حرف الجر (مِن)
حرف الجر (مِن) الذي بالآية : جَاءَ أَحَدٌ
مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ [النساء: 43])، اعتبر المفسرون
معناه كالذي في عبارة: جاء
فلان من المكان. وإذن (الغائط) هو
مكان
(ذهب إليه الإنسان ليقضي فيه
حاجته)، ولذلك اعتبروا الغائط بالآية هو
غائط الأرض
(مكان منخفض).
ولكن قد يكون
لحرف الجر (مِن) بالآية
معنيان آخران.
وسوف نفترض أن الغائط = الفضلات
(التي بداخل الإنسان):
(1)
نفترض أن (جاء) بمعنى
أخرج
وعليه يمكن أن يكون معنى حرف الجر (مِن) بالآية:
جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ [المائدة: 6]، مثل :
أخرج فلان من الفضلات = أخرج
فلان
(ما بداخله)
من
الفضلات
(ب)
أخرج
(أي تغوط) فلان بسبب الفضلات
(2)
نفترض أن (جاء) بمعنى
فتح مخرج الدبر
وعليه يمكن أن يكون معنى حرف الجر (مِن) بالآية: جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ
مِنَ الْغَائِطِ [المائدة: 6]، مثل :
فتح فلان بسبب الفضلات = فتح فلان (مخرجه)
بسبب
الفضلات.
وهذه تُسمّى (مِن) السببية[2] أو التعليلية[3]، وأمثلتها:
صرخ المريض من
الألم (بسبب الألم)
بكى الطفل من الجوع، (أي بسبب الجوع)
وَابْيَضَّتْ
عَيْنَاهُ مِنَ
الْحُزْنِ (84) يوسف
كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ
مِنَ الْمَوْتِ
(19) الأحزاب
وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ
مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ
(74) البقرة
وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ
(32) القصص
يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم
مِّنَ الصَّوَاعِقِ
(1(19) البقرة
وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ
مِنَ الرَّحْمَةِ
(24) الإسراء
وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ
(111) الإسراء
خَاشِعِينَ
مِنَ الذُّلِّ (45)
االشورى
عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ
مِنَ الْغَيْظِ
(119) آل عمران
تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ (8) الملك
[2] اللمحة في شرح
الملحة - ابن الصائغ: ابتداء الغاية في المكان، كقوله: قمت من الدّار،
وللتّبعيض، كقولك: أنفقت من المال، ولتمييز الشّيء من غيره، كقولك: أحبّ
الحمام من الطّير؛ وتكون سببيّة، كقولك: من أجل السّلامة أطلتُ
الصّمت
[3]
الجنى الداني في حروف المعاني - ابن أُمّ قَاسِم المرادي: الرابع:
التعليل، نحو " يجعلون أصابعهم في آذانهم، من الصواعق "، " من أجل ذلك
كتبنا على بني إسرائيل "، " لما يهبط من خشية الله ".
حامد العولقي