الحمم البركانية والجمالات الصفر
الذين وصفوا تدفق الحمم البركانية العظيمة التي حدثت قرب المدينة
المنورة سنة 654 هجرية، شبهوا تلك الحمم بالمعنى الذي بالآية الكريمة
[{إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} (32) {كَأَنَّهُ
جِمَالَتٌ صُفْرٌ} (33) سورة
المرسلات].
وهذا التشبيه موفق ويؤيد معنى أن الجمالات هي الحمم البركانية الثقيلة
(فيها أنموذج عما أخبر الله /
مشاكلة للوصف الذي ذكره الله).
وهذا بعض ما ذكروه حول تلك الحمم البركانية:
ثم ظهرت نار عظيمة في الحرة قريباً من قريظة ... وقد سالت أودية منها
بالنار ... سيل الماء، ...فإذا الجبال تسيل نيرانا، ... فسارت إلى أن
وصلت الحرة، ... ورجعت تسير في الشرق، ويخرج من وسطها سهول وجبال نيران
تأكل الحجارة، فيها أنموذج عما أخبر
الله تعالى في كتابه العزيز فقال عز من قائل : {إنها ترمي بشرر كالقصر
كأنه جمالة صفر} [المرسلات: 32، 33]
... وفي كتاب آخر: .. سنة أربع وخمسين وستمائة وقع بالمدينة .. انبجست
الحرة بنار عظيمة ..، نشاهدها وهي
ترمي بشرر كالقصر، كما قال الله تعالى، ..
وقد سال من هذه النار واد ...وهي تجري على وجه الارض ...
وتسير على الارض وهو صخر يذوب حتى
يبقى مثل الآنك./
الذيل على الروضتين - أبو شامة المقدسي (ت665هـ)/ الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية
(ص 293-294).
ورآها أهل المدينة ومن حولهم رؤية لا مرية فيها ولا خفاء، فإنها لبثت
نحوا من خمسين يوما تتقد وترمي بالأحجار المحمرة بالنار من بطن الأرض
إلى ما حولها مشاكلة للوصف الذي ذكره
الله في كتابه عن نار جهنم: {ترمى بشرر كالقصر (32) كأنه
جمالت صفر}، وقد سال من ينبوع النار
في تلك الصحاري مد عظيم شبيه بالصفر المذاب1
فيجمد الشيء بعد الشيء فيوجد شبيها بخبث الحديد/الميسر في شرح مصابيح السنة للتوربشتي
(المتوفى: 661 هـ)
(1)
تفسير مقاتل
(المتوفى: 150هـ):
وَنُحاسٌ يعني الصفر الذائب وهي خمسة أنهار تجري من تحت العرش
على رءوس أهل النار