلام في التقصي عن أغلاط العوام - ابن لالي
بالي: قال الإمام أبو منصور الجواليقي : يقولون: ستي. والصواب: سيدتي]. كما
اختفت الدال في العدد (ست) والأصل (سدس) [تاج العروس: وسِتَ. وأَصلُهُ
سِدْسٌ، فأُبْدلَ السِّينُ تَاء وأُدْغِمَ فِيهِ
الدَّالُ]. وقريب منه اختفاء الدال في مثل: عبشمي، عبقسي، تعبشم،
تعبقس. وذكر كتاب
Archiv Für
Orientforschung, المجلد 44،الجزء 1 -المجلد 45،الجزء
1,Universität
Wien. Institut für
Orientalistik,Ernst Weidner, 1998 بصفحة 448، أن
الاسم عبد مناة جاء مكتوباً بنقوش لحيان بالحجاز هكذا (عبمنت)،
بحذف الدال.
(5) تصحيح التصحيف وتحرير التحريف - الصفدي:
وتقول العامة في العدد حِدَ عَشْر، وتقول
الخاصة حَدَ عْشَر. والصواب: أحدَ عَشَر.
(6)
page 238,inscription 92,A Text-book of North-Semitic
Inscriptions: Moabite, Hebrew, Phoenician, Aramaic, Nabataean, George
Albert Cooke
(7)
page 250,free lien Nouvelles
inscriptions nabatéennes,J.T.
Milik
(8)
H20,page 214,Madain Salih,a Nnabataean Town in North West
Arabia:Analysis and interpretation of the Excavation
1986-1990,Dhaifallah Al-Talhi
(9)
المصدر السابق، ضيف الله
(10)
page 50, A glossary of the Aramaic inscriptions,STANLEY
A. COOK/page 425, Dictionary of the Targumim,Marcus Jastrow
(11)
نقش عَبَدان الكبير/ وتاريخه نحو سنة 355 م، وهو قبل الإسلام بنحو
قرنين ونصف
(12)
BRYanbuq 47، وتاريخه نحو سنة 510 م، وهو قبل
الإسلام بنحو قرن
(13) النقوش اللحيانية (الديدانية) من موقع: krc.orient.ox.ac.uk/ociana / النقش الأول = AH 202/ (سنة إحدى) جاء منها ستة نقوش: D 022/ D 087 / D 088 / D 089 / Nasif 1988: 97, pl. CXLVII; Nasif 2002: 366–368, no. 4 / / النقش الثالث: JaL 002 a; Al-Qudrah 1993: 55, no. 173
(14)
Page 94, The Jews of the Hijaz in the Quran and in
their Inscriptions, Robert
G. Holyland / وتاريخه نحو 307 م
(15)
page 103,L'Arabie preislamique et son environnement historique et
culturel : actes,Toufic Fahd / وتاريخه نحو 355م
(16) المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي
-رمضان عبد التواب: ويرى بعض الباحثين المحدثين، أن الألف المقصورة
والممدودة في العربية، تطور عن تاء التأنيث
في السامية الأولى. والسبب في هذا ما رآه من تطور هذه التاء في العبرية
والآرامية إلى ألف المد / سر صناعة الإعراب –ابن جني:
والتاء هي الأصل، فإن قيل: وما الدليل على
أن التاء هي الأصل، وأن الهاء بدل منها؟
حامد العولقي