هل تسمية أرض شمعون من أصل مصري قديم؟

الموضوع باختصار ...

قالت التوراة أن أرض شمعون نسبة لرجل اسمه شمعون (وهو ابن يعقوب)، وأن اسمه من فعل سمع. ولكن بلاد شمعون تقع في أقصى جنوب مملكة إسرائيل القديمة، وهذا يرجّح أن تسميتها من جذر مصري قديم (شمع) بمعنى جنوب. فمعنى أرض شمعون هو أرض الجنوب.

شعب بني إسرائيل يتقسم إلى اثني عشر قسماً، وكل قسم يسمونه سبطاً (شبط بالعبرية). ولا جدال أن قسماً من تلك الأقسام اسمه شمعون (سبط شمعون). واعتبرت التوراة شمعون اسم رجل، وهو شمعون بن يعقوب عليه السلام، واشتقاقه من (يسمع).

توراة - تكوين 29: 33 وتلد بن وتأمر: كي -شمع يهوه ، كي- سنوأه أنكي ويتن -لي جم– أت -زه وتقرأ شمو شمعون.

وتعريبه الحرفي: وتلد ابناً وتأمر (تقول): كي سمع يهوه، كي شَناءَة أنا، وينطي لي إيّاه ذا، وتقرأ اسمه سمعان.

تكوين 29: 33 وَأَنْجَبَتِ ابْناً، فَقَالَتْ: «لأَنَّ الرَّبَّ سَمِعَ أَنَّنِي كُنْتُ مَكْرُوهَةً رَزَقَنِي هَذَا الابْنَ أَيْضاً». فَدَعَتْهُ شِمْعُونَ (وَمَعْنَاهُ: سَمِيعٌ)

ولكن يبدو أن شمعون في الأصل اسم أرض (مقاطعة، قضاء، منطقة)، وأن كلمة شمعون تدل على جهة تلك الأرض (مثل تسميات بلاد اليمن أو بلاد الشام أو بلاد المغرب). ولأن هذه المقاطعة شمعون تقع في أقصى جنوب مملكة إسرائيل، فقد سماها بنو إسرائيل القدماء أو من قبلهم (كالمصريين)1، باسم أرض شمعون، ويقصدون أرض الجنوب. كما يحتمل أن يكون الاسم شمعون في الأصل أطلق على أناس من بني إسرائيل بمعنى أهل الجنوب (الجنوبيين، أبناء الجنوب)، بعد استيطانهم أقصى جنوب مملكة إسرائيل.

فالأرض ربما سميت شمعون نسبة إلى جذر (شمع) المصري القديم بمعنى الجنوب. وأرض شمعون (مقاطعة أو منطقة شمعون) هي أرض جنوبية بل هي بأقصى جنوب إسرائيل. ولما سكنها قوم من بني إسرائيل نُسب أولئك القوم إلى تلك الأرض الجنوبية التي حلّوا فيها، فسموا باسم سبط أرض الجنوب أو سبط شمعون أو الشمعونيين (الجنوبيين) أو أبناء شمعون (أبناء الجنوب).

ولكي نفهم كيف سمّى بنو إسرائيل تلك المقاطعة بكلمة شمعون رغم أنه لا يوجد جذر شمع بالكنعانية بمعنى الجنوب، علينا أن نتذكر أن بني إسرائيل نشأوا كشعب في مصر وعاشوا فيها بضعة قرون. ولابد أن قدماء بني إسرائيل كانوا يعرفون لسان مصر القديم أو بعضه أو أن شيئاً منه امتزج بلسانهم. والمصريون كانوا يسمون الجنوب بلفظ شمع. ومنه سمّى بنو إسرائيل أقصى جنوب مملكة إسرائيل باسم شمعون2.